اهتزت أركان نادي النصر السعودي اهتزازاً مفجعاً لجماهيره ومحبيه في ليلة الجمعة الماضية اثر خروجه من المربع الذهبي بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين أمام شباب نادي القادسية والذين اخلصوا للشعار الذي يرتدونه وتركوا لغيرهم الحسرة والهزيمة.
ماحدث للنصر ليلة الجمعة لم يكن من صنع أعدائه بل من صنع أبنائه، النصر ذهب ضحية تصفية حسابات منذ ثلاثة مواسم وذلك للأسباب التالية:
أولاً - الخلافات المعلنة بين أعضاء شرفه من جانب وإدارته من جانب آخر، حيث يطالب أعضاء الشرف ان يكون لهم رأي فيما يحدث داخل النادي وتؤخذ مشورتهم من الإدارة في كل قرار مهم والإدارة على الجانب الآخر تطالبهم بدعم النادي مادياً وترك القرارات للإدارة وحدها وللأسف الشديد لم تحل هذه المعضلة في هذا النادي من عشرين سنة وكان ابوخالد في تلك الفترة يراهن على الفريق الذهبي بقيادة الكابتن ماجد عبدالله وزملائه الافذاذ أما حاليا فالوضع اختلف والتعاون مع أعضاء الشرف الكبار واشراكهم في القرار وعدم التفرد به فحكم الفرد أو بمعنى أصح المركزية في القرار أساس الفشل لاسيما ونحن في عصر الاقتصاد والنصر بحاجة إلى جميع أعضاء شرفه لدعمه بلاعبين أجانب كبار ولاعبين محليين من نوعية النجوم وان يسابقوا الزمن في عودة النصر إلى منصات التتويج وتوشيح نجومه بالذهب أما ان استمر الوضع كما هو عليه فإن النصر سيعيش وضعاً مجهولاً يحزن محبيه ويفرح اعداءه، مع ان أعضاء شرف النصر الكبار لديهم القدرة لإعادة النصر إلى التتويج.
ثانياً - الإدارة النصراوية بقيادة رمز النصر ابو خالد الذي لايشك أحداً في أنه أكثر من يحب النصر (ولكن من الحب ماقتل) هذا الحب وحده لم ينقذ النصر مما هو فيه فمع هذا الحب هناك تفرد بالرأي فظل أبوخالد هو الآمر الناهي في النصر لايقبل رأياً يخالفه ولايقبل تدخلا من أعضاء الشرف لما يرونه في مصلحة النصر. لقد فرحت الجماهير كثيرا عند تشكيل الإدارة الحالية فمعظم الاسماء في الإدارة من رجال الأعمال الكبار في البلد إلا انه سرعان ماتبدد هذا الفرح لان عضويتهم للإدارة كانت على الورق ولم يكن لها أي فعالية في دعم النادي واتخاذ القرارات فانقلب المثل الذي كان النصراويون يعيبون به الآخرين (الرأي رأيك يايبه والشور شورك) عليهم أبا خالد لايشك أحد أنك باني النصر العظيم وان ما تحقق للنصر من أمجاد لم تكن لتتحقق لولا الله ثم عبدالرحمن بن سعود ولكن يا أباخالد الوضع اختلف فنحن الآن في عصر المادة والسرعة والاحتراف والأفضلية لمن يسبق ويحسن وضعه بالعمل الجاد واختيار الأفضل، أبا خالد ألم تحن الفرصة في ان تترك المجال لغيرك من محبي النصر لقيادته في المرحلة الحالية التي يحتاج النصر فيها للتغيير وصدقني يا أباخالد ان الفضل سيرجع اليك في كل مايسحقق للنصر ولو بعد حين فأنت من بنى النصر وصنع أمجاده وفرض وجوده. ليس عيبا يارمز النصر ان تظهر على الملأ وتعلن الاستقالة وتترك محبي النصر يشاركون في بناء نصرهم وعودته إلى عالم البطولات.
ثالثاً - لاعبو الفريق الذين صبرت عليهم جماهير النصر كثيرا وحاولت مقارنتهم باللاعبين النجوم في الأندية الأخرى وهم في الحقيقة أنصاف نجوم، ويفتقدون لأمور أساسية من أهمها الولاء لشعار النصر والحماس المطلوب في اللقاءات الهامة والتنافسية لقد عانى النصراويون كثيرا من هؤلاء اللاعبين، وحان الوقت لتغيير جلدة الفريق، جماهير لاتريد لاعبي المحسوبية هواة المعسل والبلوت تريد من يدافع عن شعار النصر ان يكون أهلا للمسؤولية يقدر الشعار الذي يرتدونه لايكل ولايمل في خدمة شعار النصر الذي كان يوما صرحا من خيال فهوى. لماذا لايتم بيع عقود هؤلاء اللاعبين الذين أكل عليهم الدهر وشرب ولم تعد جماهير النصر تتحمل رؤيتهم في الملعب يرتدون شعار النصر المطلوب فقط الإبقاء على المواهب الشابة أمثال بندر تميم والبيشي وماجد الدوسري والحقباني والثقفي وتسريح البقية وتصعيد الناشئين من فريق الشباب والناشئين بالنادي وإقامة معسكر خارجي لهم لايقل عن شهرين ويبدأ الاعداد له من الآن والا فإن النصر سيسير إلى الهاوية.
خاتمة:
قال الفاروق عمر رضي الله عنه: الرجال ثلاثة -رجل ترد عليه الأمور فيسددها برأيه، ورجل يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشدا ولايطيع مرشدا).
| 
