بينما غرق المغرب في حالة من الحزن والأسى بسبب التفجيرات الإرهابية التي تركت عشرات القتلى والجرحى، فإن إسرائيل لم ترَ في كل هذا سوى استغلاله وتجييره لصالحها وحثت اليهود في المغرب على الهجرة إليها.
والمسألة السكانية جِدُّ هامة في إسرائيل التي تخوض حرباً سكانية من خلال محاولة اجتذاب أكبر عدد من يهود العالم ونشرهم في المستعمرات التي تقيمها على الأراضي الفلسطينية، وقد استفاد من ذلك عشرات الآلاف من اليهود الذين كانوا يهيمون على وجوههم في أنحاء العالم دون أن يجدوا مكاناً يرحب بهم.. وها هم الآن وقد طاب لهم المقام في أراضي الفلسطينيين يحملون البنادق ويقتلون أصحاب الأرض الفلسطينيين أينما وجدوهم.
إنهم يتمسكون بما اغتصبوا من أراضٍ لأنهم لم يكونوا يحلمون بأن مكاناً في الأرض سيرحب بهم.. ويتشدقون بأنهم لن يتخلوا عنها ويصمون العرب بأقذع الألفاظ ويستعرضون قواهم في مشاهد استفزازية.
هؤلاء المستوطنون هم ورقة تستخدمها إسرائيل كلما تطرقت الجهود الدولية إلى عدم شرعية المستوطنات وسرعان ما يظهرون ويسيطرون على كامل المشهد وهم مسلحون بالبنادق ليهددوا أي حكومة تتجرأ على إزالة المستوطنات بإزالتها أولاً.. وهم بذلك عنصر أساسي في سياسة فرض الأمر الواقع.
غير أن إسرائيل وهي تشجع هؤلاء على الهجرة إليها تصم آذانها عن حق العودة للفلسطينيين وهو حق تؤيده القرارات الدولية، وهكذا فإن جلب المزيدمن اليهود من مختلف أنحاء العالم لإسرائيل إنما يتم على حساب قرابة ستة ملايين لاجئ فلسطيني يفترض أن يعودوا إلى فلسطين.
لقد أدت السياسة القمعية الإسرائيلية إلى تعقيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وفي داخل إسرائيل حيث باتت المواجهات شأناً يومياً بما في ذلك شتى مظاهر الانتفاضة بما فيها العمليات المسلحة وكل ذلك جعل إسرائيل تتحول إلى دولة طاردة إذ أصبح الذين يغادرونها أكثر من الذين يتوجهون إليها، ولهذا فإنها تتطلع إلى اجتذاب يهود العالم لتعويض حالات المغادرة الجماعية ولإقامة المزيد من المستوطنات لتعقيد أي مسعى سلمي.
|