سأعتب على الصَّباح... إن يقظتُ فوجدْتُّه يبكي،
وعلى اللَّيل.. إن هجعتُ فوجدته يضحك...!!
كيف للصَّباح أن يستقبل النُّور بالدِّموع...، وهو يُقبل على براحٍ من الزَّمن، مبسوطٌ له كي يعمل...، والعمل فرحٌ... ففيه قرَّة عين إن كان للفلاح... بالصلاح؟!...
و...
كيف للَّيل أن يَستقبلَ السَّكنَ بالبسمات، وهو يُقبلُ على براحٍ من الزَّمن، ممتدٌ بالسَّكينة والهدوء كي يتأمَّل، والتَّأمل استرجاعٌ واستعراضٌ، ففيه فرصة التَّوبة، والتَّقويم، إن كان للتَّأمل بالنَّدم؟...
و...
سأعتبُ على لحظةِ بين النَّفس والنَّفس إن مَرَقت، دون أن تكون ورقةً مسطَّرةً، بوقع الخطى...، دون أن تُقرأ...
وعلى السَّاعة، بين النَّفس والآخر، إن تداخلت في اللَّهو، دون أن تكون متاحةً لقراءة الفعل في واقع الفعل...
و....
سأعتبُ على مَنْ له الصَّباحُ أقبلَ، فحسبه ليلاً، وهجع للنَّوم...
و...
سأعتبُ على من داهمه اللَّيل، فأحياه كأنَّه النَّهارَ، في صخب الضَّوء...
و...
سأعتبُ على من يطوي القراطيسَ، بينه وبين الآخر...
ذلك لأنَّ الإنسانَ، والزَّمنَ، في تلاحقٍ لَوْلَبي...، يلفُّ بها دولابُّ الوقتِ، لفاً جنونياً...، ينزلقُ من بين أصابع أقدامهم، كما ينزلق الماءُ... يتحدَّرُ من الثَّقوب، والشَّقوق، في انسيابٍ لا ما يحدَّه، ولا ما يوقفه...
وذلكَ لأنَّ، لا أحدَ يملكُ أعنَّة الوقت...
كما لا يملكُ الوقتُ أن يقفَ، عند عتبات الإنسان...
وسأعتبُ على الإنسانِ فيَّ...
وعلى الوقت لي...
حين لا أقوى على ذاتي...، ولا وقتَ لي فيه، كي أقرأَ التَّفاصيلَ،
وأراجعَ الورقاتِ....
تُرى...
أليسَ جميلاً أن يداهمني الصَّباحُ بهذا؟
*** هذه السُّطور أعلاه إهداء لابني «مَعين» بارك اللَّه فيه...
حيث يحبُّ قراءة بوحي التلقائي...، عند هجوم الكلمات في لحظاتها العفوية.
|