Tuesday 20th may,2003 11191العدد الثلاثاء 19 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا وجود للإرهاب بالمملكة لا وجود للإرهاب بالمملكة

إن المملكة دولة إسلامية عربية لها حضارتها الإسلامية العريقة المستمدة من تطبيقها لشرع الله وسماحته، وقد تمكنت بفضل الله من بناء نهضة حديثة نالت تقدير العالم وإعجابه، وانتهاج سياسة عادلة متوازنة أكسبتها احترام الدول والشعوب، ولأعمالها العظيمة في نشر الأمن والقضاء على المفسدين وتحويل أرض المملكة ومجتمعها إلى واحة أمن وأمان، يأوي إليها الناس من كل مكان، طلباً للرزق والحياة الآمنة السعيدة.
إن تميز المملكة في نشأتها وتكوينها، والترابط الأسري بين القيادة والشعب والتواصل الأخوي مع المقيمين على أرضها ومع جيرانها من العرب والمسلمين والعالم أجمع، إن ذلك كله لم يأت وليد الصدفة، أو نتيجة لعواطف ومؤثرات، أو بسبب علاقات شخصية، وإنما جاء ثمرة للأسس الثابتة التي نشأت عليها هذه البلاد، وتوحدت من أجلها، وهو الالتزام بمنهج الإسلام، والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ومحاربتها للإرهاب وتطبيق حدود الله في كل المجرمين والمفسدين وقُطَّاع الطرق والمعتدين على الأنفس والأموال وترويع الآمنين وقتل الأبرياء، ولقد وجد المواطنون والمقيمون في هذه البلاد، العدل، والأمان، والمحافظة على الأنفس والأعراض والأموال، واستتباب الأمن، وازدهار النهضة واحتلت المملكة ولله الحمد أعلى المعدلات القياسية في النمو الاقتصادي والعلمي والسياسي نتيجة لذلك، وقَلَّت الجرائم وانتفت عوامل الفساد والإرهاب.
وهذا الواقع المميز الذي تعيشه المملكة لا يرضي أعداء الإنسانية وأعداء الإسلام والمناهضين للحضارة والاستقرار، والأمن في الأوطان، والتفجير في المجمعات السكنية بمدينة الرياض هو صورة من صور الكيد والمكر الذي يخطط له أعداء الإسلام، وأعداء الحضارة والأمن لهذه البلاد وأهلها وغيرها من الدول الآمنة والمستقرة في العالم.
وهذه المحاولات السيئة التي باءت - ولله الحمد - بالفشل، أظهرت التلاحم بين القيادة والشعب والتفاف المواطنين حول قيادتهم، ووقوفهم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ضد الإرهاب والإرهابيين، وقد قام رجال العلم والقضاء والإعلام والفكر في المملكة وغيرها باستنكار الإرهاب ومواجهته ومحاربته ودحضه، بشتى أشكاله وألوانه وصوره.
ووقف العالم صفاً واحداً، لاستنكار الإرهاب، وتأييد الإجراءات التي تتخذها المملكة ضد حوادث التفجير، ومن يقوم بتنفيذها ومساندتها ومن المعلوم أن الفساد في الأرض، والعبث في الممتلكات، وقتل الأنفس البريئة، والتعدي على حرمات الناس محرم شرعاً بإجماع المسلمين. يقول الله عز وجل: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}. ويقول جل وعلا: { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)
ويقول جل شأنه في عقوبة هؤلاء المفسدين: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33)
وما قام به مرتكبو حادث التفجير بالمجمعات السكنية بالرياض جمع أنواعاً من المحرمات كلها حرام بإجماع المسلمين، من غدر وخيانة، وبغي وعدوان، وإجرام وترويع للمسلمين، وقتل المعاهدين.
وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من قتل معاهداً لم يُرح رائحة الجنة» وحوادث الإرهاب لم تسلم منها منطقة أو دولة في العالم، سواء في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا وأستراليا وغيرها من الأماكن والدول، بل إنه أخذ شكلاً منظماً في بعض القارات والدول، وأصبحت له وسائله المعروفة ومناخه الخاص. والمملكة تطبق شرع الله، وتحكم به، ومن يطبق شرع الله فإنه محفوظ بحفظ الله له {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82)
والحدث العدواني الذي هز مشاعر الأمة في هذه البلاد، ومن ورائها العالم الاسلامي كله، ودول العالم أجمع، لن ينال من ثوابت هذه الأمة المؤمنة، ذات التاريخ العريق، والتلاحم الأسري المتين، والفريد من نوعه بين القيادة والشعب، ولن ينال من وحدتها وقوتها وصلابتها، في إحقاق الحق، وردع الباطل، ولن يزيد هذا الحادث المملكة إلا قوة وتماسكاً وترابطاً ومحبة، والتفافاً حول قيادتها الحكيمة.
وستظل بلادنا، بمشيئة الله، رغم كيد الأعداء والحاسدين، الحصن المنيع، والملاذ الآمن، ومظلة الخير والعطاء والمواساة، وإغاثة المنكوبين والمعوزين، آمنة مطمئنة، مرفوعة الرأس، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك المفدى، ومؤازرة سمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني ويقظة رجل الأمن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز.
ومن توفيق الله عز وجل أن القيادة الحكيمة في هذه البلاد، ساهرة على الأمن كما أن شعب هذه المملكة يد واحدة، مع ولاة الأمر وقيادته يجمعها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم.
وهذا الترابط الوثيق بين القيادة والشعب في هذه البلاد سوف يبطل بإذن الله كل المخططات العدوانية على بلادنا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved