Tuesday 20th may,2003 11191العدد الثلاثاء 19 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

على طلبة العلم الأخذ بفتاوى العلماء الموثوقين والرجوع إلى العقيدة الصافية على طلبة العلم الأخذ بفتاوى العلماء الموثوقين والرجوع إلى العقيدة الصافية
لماذا يمنح حق اللجوء السياسي لإرهابيين يؤيدون الإرهاب ويسيئون لعلماء الأمة ؟
محمد الحصين

إن بلادنا بلاد التوحيد هي الوحيدة على وجه الأرض التي تنعم بالأمن وبسلامة المعتقد والمنهج، ولكن أعداء الملة يسعون ليلهم ونهارهم لبث سمومهم في هذه البلاد، حتى كثرت الجماعات والأحزاب السياسية الحركية التي هي السبب الأول والأخير فيما نحن فيه الآن من هذه الفتن والمصائب إلى أن ابتليت الأمة اليوم بفئام من بني جلدتها تركوا ما عليه سلفنا الصالح في الكثير من المعتقدات وانحازوا الى عقولهم المريضة التي حكموها في شؤون الأمة وقضاياها،، وتسببوا في هذه التفجيرات التي حصلت في مدينة الرياض يوم الاثنين الماضي وغيرها كالتي حصلت في شتى بلدان العالم. فكان من الواجب علينا أن نحذر ممن يحمل هذا الفكر المستورد وهذا المعتقد الفاسد معتقد الخوارج في التكفير والتفجير والاغتيالات وقتل الأبرياء وأن نعلم جميعاً كباراً وصغاراً رجالاً ونساء أن هناك من يعمل بالليل والنهار وفي الظلام والخفاء على خلخلة الصف وزعزعة الأمن وتمزيق جسد ووحدة مملكتنا بالكثير من الفتاوي الرخيصة المنسوبة لاصحاب منهج التكفير ومعتقد الخوارج وبتلك المقالات المسمومة وبالأشرطة السمعية الممنوعة التي يوزع منها آلاف الأشرطة على أبناء هذه البلاد والتي جرت الى مثل هذه الأعمال الخبيثة.
* ، ولعلي في هذا المقام أن أنشر كلام أهل العلم في مثل هذه المسائل لعلها تكون سببباً في ايضاح الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
الإرهابيون الذين يقتلون الناس بغير حق وبغير حجة شرعية
السؤال: كثيراً ما نسمع عن مصطلحات مثل الإرهاب والتطرف ويتكلم في ذلك من هب ودب فما هو المعيار الصحيح لذلك، أي لمعنى هذه المصطلحات أو بمعنى آخر متى يكون الرجل إرهابياً أو متطرفاً؟
* فإن عجز فبقلبه يكره بقلبه ولا يحضر المنكر. الذين يقتلون الناس ويضربون الناس بغير وجه شرعي هؤلاء هم الإرهابيون هم المفسدون، هم الذين يخلون بالأمن ويفسدون على الناس مجتمعاتهم، لكن لا يغير بيده إلا إن كان عنده صلاحية من جهة ولاة الأمور وإلا فليرفع الأمر إلى ولاة الأمور إذا رأى منكراً وهو ليس عنده سلطة يرفع الأمر إلى جهة ولاة الأمور ولكن ينصح بالكلام والدعوة إلى الله والترغيب والترهيب، أما مع أهل بيته مع زوجته مع أولاده مع من تحت سلطانه لا بأس له الأمر باليد وغيره حسب ما عنده من الصلاحية وفق الله الجميع.
السؤال: ما حكم الاعتداء على الأجانب السياح والزوار في البلاد الإسلامية؟
الجواب: هذا لا يجوز، الاعتداء لا يجوز على أي أحد، سواء كانوا سياحاً أو عمالاً، لأنهم مستأمنون، دخلوا بالأمان، فلا يجوز الاعتداء عليهم، ولكن تناصح الدولة حتى تمنعهم مما لا ينبغي اظهاره، أما الاعتداء عليهم فلا يجوز، أما افراد الناس فليس لهم أن يقتلوهم أو يضربوهم أو يؤذوهم، بل عليهم أن يرفعوا الأمر إلى ولاة الأمور، لأن التعدي عليهم تعد على أناس قد دخلوا بالأمان فلا يجوز التعدي عليهم، ولكن يرفع أمرهم إلى من يستطيع منع دخولهم أو منعهم من ذلك المنكر الظاهر.
أما نصيحتهم ودعوتهم إلى الإسلام أو إلى ترك المنكر إن كانوا مسلمين فهذا مطلوب، وتعمه الأدلة الشرعية، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
الشيخ محمد بن عثيمين
رحمه الله:
على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث!!
منهج الخوارج
ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي هؤلاء، وأن يطلع ولاة الأمور عليهم وعلى من خطط لهذه الجرائم حتى يحكموا فيه بحكم الله عز وجل
لا يضر السحاب نبح الكلاب، لا يوجد والحمد لله مثل بلادنا اليوم في التوحيد
السؤال: ما هو ردكم على من يقول أكثر الشر في بلد التوحيد مصدره الحكومة وأن الولاة ليسوا بأئمة سلفيين؟
الجواب: ردنا على هذا كالذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أنه مجنون وشاعر وكما يقال: لا يضر السحاب نبح الكلاب، لا يوجد الحمد لله مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة وهي لا تخلو من الشر كسائر بلاد العالم بل حتى المدينة المنورة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجد من بعض الناس شر لقد حصلت السرقة وحصل الزنا.
السؤال: لا يخفى عليكم حادث التفجير الذي سبق أن وقع في العليا وحدث فيه ازهاق للأرواح من المعاهدين وغير ذلك من المفاسد، والذي حدث من أحداث الأسنان وسفهاء الأحلام، وأنكم تعلمون عظم هذا الفعل وما فيه من مخالفة لأمر الله وأمر رسوله، وعدم الأخذ بالأدلة الشرعية، وتسفيه لآراء العلماء الراسخين في العلم ومن مشاقة ومحاربه لولي الأمر، والآن وقد حدث تفجير جديد في الخبر فهل من كلمة لتبيين دين الله تعالى في ذلك والتحذير من هذا المنزلق الخطير الذي سلكه فئة من الشباب وهم قلة ولله الحمد والذي هو مستمد من فعل الخوارج وهم قد لا يعلمون أن فعلهم فعل الخوارج فهل من نصرة وتبيين لدين الله تعالى؟
قال رحمه الله: لا شك أن هذا العمل لا يرضاه كل عاقل فضلاً عن المؤمن لا يرضاه أحد لأنه خلاف الكتاب والسنة، ولأن فيه اساءة للإسلام في الداخل والخارج، لأن كل الذين يسمعون بهذا الخبر لا يضيفونه إلا إلى المتمسكين بالإسلام ثم يقولون هؤلاء هم المسلمون، هذه أخلاق الإسلام، والإسلام منها بريء فهؤلاء في الحقيقة أساءوا قبل كل شيء إلى الإسلام ونسأل الله أن يجازيهم بعدله بالنسبة لهذه الإساءة العظيمة.
ثانياً: أنهم أساءوا إلى اخوة لهم من الملتزمين لأنه اذا تصور الناس حتى المسلمون إذا تصوروا أن هذا يقع ممن يدعي أنه مسلم وأنه يغار على الإسلام فسوف يكره من هذه أخلاقه وسوف يظن أن هذه اخلاق كل ملتزم، ومن المعلوم أن هذا لا يمثل أحداً من الملتزمين اطلاقاً، لأن الملتزم حقيقة هو الذي يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا يخفى علينا جميعاً أن الله تعالى أمر بوفاء العهود وأمر بوفاء العقود وقال: {إن العهد كان مسؤولا} (الإسراء: 34) ولا يخفى علينا جميعاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة» ولا يخفى علينا أيضاً أنه عليه الصلاة والسلام قال : «ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ولا يخفى علينا أن الائتمان أو التأمين والاجارة يكون حتى من واحد من المسلمين وان لم يكن ولي أمر حتى ولو كان امرأة قال النبي صلى الله عليه وسلم «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ» فكيف إذا كان الأمان من ولاة الأمور؟ فهذا هو عين المحادة لله ورسوله.
ثالثاً: لو قدرنا على أسوأ تقدير أن الدولة التي ينتمي إليها هؤلاء آلذين قتلوا دولة معادية للإسلام فما ذنب هؤلاء؟ هؤلاء الذين جاءوا بأمر حكومتهم، قد يكون بعضهم جاءوا عن كره ولا يريد الاعتداء ثم ما ذنب المسلمين الساكنين هناك؟! فقد أصيب عدة من هؤلاء من أطفال وعجائز وشيوخ في مأمنهم في ليلهم عند الرقاد على فرشهم. ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم ولكن بحول الله إنه لا يفلح الظالمون، سوف يعثر عليهم ان شاء آلله ويأخذون جزاءهم، لكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث، منهج الخوارج الذين استباحوا دماء آلمسلمين وكفوا عن دماء آلمشركين. وأن هؤلاء إما جاهلون وإما سفهاء واما حاقدون، فهم جاهلون لأنهم لا يعرفون الشرع، الشرع يأمر بالوفاء بالعهد وأوفى دين في العهد هو الإسلام والحمد لله، هم سفهاء أيضاً لأنه سيترتب على هذه الحادثة من المفاسد ما لا يعلمه الا الله عز وجل!! ليست هذه وسيلة اصلاح حتى يقولوا انما نحن بمصلحون بل هم المفسدون في الواقع أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها، لأننا لا نعلم والحمد لله بلاداً تنفذ من الاسلام مثلما تنفذه هذه البلاد، ماذا يريدون من فعلهم هذا؟ أيريدون الاصلاح؟ والله ما هم بمصلحين انهم لمفسدون ولكن علينا أن نعرف كيف يذهب الطيش والغيرة التي هي غبرة وليست غيرة، إلى هذا الحد.
رابعاً: لا شك أن هذا اساءة إلى هذه البلاد وأهلها وترويع الآمنين، كل انسان يتعجب كيف يقع هذا في البلد الأمين، ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي هؤلاء، وأن يطلع ولاة الأمور عليهم وعلى من خطط لهذه الجرائم حتى يحكموا فيه بحكم الله عز وجل.
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
الإسلام دين وفاء، ليس دين غدر وخيانة، فلا يجوز الاعتداء على الكافر الذي هو في عهدتنا
السبب في هذه الفرقة يرجع إلى الأفكار والمناهج الدعوية من غير علماء هذه البلاد، من أناس مشبوهين، أو أناس مضللين يريدون زوال هذه النعمة التي نعيشها في هذه البلاد من: أمن، واستقرار، وتحكيم للشريعة
السؤال: هل وجود الكفار في هذه البلاد يبيح قتلهم واغتيالهم؟ وخاصة أن من يجوّز هذا العمل يستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اخرجوا المشركين من جزيرة العرب»؟
الجواب: هذا لا يجوز إذا دخل الكافر بعهد من ولي الأمر أو بأمان أو جاء لأداء مهمة ويرجع، فلا يجوز الاعتداء عليه، الإسلام دين وفاء، ليس دين غدر وخيانة، فلا يجوز الاعتداء على آلكافر الذي هو في عهدتنا، وتحت أماننا، ولا يتحدث العالم أن الاسلام يغدر بالعهود ويخون بالعهود، هذا ليس من الإسلام «اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب» هذا صحيح، لكن ليس معناه بقتل المعاهدين والمستأمنين، ومن هم تحت عهدتنا، بل هذا في اليهود والنصارى الذين ليس بينهم وبين المسلمين عهد ولا ميثاق.
وقال أيضاً العلامة صالح الفوزان: يوم أن كان أهل هذه البلاد مرتبطين بعلمائهم، شباباً وشيباً كانت الحالة حسنة ومستقيمة، وكانت لا تأتي إليهم أفكار من الخارج هذا هو السبب في الوحدة والتآلف، وكانوا يثقون بعلمائهم وقادتهم وعقلائهم وكانوا جماعة واحدة، وعلى حالة طيبة، حتى جاءت الأفكار من الخارج عن سبيل الأشخاص القادمين أو عن سبيل بعض الكتب أو بعض المجلات أو بعض الاذاعات وتلقاها الشباب وحصلت الفرقة، لأن هؤلاء آلشباب الذين شذوا عن المنهج السلفي في الدعوة، إنما تأثروا بهذه الأفكار الوافدة من الخارج. أما الدعاة والشباب الذين بقوا على صلة بعلمائهم، ولم يتأثروا بهذه الأفكار الواردة،
فهؤلاء - والحمد لله - على استقامة كسلفهم الصالح فالسبب في هذه الفرقة يرجع إلى الأفكار والمناهج الدعوية من غير علماء هذه البلاد، من أناس مشبوهين، أو أناس مضللين يريدون زوال هذه النعمة التي نعيشها في هذه البلاد من: أمن، واستقرار، وتحكيم للشريعة، وخيرات كثيرة في هذه البلاد، لا توجد في البلاد الأخرى، ويريدون أن يفرقوا بيننا، وأن ينتزعوا شبابنا، وأن ينزعوا الثقة من علمائنا، وحينئذ يحصل، والعياذ بالله ما لا تحمد عقباه.
فعلينا، علماء ودعاة وشباباً وعامة بألا نقبل الأفكار الوافدة، ولا المبادىء المشبوهة، حتى وان تلبست بلباس الحق والخير، لباس السنة، فنحن لسنا على شك من وضعنا ولله الحمد نحن على منهج سليم، وعلى عقيدة سليمة، وعندنا كل خير ولله الحمد، فلماذا نتلقى الأفكار الواردة من الخارج، ونروجها بيننا وبين شبابنا؟؟ فلا حل لهذه الفرقة إلا بترك هذه الأفكار الوافدة، والاقبال على تنمية ما عندنا من الخير والعمل به، والدعوة إليه، نعم، عندنا نقص، وبامكاننا أن نصلح أخطاءنا، من غير أن نستورد الأفكار المخالفة للكتاب والسنة وفهم السلف من الخارج، أو من ناس مشبوهين وان كانوا في هذه البلاد، أو مضللين، الوقت الآن وقت فتن، فكلما تأخر الزمان تشتد الفتن، عليكم أن تدركوا هذا،
ولا تصغوا للشبهات، ولا لأقوال المشبوهين والمضللين، الذين يريدون سلب هذه النعمة التي نعيشها، وأن نكون مثل البلاد الأخرى: في سلب ونهب وقتل وضياع حقوق، وفساد عقائد، وعداوات، وحزبيات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved