ترتبط بعض النشاطات الاقتصادية بأسماء معروفة يقترن كل منهما بالآخر ... ويبقى اسم (بن سعيدان) مرتبطاً دائماً بالنشاط العقاري ... وهو ارتباط لا يمكن للصدفة أن تخلقه أو المال أن يصنعه .. إنما الإنجاز وحده يستطيع أن يجسده.
ما يزيد عن 66 عاماً من الخبرة والإنجازات التي حققتها مجموعة بن سعيدان للعقارات على صعيد النشاط العقاري في العاصمة الحالمة الرياض التي تمثل أكثر من ثلث النشاط العقاري على مستوى المملكة العربية السعودية.
سعادة الأستاذ/ سلمان بن عبدالله بن سعيدان مدير عام شركة عبدالله بن محمد بن سعيدان وأولاده العقارية. يخص الملحق بهذا الحوار الذي يتحدث فيه عن واقع وإنجازات السوق العقارية ورؤاه المستقبلية له وكذلك عن مجموعة بن سعيدان للعقارات خلال مسيرتها وطموحاتها المستقبلية خاصة في مجال التقسيط.
تناول فيه الطفرة النوعية والكمية التي شهدتها وتشهدها الرياض بفضل الجهود الحثيثة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حتى أصبحت الرياض من أجمل وأكبر العواصم العالمية.
وقال بن سعيدان في حواره مع الملحق إن النشاط العقاري في مدينة الرياض يمثل ثلث النشاط على مستوى المملكة حيث يزيد عدد المكاتب العقارية في العاصمة عن أكثر من 10700 مكتب عقاري.
* أستاذ سلمان وأنتم أحد أبرز العقاريين في السوق المحلية ... كيف تقيمون هذا السوق في الوقت الحالي وما هي تطلعاتكم لمستقبله؟
- شهدت السوق العقارية المحلية طفرة أستطيع أن أقول إنها كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية ليحقق نمواً متزايداً كل سنة وهو مهيأ لطفرات أكبر في ظل التزايد السكاني الكبير الذي تشهده المملكة عموماً والرياض خصوصاً التي تصل نسبة النمو فيها إلى حوالي 8% سنوياً (3% نمو طبيعي، 5% هجرة إلى العاصمة). ورغم هذه الطفرة الهائلة التي يعيشها السوق إلا أنه في المقابل يشهد فوضى وعدم تنظيم في كثير من الأوقات بسبب غياب التنظيمات المناسبة أو قدم البعض منها أو عدم الجدية في تطبيق البعض الآخر. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر غياب الائتمان العقاري الذي يتيح التوسع في بيع الأراضي والوحدات السكنية بنظام التقسيط بشكل يكفل الحق للبائع والمشتري في آن واحد. بالإضافة إلى حاجة السوق إلى التنظيمات الحديثة التي تعتمد على استخدام التقنية في البيع والتسويق وما يتبع ذلك من تأهيل للعاملين في هذا المجال الذي يربو عن (13000) عقاري وممارس كما أن الرهن العقاري أصبح ضرورة ملحة تمليها الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع السعودي ولا شك أن الرهن العقاري سيكون وسيلة هامة لتملك المواطن للمسكن بطرق ميسرة وسهلة .... وأشير هنا إلى عدد سكان الرياض في عام 1442هـ حيث يتوقع أن يزيد عن (10) ملايين نسمة يحتاجون إلى ما يزيد عن 5 ،1 مليون وحدة سكنية.
* يتهم العقاريون بأنهم السبب في ارتفاع أسعار الأراضي ... التي تصل إلى أرقام كبيرة أحياناً .. ما ردكم على ذلك؟
- أولاً أحب أن أشير إلى معلومة هامة وهي أن ارتفاع أسعار الأراضي ليس من مصلحة العقاريين الكبار وذوي الخبرة من المتمرسين ... ولكن يمكن أن يكون مطلباً مغرياً لصغار المتعاملين أو من أولئك الداخلين حديثاً في سوق العقار أو الباحثين عن الأرباح السريعة .... وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع يخضع لسياسة العرض والطلب والعقار فإنه كغيره يتأثر بهذا المعيار الاقتصادي .... إلا أن هناك عدداً من العوامل التي قد تزيد من أسعار الأراضي ومنها:
1- عدم السماح بتعدد الأدوار إلا في بعض الشوارع الرئيسية وفي أضيق الحدود مما يرفع من كلفة الوحدات السكنية لمن رغب في الشراء أو الاستئجار وخاصة من فئة الشباب.
2- إعادة النظر في بعض أنظمة التخطيط والسماح بتصغير مساحة القطع السكنية حتى تكون في متناول الجميع.
3- ارتفاع نسبة تخطيط الأراضي إلى 40% بدلاً من 33% وهو الحد الأعلى المعتمد ... وهذا الأمر ينعكس على سعر الأراضي.
4- غياب المعلومة الصحيحة حيث يكثر الإعلان عن المساهمات العقارية ونسب الأرباح العالية والخيالية مما يؤدي إلى الاندفاع بقوة للاشتراك في هذه المساهمات رغبة في جني أرباح عالية.
5- النمو الغير طبيعي في أعداد السكان الذي يصل إلى حوالي 8% سنوياً في العاصمة الرياض.
اتجهت شركة (بن سعيدان) مؤخراً إلى توسيع نشاطاتها نوعاً وكماً ومنها التقسيط العقاري ... ما هو حجم السوق برأيكم وكيف يمكن تطويره؟
- نعم هذا صحيح فقد وجهت شركة عبدالله محمد بن سعيدان جزءاً من نشاطها العقاري إلى البيع بنظام التقسيط وتعد الشركة من أوائل الشركات العقارية التي أتاحت الفرصة أمام الشباب السعودي لامتلاك أراضٍ سكنية وفق نظام للتقسيط سهل ومرن يقوم هذا النظام على أسس علمية ودراسات إحصائية واستطلاعية تشير إلى أن معظم سكان المملكة العربية السعودية هم من فئة الشباب الذين تصل نسبتهم إلى حوالي 80% ومعظمهم من الملتحقين في سوق العمل حديثاً أو الباحثين عن عمل ... وبالتالي يجد مثل هؤلاء الشباب صعوبة في توفير المبالغ المالية النقدية لشراء قطعة أرض سكنية تكون نواة لمنزل المستقبل.
ولذلك فإن نظام التقسيط في شركة بن سعيدان لم يكن الهدف منه ذلك الربح المادي البحت رغم ازدهار حركة البيع النقدي مؤخراً للأراضي حيث سجلت التقارير الاقتصادية أن قطاع العقار ينمو سنوياً بمقدار (4%)، إلا أن المجموعة اتجهت لوضع برنامج خاص للتقسيط حتى يستفيد منه أصحاب المداخيل المتوسطة وحتى المتدنية.
وتجسيداً لذلك طرحت مجموعة بن سعيدان للعقارات مؤخراً عدداً من المخططات السكنية الكبرى في كافة أنحاء الرياض منها مخطط الغروب واللؤلؤة وجوهرة قرطبة والربيع والقادسية والنفل والقيروان واليرموك والوادي وفق نظام للتقسيط الميسر للشباب السعودي سعياً إلى تحقيق طموحهم بامتلاك أرضٍ سكنية مهما كانت مداخيلهم الشهرية. هذا ما يميز تقسيط مجموعة بن سعيدان للعقارات عن غيره من الأنظمة المماثلة المتبعة في البنوك والتي تشترط حداً أدنى للراتب وهو 5000 ريال بينما يسمح نظام التقسيط لمجموعة بن سعيدان للعقارات لمن راتبه الشهري أقل من 3000 ريال بامتلاك قطعة أرض سكنية بواسطة التقسيط وفي مخططات مكتملة الخدمات.
وبالمناسبة فإن مخططي الغروب واللؤلؤة يكملان نشاط مجموعة بن سعيدان في مجال تقسيط الأراضي في كافة جهات العاصمة الرياض بدءاً من شمالها ثم شرقها والآن في الغرب والجنوب من العاصمة.
وقد انتهت الشركة من إعداد برنامج حاسوبي متطور بقيمة تتجاوز نصف مليون ريال لتنظيم عمليات بالتقسيط بهدف توسيع قاعدة الاستفادة من نظام التقسيط وتقديم خدمة مميزة وراقية للعملاء الراغبين. امتلاك أرضٍ سكنية بنظام التقسيط.
* نعيش عصراً اقتصادياً جديداً بكل جوانبه ... ويسعى القطاع الخاص السعودي إلى مواكبة هذا التغيير بالتغير؛ ماذا قدمت مجموعة بن سعيدان في هذا المجال؟
- رغم إيماننا بأن التخصص من أبرز عوامل النجاح والتميز في قطاع أو نشاط تجاري، وكما قلت لك فإن مجموعة بن سعيدان استطاعت توظيف هذه الخبرة في خدمة هذا القطاع ومن ذلك تبني المجموعة لأكبر نظام عقاري معلوماتي على مستوى الشرق الأوسط وذلك بالتعاون مع كبرى الشركات العقارية المعروفة وبتكاليف تفوق ملايين الريالات.
كما أن هناك العديد من النشاطات الهامة التي تميز مجموعة بن سعيدان للعقارات التي تعتمد على قراءة الواقع الحالي للحركة الاقتصادية ومسايرة متطلبات المرحلة المقبلة ومن ذلك توسيع تطوير مفهوم الاستثمار العقاري عملاً وتعاملاً.
وأعتقد أن الخطوة الغير مسبوقة التي أقدمت عليها مجموعة بن سعيدان للعقارات مؤخراً بالتحالف مع كبرى الشركات العقارية في السوق السعودية تأكيد لسعي المجموعة على تطوير السوق العقارية من خلال أساليب استثمار جديدة تواكب مرحلة الانفتاح الاقتصادي القادم الذي يتميز بالتكتلات الاقتصادية الضخمة وهناك سعي جاد بإذن الله لتحويل هذه التحالفات الثنائية إلى تحالفات أكبر يشترك فيها عدد من الشركات العقارية الكبرى.
أستاذ سلمان/ يطلع القطاع الخاص بدور بارز في تطوير الأراضي وإنشاء الأحياء السكنية ما هو دور مجموعة بن سعيدان للعقارات في هذا المجال؟
- استطاعت مجموعة بن سعيدان للعقارات بتوفيق من المولى عز وجل ثم بدعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين ورعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض إنشاء العديد من الأحياء السكنية والتجارية وتحويل مساحات كبيرة من الأراضي الفضاء إلى أحياء نموذجية يتوفر بها كافة الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وهاتف وزفلتة وإنارة ورصف وتشجير وصرف صحي ....
وأكملت مجموعة بن سعيدان العقارية كذلك تطوير أكثر من 51 مليون متر مربع أي حوالي 22 حياً من أحياء الرياض لتكون هذه الأحياء العمود الفقري لمدينة الرياض مستقبلاً بإذن الله. وتعتبر الرياض من أكثر مناطق المملكة في جانب النشاط العقاري وتضم حوالي 10700 مكتب وشركة ومؤسسة عقارية.
وكان آخر هذه المشاريع تطوير مخطط الغروب في غرب العاصمة وقد تم توقيع عقد بقيمة تزيد عن (50) مليون ريال لإيصال الخدمات إليه والتي تشمل الزفلتة والماء والكهرباء والإنارة وقد تم استكمال بيع المرحلة الثانية التي اقتطع جزء منها للبيع فيه بالتقسيط يضم مساحات مختلفة بدءاً من 500 متر مربع. أما المرحلة الأولى فقد تم بيع أكثر من 80% منها بنظام التقسيط كذلك. وقد شهد هذا المخطط طفرة كبيرة منذ أن أعلنت مجموعة بن سعيدان انطلاق البيع بنظام التقسيط خصوصاً بعد أن بدأ العمل في مشروع الصميعي والشثري لبناء 500 وحدة سكنية في هذا المخطط وبيعها بنظام التقسيط كذلك.
* وماذا عن النشاطات الاقتصادية الأخرى لمجموعة بن سعيدان للعقارات؟
- هناك كما قلت لك العديد من النشاطات الهامة التي تميز مجموعة بن سعيدان للعقارات بالاعتماد على قراءة الواقع الحالي للحركة الاقتصادية ومسايرة متطلبات المرحلة المقبلة ومن ذلك الاستثمار العقاري الذي يعتبر من أهم نشاطات المجموعة نظراً للخبرة التي تمتد إلى أكثر من 66 عاماً في السوق العقاري المحلي ... وتأكيداً لهذه الثقة التي يوليها المستثمرون بالشركة وضع أكثر من 14000 مستثمر ثقتهم في مجموعة بن سعيدان للعقارات لإدراكهم التام أن الاستثمار العقاري أصبح أكثر أنواع الاستثمار أماناً في المستقبل .... وضماناً في العائد. كما كان لمجموعة بن سعيدان للعقارات شرف إدارة الصناديق العقارية المحلية الجديدة لمجموعة دلة البركة في العاصمة الرياض ... وهناك عروض أخرى من قبل بعض البنوك المحلية يجري دراستها والتعرف على مدى جدواها للخروج بتحالف استراتيجي مع البنوك المحلية وفق نظام شرعي يتيح توسيع قاعدة الاستفادة من التقسيط العقاري.
* ما هي أربز إنجازات مجموعة بن سعيدان الأخرى؟
- تحقيقاً لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - الهادفة إلى توطين الوظائف في القطاع الخاص أولت شركة بن سعيدان العقارية سعودة الوظائف الإدارية والتنفيذية أهمية كبرى وذلك وفق استراتيجية علمية تعتمد على انتقاء أفضل الكوادر من الشباب السعودي وأعدت لذلك خططاً تدريبية على المدى القصير وأخرى استراتيجية على المدى البعيد. وقد استطاعت مجموعة بن سعيدان للعقارات سعودة أكثر من 75% من مجموع العاملين بالمجموعة. وتمنح الشركة جميع موظفيها من السعوديين عدداً من البدلات الشهرية بالإضافة إلى التأمين الصحي في أفضل المستشفيات السعودية والتدريب الداخلي والخارجي على حسابها الخاص.
وتأكيداً لريادة مجموعة بن سعيدان للعقارات استطاعت المجموعة أن تحظى بتقدير رسمي يؤكد تلك الريادة حيث استحقت مجموعة بن سعيدان للعقارات الحصول على شهادة الجودة العالمية (آيزو 9001: 2000) في شهر شوال من عام 1422هـ كأول شركة عقارية سعودية تحقق هذا الإنجاز بعد أن استكملت المتطلبات الواجب توافرها ضمن متطلبات مواصفة الآيزو العالمية من خلال عقد عدد من الدورات الواجب توافرها ضمن متطلبات مواصفة الآيزو العالمية من خلال عقد عدد من الدورات التي تهدف في الأساس إلى تنظيم أداء العاملين وتحديد مسؤولياتهم داخلياً وخارجياً وتصميم النماذج الخاصة بالأعمال اليومية وإعداد التقارير الشهرية عن أداء نظام الجودة وقد عقد لذلك عدد من الدورات للشباب السعودي العاملين بالشركة ولاشك أن تطبيق المواصفة العالمية (آيزو 9001: 2000) يعود بجملة من الفوائد منها ضبط عمليات الشركة والتحكم بها بشكل يؤدي إلى تقليل الأخطاء التي قد تحدث أثناء إنجاز معاملات العميل وكذلك رفع مستوى وكفاءة الأداء للكوادر البشرية بالشركة وضبط تسلسل الأعمال والمهام لهم بالإضافة إلى تخفيض الأموال المهدرة الناتجة عن الثغرات الإدارية والتشغيلية مما يؤدي إلى رفع كفاءة الأداء وزيادة الإنتاجية وبالتالي زيادة فاعلية القدرة التنافسية للشركة على المستويين المحلي والإقليمي.
| 
