* عمان - عبدالله القاق:
أكد رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب دعم الأردن الكامل للحكومة الفلسطينية الجديدة في مسعاها لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني وتحصيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.
كا أكد خلال لقائه مع وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث حضره وزير الخارجية الدكتور مروان المعشر حرص الحكومة على زيادة التنسيق والتعاون مع الحكومة الفلسطينية خدمة للقضية والشعبين الشقيقين.
وشدد أبو الراغب على ضرورة تطبيق خارطة الطريق التي تم عرضها مؤخراً على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مؤكداً على ضرورة تنفيذ إسرائيل للالتزامات الواردة فيها وفي مقدمتها الانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة.
واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من وزير الخارجية الفلسطيني عن نتائج اللقاء الأول بين رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي شارون الذي عقد في القدس مساء أمس الأول.
وثمن شعث الجهود الأردنية التي يقودها الملك عبدالله الثاني الرامية لمساندة الاشقاء الفلسطينيين ومساعدتهم على نيل حقوقهم المشروعة التي كفلها لهم القانون الدولي كما اشاد بالعلاقات المتميزة التي تربط القيادتين والشعبين الشقيقين.
وحضر اللقاء مدير مكتب التمثيل الأردني في غزة جمعة العبادي والقائم بالأعمال الفلسطيني، ومن جهة أخرى أكد الأردن ان اجراءات جديدة سيتم اتخاذها على الجسور للتسهيل على الاشقاء الفلسطينيين القادمين إلى الأردن.
وقال وزير الخارجية الدكتور مروان المعشر في تصريحات مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث عقب لقائهما أمس ان الاجراءات الجديدة سيتم اتخاذها بسرعة لتضمن تسهيل عبور الاشقاء الفلسطينيين إلى الأردن كما كان عليه الحال دائماً بعد زوال الظروف التي فرضتها الحرب على العراق والمطامع الإسرائيلية التي ربما حالت في وقت من الأوقات دون قدوم الاشقاء الفلسطينيين مؤكدا انها رغبة أردنية كما هي رغبة فلسطينية.
وقال: ان الأردن الذي يرحب ويدعم بكل قوة الحكومة الفلسطينية الجديدة يعمل بالتعاون مع الاشقاء الفلسطينيين لتفعيل خارطة الطريق واعادة اطلاق العملية السلمية بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال ثلاث سنوات.
وأكد أن نقطة البدء لنا هي قبول إسرائيل هذه الخارطة.. ولا يمكن لنا بعد حصول الخارطة على توافق دولي ومباركة الرئيس الأمريكي شخصياً والأطراف الأخرى التي شاركت في وضعها الحديث عن اعادة اطلاق العملية السلمية إلا في اطار هذه الخارطة التي تحتوي على التزامات متقابلة للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وعلى جميع العناصر التي من شأنها اعادة اطلاق العملية السلمية ومعالجة الامور الامنية منها والسياسية.
وقال: إننا نعول كثيراً على المرحلة القادمة التي لابد ان تشهد تنسيقا اردنيا فلسطينيا مكثفا كما كان عليه الحال في السابق من اجل تنفيذ هذه الخارطة التي نجحنا من خلالها في وضع ملامح الحل وضمان وجود العناصر الرئيسية الضرورية لحل عادل للنزاع العربي الإسرائيلي مؤكداً ان الجهود الآن تتحول إلى ضرورة العمل من أجل تنفيذ هذه الخارطة تنفيذا امينا من قبل جميع الاطراف.
واشار المعشر إلى أن هناك توافقاً دوليا في عدم تعديل خارطة الطريق التي اعلن عنها بدون أي تعديلات على النص الذي تم التوصل إليه من قبل اللجنة الرباعية في شهر كانون الأول الماضي وان الموقف الأوروبي الذي لم يكن متوافقا من القضية العراقية شهد موقفا حازما جدا وموحدا من القضية الفلسطينية وان الاردن يعمل مع الاتحاد الاوروبي وأمريكا وباقي اعضاء اللجنة الرباعية لتنفيذ الخارطة.
وقال: ما من شك في صعوبة المرحلة المقبلة ولكن المرحلة الماضية كانت هي ايضا صعبة وبالرغم من ذلك فقد تمكنا من الوصول إلى نص يتضمن جيمع العناصر الرئيسية المطلوبة للحل وان التنسيق الجاد هو ضمان تنفيذ هذه الخارطة.
وردا على سؤال قال المعشر ان جهودا اردنية تبذل لاعادة اطلاق العملية السلمية ومنح حرية الحركة للرئيس ياسر عرفات والتأكد من عدم وجود أي عقبات في طريق تنفيذ ما تم التوصل إليه في اطار الجهود نحو حل النزاع العربي الإسرائيلي ولا تزال هذه الجهود مستمرة.
من جهته اشار الوزير الفلسطيني إلى ان لقاءاته بالمسؤولين الاردنيين تناولت المعاناة الفلسطينية وما يجري على الشعب الفلسطيني من عدوان ودمار بسبب الاحتلال الإسرائيلي وتصاعد عملياته داخل الاراضي المحتلة والجهود التي تبذل من اجل احقاق السلام العادل الذي يستند إلى خارطة الطريق.
وقال ان الأردن بذل جهوداً كبيرة في اخراج خارطة الطريق إلى حيز الوجود كخطة تفصيلية تنطلق من المبادرة العربية للسلام والشرعية الدولية وتنتهي في وقت قصير إلى دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحل كافة المشكلات العالقة ومن بينها مشكلة اللاجئين وتمر برقابة دولية على الأرض واجراءات متوازنة يقوم بها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي.
واوضح شعث ان اللقاءات استعرضت الاجتماع الذي عقد بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وضرورة العمل المشترك من اجل تأكيد الزام إسرائيل بخارطة الطريق بدون تعديلات وتفكيكها إلى اجزاء ووضع شروط مسبقة لها.
وزاد انه جرى الحديث ايضا عن قضايا تهم الطرفين ومن بينها وضع تسهيلات جديدة لعبور الفلسطينيين عبر الجسور إلى الأردن ومن خلاله إلى دول أخرى.
وقال: ان من شأن الاجراءات التي تحدث عنها المسؤولون الاردنيون ان تخفف المعاناة وتمكن ابناء الشعب الفلسطيني من التحرك من خلال الاردن الذي يشكل رئة الفلسطينيين للعالم الخارجي.
واضاف: سنعمل ايضا على التنسيق بحيث يكون ذلك في مصلحة الاردن وفلسطين مع مراعاة جميع القواعد الضرورية والمطلوبة لامن البلدين مشيراً إلى لقاء سيجمعه بوزير الداخلية لتأكيد هذه القضايا.
وبين انه بحث مع المسؤولين الاردنيين ايضا في قضايا ثنائية طويلة الامد سيكون العمل المشترك والمفاوضات القادمة جزءاً منها.
ورداً على سؤال قال شعث ان اجتماعات الأمس لم تخرج بالنتيجة الوحيدة التي كنا نريدها وهي التزام رئيس الحكومة الإسرائيلية بخارطة الطريق لانها نقطة البداية.
واضاف ان الاجتماع كان مطولا وتم ابلاغ الولايات المتحدة الأمريكية بنتائجه وهي على علم بتفاصيل الاجتماع.
ورداً على سؤال حول زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الفلسطيني لأمريكا قال شعث انه ما من موعد محدد للزيارة وان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ربط زيارته إلى واشنطن بحرية الرئيس الفلسطيني بالحركة والتنقل وان قرار زيارته إلى واشنطن سيؤخذ بالاتفاق مع الرئيس عرفات وانه للآن ليس هناك أي مواعيد.
|