Tuesday 20th may,2003 11191العدد الثلاثاء 19 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هنيئاً.. لكم.. النَّصر هنيئاً.. لكم.. النَّصر
أنور عبدالمجيد الجبرتي

كانوا يسمونها - المشكلة العراقية، ثم أصبحت «الأزمة العراقية» وخرج مؤتمر قمة عمان، قبل سنتين، بمصطلح اسمه «الحالة العراقية»، واستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية، بتناولها، للملف العراقي، أن تحقق طفرة نوعية واقعية - وليست نظرية، بتحويلها الموضوع إلى «معضلة عراقية»، تواجه المنطقة، والعالم، وعلى نحو أخص، الولايات المتحدة نفسها.
* والمعضلة، هي قضية، لا حل لها، أو، أن كل حلولها، بالغ السوء، ويترك مجالاً للكثيرين، أن يتحسروا على الوضع السابق، مهما كان بالغ السوء.
* صندوق البندورة، تم كسْر أقفاله عنوة، والخمج، ظهر للعيان وستخرج، الديدان، لتضطلع، بحياة ذاتية، تضع قوانينها الخاصة، ولا يمكن التحكم بها، أو التنبؤ بتصرفاتها في عالم محلي، واقليمي، ودولي، زاخم بالمتغيرات، والممثلين المعروفين وغير المعروفين، والحوافز المعلنة والسرية، وجداول الأعمال، المؤقتة، والدائمة والمصالح الثابتة والعابرة، والعواطف الساخنة، والنفوس المشحونة، والحسابات القديمة التي يجب تصفيتها والحسابات الجديدة التي ينتظر تصفيتها، وأطفال، كثيرون سيكبرون، مفزوعين، مدهوسين ومراهقون مضطربين ضائعين، وكهول، مشدوهين مكسورين، وشيوخ مقصومة ظهورهم، ونساء، متأزمة أرحامها.
* الذين كانوا يعارضون الحرب لحل «المشكلة العراقية»، كانوا يعلمون أن الحرب، تصرف عنيف مزعج للتوازنات في أي مجتمع إنساني، وأن أسوأ عواقبها، هو عدم امكانية حصر تلك العواقب، وتفاعلاتها ومساراتها ونتائجها، بصرف النظر عن مبررات الحرب، وتفاصيلها.
* وقع المحذور، والمحظور وانكشف المخبوء، والمستور، وانكسر الكأس، وتم عبور الخطوط النهائية، ولا سبيل للعودة، فمن ورائهم برزخ لا يرجعون منه، وأمامهم، عالم، لا يعرفون، وبين الجوانح، خوف رهيب من المجهول الذي لا سبيل إلى العلم به.
* وليهنأ، السادة المنتصرون بحربهم الظافرة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved