في الوقت الذي تتماسك فيه وحدتنا العظيمة ويزداد مجتمعنا الكبير تقارباً وتناغماً في الرؤى والهموم والآمال والطموحات.. تكون النخب الرسمية وغير الرسمية والتيارات بمختلف طوائفها وتوجهاتها بعيدة فيما بينها معزولة عن بعضها متضاربة في قراءاتها وأطروحاتها.. كل يضع اللوم ويحيل القضية إلى الآخر.. الأمر الذي جعل المتلقي والمواطن العادي في حيرة مع نفسه ومع مايدور حوله من تحليلات وإجراءات غالباً ما تطير في الهواء ودون ان تترك خلفها سوى المزيد من التصعيد والتعقيد والتفاقم..!!
في زمننا الحساس والصعب هذا.. نحن بأمس الحاجة لشيء من التفاهم واحترام الآخر والاستماع إليه والوثوق بأفكاره ونواياه.. لا يليق بنا الانعزال والتباعد وسوء الظن.. كلنا بحمد الله مسلمون.. أبناء وطن واحد.. شركاء جميعاً في الطريق والمصير.. في الأفراح والأتراح.. نريد أن نكون عوناً لقادتنا ذخراً لوطننا وأمتنا بقلوب صافية وكلمات صادقة وآذان صاغية نتطلع من الجميع في شتَّى مواقعهم ومسؤولياتهم وتصنيفاتهم لما يحقق لوطن الخير والمحبة والوفاء وللمواطن الاطمئنان والعدالة والارتقاء..
أعداء النجاح
حينما يفوز رابع المربع على ثالثه.. فما الغرابة وأين المفاجأة.. ولماذا يصفه البعض بالقهر والكارثة والفاجعة.. هل لأن الفائز عن جدارة واستحقاق اسمه القادسية والخاسر مستوى ونتيجة يدعى النصر..؟!
شخصياً لم تفاجئني تلك العناوين المتوترة والأطروحات المتسطحة وهي تصادر على القادسية جماله وحضوره وإنجازه وفرحة انتصاره.. هؤلاء غارقون في قياس الأشياء بالمقلوب وتسمية الوقائع والشواهد الماثلة بغير أسمائها الصحيحة الصريحة.. لا ندري على من يضحكون وبأي عيون ينظرون.. وإلى من يكتبون..؟!
القادسية فريق سعودي من أرض الخير وعلى ضفاف الخليج المعطاء.. ظل خلال الدوري الأكثر توازناً وتألقاً والأفضل عروضاً بلا ضجيج وبمنتهى الهدوء.. وبدلاً من انصافه والتعاطف معه والإعجاب بمسلكه والفرح لعودته قوياً ومميزاً ونموذجياً هاهم - كعاداتهم- يحاولون تحطيمه وزرع الأشواك في طريقه لمجرد أنه مارس حقه المشروع في المنافسة والوصول إلى القمة.. إلا إذا كان إقصاؤه للنصر له تعبير آخر ومفهوم مختلف وثمن فادح عليه ان يتحمل نتائجه ويدفع ضرائبه..؟!
عادي
لا جديد.. خرج النصر بمثل خروجه المعتاد والمتكرر في المواسم الثمانية السابقة.. بل إن بلوغه المربع ووصوله المتقطع لبعض النهائيات يعد إنجازاً لافتاً ومذهلاً يفوق بكثير قدراته وإمكاناته ونوعية عناصره.. ومسألة مقارنته بالهلال أو الأهلي أو الاتحاد أو الشباب فيها ظلم له وقسوة عليه وتناقض ظاهر مع واقعه وحجمه الطبيعيين..!!
قد يكون بالإمكان أفضل مما كان.. ولربما يعتقد النصراويون أن هناك أخطاء إدارية أو فنية أو عناصرية مرت بالفريق الأصفر وكانت سبباً في غيابه عن البطولات طيلة هذه المدة.. لكن هذا كله لا يلغي بالنسبة لنا النظر إليه والتعامل معه وفق ما يجري على أرض الواقع ودون الدخول في تفاصيله وخصوصياته.. لسنا معنيين بالوصاية عليه والتدخل في شؤونه وتقرير مصيره ولن نكون أكثر من النصراويين نصراوية وحماساً وفهماً لناديهم..!!
غالبية أعضاء شرف النصر وجماهيره وأقلامه يؤيِّدون إدارته.. وباستثنناء القليلين جداً لم نسمع أو نقرأ في يوم من الأيام أحداً يلوم الإدارة أو ينتقد تصرفاتها وقراراتها مما يدل على أنهم راضون ومتفقون معها تماما وأن لدى الأغلبية اقتناع تام بكل ما تقوم به الإدارة وما آلت إليه نتائج الفريق.. وبالتالي لا يجوز لغيرهم أن يتدخل بقناعاتهم ويغير وجهات نظرهم حيال ما يرونه مفيداً لهم ومنسجماً مع واقعهم الحقيقي مهما كلف الأمر وحتى لو رأى الآخرون العكس!
البداية والنهاية
تبعاً لتاريخها ومكوناتها ومستوى تأثيرها وحجم اختلافها أرى ان الأندية مثل الدول.. هناك أندية قوية وغنية ومتطورة في سياساتها ونموها وبطولاتها وجماهيرها.. وأخرى كبيرة شكلاً لكنها صغيرة في طريقة تفكيرها ضعيفة في بطولاتها وتصرفاتها واحتواء جماهيرها.. وأندية متوسطة ومستقرة وواقعية في مواردها وطموحاتها ونجاحاتها.. ورابعة تائهة دائمة التأزم والتخبط والمعاناة.. أما الأخيرة فهي عبارة عن (دويلات) مغمورة غائبة بعيدة تماماً عن كل شيء..!!
لو أخذنا الأندية ذات الظروف والمقومات المتشابهة سنجد أن هنالك فوارق واضحة في مخرجاتها بين ناد وآخر وبالذات بين ناديين من نفس المدينة ونفس الإمكانات والبيئة والمجتمع والعراقة وتاريخ التأسيس.. فلماذا التباين الفاضح الشاسع بينهما؟!
الإجابة تكمن والفارق يتبين في التركيبة الأصلية والعقلية المسيطرة على شؤون وشجون وهموم هذا النادي أو ذاك.. أحدهما يتمتع بأجواء صحية ديمقراطية إدارية تسمح بحق المشاركة وحرية التعبير ومبدأ التداول بين جميع المنتمين للنادي.. أما الآخر فعلى العكس تماماً حيث تؤرقه المجاملة ويورطه التفرد والاستحواذ لفئة دون غيرها.. إذاً القضية في الأساس وفي كل الأحوال إدارية ليست فقط في مرحلة معينة وإنما منذ البداية وعبر المنهجية العامة والمفاهيم السائدة المعمول بها بديهياً والمتداولة تلقائياً لدى أنصار النادي بمختلف شرائحهم وحسب توجهاتهم المتوارثة جيلاً بعد الآخر..!!
معظم الفوارق وما تسفر عنه من محصلات إيجابية كانت أو سلبية بالأمس أو اليوم أو غداً هي نتاج طبيعي للمناخ الإداري العام.. إما أمطار وربيع منجزات وخيرات وإما غبارهمٍّ رغمٍّ وسنوات عجاف..!!
غرغرة
- أسواق البورصة هذا الموسم.. استقرار إلى حد كبير في الساحل الغربي وتقدم ملحوظ في الشرقي وتراجع خطير في معظم المناطق الوسطى..!
- من غير العدل ان تطالبوا إدارة النصر بتحقيق حلم أشبه ما يكون بالمعجزة..!!
- يحرمون على رئيس القادسية أن يدلي بتصريح أخف بكثير مما قاله غيره..!
- من المفترض أن يبرر الأستاذ فهد الصادر موقفه المفاجئ والحرج حتى لا يساء فهمه وتفسيره..!
- إذا كانت ضربة جزاء النصر أمام القادسية صحيحة فهذا يعني أن المباراة الواحدة لن تنتهي بأقل من ثلاثين ضربة جزاء..!!
- القادسية القادم من الأولى أعطاكم دروساً في فنون الإدارة والتخطيط واللا مستحيل.
- بعد فوات الأوان أصبح يردد ما كنا نقوله ونحذِّر منه في حينه..!!
- على نيّاتكم ترزقون .. ولا يصح إلا الصحيح..!!.
|