كعادة الدكتور عبد الرحمن العشماوي في تناوله لمعظم القضايا الاجتماعية التي تهم الانسان المسلم والتي نحن بأمس الحاجة الى طرحها ومعالجتها بأسلوب حضاري هادىء مقنع ومفيد.
تطرق كاتبنا الفاضل في عدد الجزيرة 11169 ليوم الاثنين 26/2/1424هـ الى قضية حساسة تهم كل مسلم ذلكم هو الامام وما يتعلق به فالامام واقصد به امام المسجد يجب ان تتعدى مسؤليته الصلاة وما يتعلق بها من احكام وقد تكلم دكتورنا ووفى وقال وكفى ولا استطيع ان آتي بجديد.
فمسؤولية الامام عظيمة وحملها ثقيل لأن الله استرعاه على جماعته ولا بد ان يخلص العمل لذلك «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فمتابعة الجماعة والسؤال عنهم وعن احوالهم وتفقدهم ضرورة ملحة وسمة لا تنفك عن الامام الذي يرجو ثواب الله ويخشى عقابه بتفقد جماعته تفقد الناصح الامين والمرشد الحكيم ينشد بذلك الطريق القويم، تفقد مبني على الحوار واللين والدعوة بالتي هي احسن {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ} بتجنب الغلظة والشدة في الدعوة والنصيحة {وّلّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ القّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ}.
ولنا في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر انظروا إلى الاعرابي الذي بال بالمسجد وزجره الصحابة.. واساه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ يرفق به ويهدئ من روعه وقال لأصحابه اهرقوا عليه ذنوبا من ماء او كما قال صلى الله عليه وسلم فلم يكن صلفا ولا شديدا بل كان رحيما لطيفا مع امته.
فهذا التوجيه الكريم هو ما يجب ان يجعله كل امام نبراسا له وشعارا يرتديه وديدنا يتخذه لمعالجة القضايا التي تهم الانسان المسلم.. لأن ذلك ادعى للقبول والاستجابة من لدن المتلقي.
على ان الامام لا يقتصر دوره على التوجيه ومتابعة جماعته وتفقد احوالهم وبحث مشاكلهم وحلها فقط.. بل يتعدى الى ما هو اسمى وأنبل من ذلك بتوفير متطلبات المسجد والتي من شأنها ان تجعل المسجد مكانا تشع فيه روح الطمأنينة والهدوء والاستقرار ليؤدي هذه الشعيرة وكله خشوع وخضوع وتضرع الى الله. ولن يتأتى ذلك الا اذا توفرت عوامل الراحة.. من نظافة وتكييف وانارة وما إلى ذلك..
كما ان هناك مهمة ايجابية تتعلق بالامام وذلك بتشجيع الصغار على ارتياد المسجد والمحافظة على الصلوات مع جماعة المسجد ولن يتحقق ذلك الا بحوافز تشجيعية يشارك فيها جماعة المسجد ويتم اعلان اسماء الصغار في لوحة الاعلانات بالمسجد بين فينة واخرى ليكون تنافسا شريفا وتسابقا محمودا.
ولا ننسى حث هؤلاء الصغار على المشاركة في حلق القرآن الكريم وتشجيعهم على ذلك. وقد بذلت مشكورة جماعة تحفيظ القرآن الكريم جوائز لذلك تشجيعا منها لحفظة كتاب الله لينشأ هؤلاء الصغار نشأة صالحة وقد تشبعوا بروح القرآن ومعانيه واصبح الفرد يعي ما يحاك له وما يدبر تجاهه سواء في العقيدة أو الاخلاق روحه فاضت ايمانا وسريرته امتلأت حبا في الله وبالله مفعم بالمعاني الحميدة.. الصفات النبيلة.. كل ذلك بفضل الله ثم بفضل هذه الحلق التي ربته على الفضيلة وأبعدته عن الرذيلة ومواطن الخلل والذلل فأصبح عضوا فاعلا في مجتمعه محصنا عن كل ما يحاك له.
ان مسؤولية الامام جد جسيمة متى ما أداها على الوجه الاكمل نرجو ان تكون بيوت الله عامرة بالطاعة والعبادة وصلاح العباد. ومرة اخرى شكرا لدكتورنا عبد الرحمن العشماوي طرحه مثل هذه المواضيع البناءة.. والله الهادي الى طريق النجاح.
صالح عبد العزيز البريدي - بريدة
|