Monday 19th may,2003 11190العدد الأثنين 18 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى محمد البليهد رحمه الله إلى محمد البليهد رحمه الله
سيرتك العطرة لن تغيب
عبدالعزيز بن عبدالله الدويسي/ مدارس الخليج الأهلية

قال تعالى:{يّا أّيَّتٍهّا النَّفًسٍ المٍطًمّئٌنَّةٍ (27) ارًجٌعٌي إلّى" رّبٌَكٌ رّاضٌيّةْ مَّرًضٌيَّةْ (28) فّادًخٍلٌي فٌي عٌبّادٌي (29) وّادًخٍلٌي جّنَّتٌي} الحمد لله الذي خلق الموت والحياة، فله سبحانه ما أعطى، وله سبحانه ما أخذ.


وما المال والأهلون إلا ودائعُ
ولابد يوماً أن تُردَّ الودائعُ

مهما بلغ الإنسان من العقل والحكمة فإنه يقف أحياناً عاجزاً عن تفسير مشاعره وخصوصا عند سماع خبر بوفاة شخص عزيز عليه.
وهذا ما حدث معي عندما بلغني خبر وفاة الشاب محمد بن عبدالله البليهد - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته وجعله في الفردوس الأعلى من جنات النعيم.
لقد وقع الخبر على مسمعي كالصاعقة، وصرت متردداً، متخبطا بين الحقيقة والوهم ... ثم تأكد لي أن الإنسان قد يتعرض لمثل هذا الموقف عندما يفتقد شخصا عزيزاً عليه، قريبا من قلبه، ولقد كان محمد هكذا بالنسبة لي، فلقد عرفته طالبا في المرحلة الثانوية يحترم العلم وأهله، ويخاطب الناس باللطف واللين بل إنه كان يخاطبني خطاب الابن البار بأبيه. ولا أنسى حديثه الرقيق معي عبر الهاتف قبل وفاته بسويعات، يسأل عني، ويطمئن عليّ، في كلمات جميلة تعكس الوفاء والاخلاص والعرفان، وهي أخلاق صارت نادرة في عصرنا هذا.
ما أثقل الخطى إذ أجرها جراً إلى منزل والده! وما أعجز لساني عن ترجمة معاني الحزن والأسى التي تفور وتثور في داخلي! إن عزائي الوحيد في مصابنا هذا أن سيرته العطرة باقية بيننا ولن تغيب، «فالذكر للإنسان عمرٌ ثانٍ».وإنني إذ أعزي والديه وإخوته وزوجته وأسرة البليهد، أعزي نفسي وأسأل الله أن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان وأن يسكنه فسيح جناته.
{انا لله وانا اليه راجعون}.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved