لقد عاشت المملكة العربية السعودية منذ تعاضد الامامين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله دين الوسطية الذي أتى به أفضل الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقدرسخ هذا المنهج طيلة ادوار الحكم السعودي حتى عهد خادم الحرمين الشريفين. وهذا المنهج يستمد استمراريته من خلال قبول أبناء المجتمع السعودي له وذلك بترددهم على المساجد ينهلون العلم من العلماء الذي سخروا وقتهم وجهدهم لخدمة العقيدة الإسلامية، وما يحقق السعادة لأبناء الامة حتى عصر الجامعات التي تعتبر امتدادا لرسالة المسجد التي جعلت المناخ العلمي يتطور بناء على المنهجية التي اكتسبها طلبة العلم من حلقات الذكر التي يقيمها العلماء فمن هنا سدت طرق التطرف الذي يأتي عادة باتساع الفجوة بين طلاب العلم والعلماء وبهذه الحالة يعتبر المناخ مرتعاً خصبا للذين يغذون التطرف بين الشباب.
ونحمد الله ان مجتمعنا السعودي بعيد عن هذه الحالات وخصوصا الذين التفوا حول علمائهم وأكبروا فيهم علمهم وأمانتهم، أما الذين شذوا عن هذا المنهج فهم ليسوا من طلبة العلم ولم يرتبطوا بالعلماء بأي حال من الاحوال، إنما ارتبطوا بأفكار وافدة لا ترتكز إلى المنهج السلفي بأي صلة ما جعل نزوات الأهواء والاغترار بالنفس هي المسيطرة التي من خلالها يطلقون العنان لانفسهم لتحقيق ما يريدون ويعتقدون بأنهم على حق والأمة على باطل غير مكترثين بعواقبها الوخيمة على الأمة والوطن متناسين القاعدة الشرعية (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) فلهذا عندما نقرأ الكثير عن التوجهات الشاذة بين الشباب المغرر بهم نجدها قليلة جدا ولو تمعنا في سيرتهم العلمية نجد أنهم لم يدرسوا دراسة اكاديمية ولم يتتلمذوا على العلماء من خلال حلقات العلم التي تقام في مساجد المملكة بل تأثروا بمناهج برزت في بعض المجتمعات الاسلامية الذين حرموا من التمتع بحقوقهم الشرعية وممارساتهم التعبدية مما جعلهم ينقمون على مجتمعاتهم ويحاولون أن يحكموا على المجتمعات الأخرى بنفس الأسلوب وأصبحت عبارات التكفير والفرقة بين الأمة هي السائدة.
وهذا التصرف انعكس على فئة قليلة من مجتمعنا الذين شذوا عن منهج أهل السنة والجماعة ولم يكلفوا أنفسهم مقارنة الوضع الإسلامي الذي تعيشه المملكة بحالة الدول التي ينتسب لها هؤلاء المرجفون ولو فعلوا ذلك بإخلاص لرجعوا الى صحة المنهج الذي يسير عليه مجتمعهم السعودي وقبل أن أختتم هذه المقالة أحب أن أقترح ما يلي:
1 تعميق الحوار بين الشباب والعلماء.
2 التركيز على الأنشطة اللاصفية أثناء العام الدراسي والعطل الصيفية يوضع لها برامج متنوعة ومنتقاة وتعمم على جميع المدارس والمراكز الصيفية بالمملكة وأن تكون هذه البرامج موحدة تشرف عليها الأمانة العامة للتربية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم.
3 قيام وسائل الإعلام بواجبها الإسلامي والوطني كما يجب من خلال الاهتمام بالاطفال والشباب ووضع قناة اسلامية وثقافية يشارك الأطفال والشباب في برامجها.
4 - وضع مسابقات إسلامية وثقافية موجهة للاطفال والشباب وخير من يقوم بها وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاسلامية ووزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب.
5 إقامة حلقات لتحفيظ القرآن الكريم في جميع مساجد المملكة وتزويدها بالمدرسين من قبل وزارة الشؤون الاسلامية.
6 توظيف الشباب والقضاء على أوقات الفراغ.
|