تصولُ على ضوامرَ مشرعاتٍ
على أطرافِ ناشئةِ الليالي
يسابقك الرحيل إلى المعالي
وأنتَ بها من الرتب العوالي
تلاحقهنّ من فجرٍ لفجرٍ
وترحلُ للجنوبِ وللشمال
ومن غسقٍ إلى غسقٍ تنامتْ
ملاحمُ من بطولاتِ الرجال
بسعيٍ ليس في عرضٍ قريبٍ
ولا من أجلِ فاتنةِ الجَمال
ولا مِن أجل كرسي خؤونٍ
يصاحبُ من يصاحبُ وهو خالي
ولكن للضعيف تذُّب عنه
وللمحرومِ يلحق في نوال
يتيمٍ تائهٍ يقتاتُ جوعاً
وأرملةٍ تلبّسُ بالعيال
ومظلومٍ طواه القيد طيا
فعاش ولم يعش في شرِّ حال
وذي بأسٍ وذي شأنٍ أقاما
على الأبوابِ في ذلِّ ابتذال
تجادل جاهداً هذا لهذا
وتنصحُ في الجوابِ وفي السؤال
وعانقكَ البلاءُ عناقَ خلّ
لهُ في خلِّه طيبُ الخصال
تناهتْ عندك الآلامُ حتّى
تكسّرت النِّصال على النِّصال
ويذوي الروّضُ والأطيارُ تأوي
كما اعتادتْ لتنعمَ بالظِّلال
وترحل والدموع لها أنينٌ
وللأنّات أصداءٌ توالي
مضى الوجه السموح بلا وداع
كما ذاب العبير على التلال
عزاء النفس في قممٍ كرامٍ
عزاء الدهر في أفقِ المعالي