ليس يُجْزَى هكذا الوَطَنُ
من بَنيهِ بعدما اؤتُمِنُوا
إنّما الأرواحُ نبذُلُها
بعد أن يُستفرغَ البَدَنُ
وطنِيْ لو مسّهُ وَهَنٌ
مسّني أو مسّهُ حَزَنُ
ما اعتذارُ الخائنينَ ومَنْ
يَقبلُ الأعذارَ لو فَطِنُوا
وطنِيْ برِّئتَ مِن عملٍ
شذَّ عن بنيكَ يا وطنُ
ليس خطفُ الطائراتِ لهمْ
لا ولا ترويعُ مَنْ أَمِنُوا
لا ولا قَتْلُ النِّيامِ ولا ال
غدْرُ والبُهتانُ والإحَنُ
إنَّ من أعددتهمْ لغدٍ
بيدِ الإسلامِ قد عُجنوا
فيهمُ حُبٌّ وتضحيةٌ
وولاءٌ مالهُ ثَمَنُ
وطنيْ ما ازددتْ غيرَ هوىً
كلّما ازدادتْ بنا المِحَنُ
ليستِ الأوطانُ يُنقصها
ضِيقُ حالٍ لا ولا مِحَنُ
كلّما ازدادَ العُداةُ فأن
تَ الصَّديقُ البَرُّ والجُنَنُ
إنّ مَن يَبغي هوانَك فهْ
وَ الذي فيما ابتغَى يَهِنُ
ليس يَرضَى عاقِلٌ أبداً
جاهلاً تَسْعَى بهِ الفِتَنُ
لا ولا يُغريهِ منظَرُهُ
أو لسانٌ خادعٌ لَسِنُ
عالِمٌ: في الخيرِ منفعةٌ
وسِواهُ الشّرُّ والعَطَنُ
وأساسُ الدّينِ مصلحةٌ
لا فسادٌ فيهِ نَطَّعِنُ
كلُّ ما جَرَّ الشَّقاءَ شَني
عٌ، وما جرَّ الرَّخا حَسَنُ
والذي أجرى الدِّماءَ سَوا
ءٌ بهِ مَنْ فِكْرَهُ ضَمِنُوا
وسواءٌ مَنْ بهِ قَبِلُوا
أو أعانوا أو لهُ رَكَنُوا
وهْوَ جُرْمٌ لا يُبَرِّرُهُ
مُسْلِمٌ أو عاقِلٌ فَطِنُ
إنَّ قتلَ الأبرياءِ سَبِي
لٌ لِمَنْ في الفكرِ قد جَبنُوا
لا يُضلُّ العاقلينَ هوىً
لا ولا أفعالُ من فُتنوا