Monday 19th may,2003 11190العدد الأثنين 18 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
أجواء الحوار... مطلوبة..
عبدالرحمن بن سعد السماري

** عطفاً على الزاوية السابقة.. يبدو لي أن الأمور المتفق عليها تشكل أكثر من «90%» وتبقى الأمور المختلف عليها محل النقاش والحوار في حدود الـ10% وعلينا أن نبسط الكلام فيها ونتحاور ونتلمس مكامن الخلل ونكون صرحاء صادقين واضحين ونتقبل الرأي الآخر مهما كان.
** ربما أن من أبرز نقاط الخلاف.. نقطة واحدة.. وهي.. من المسئول عن هذا الخلل؟!!
** هل المسئول.. هم أولئك الشباب أنفسهم.. حيث إنهم اختاروا لأنفسهم جادة الشر.. وإن تركيبتهم وتكوينهم أساساً.. تكوين إجرامي.. وإن لديهم الاستعداد للقتل والدمار والعنف وسفك الدماء وتدمير المنشآت والممتلكات.. لأن مثل هذا التصرف - حسب أصحاب هذا الرأي - لا يقدر على القيام به.. سوى إنسان مجرم بطبعه وتكوينه.. ولديه الاستعداد التام للإجرام.. والإنسان السوي لا يمكن أن يقوم بهذا العمل مهما كانت المبررات؟
** أم.. هل المسئول.. البيت «الأب والأم» اللذان فشلا في تربية ابنهما تربية صالحة.. وتركا له الحبل على الغارب.. حتى تأصل منه الشر والإجرام.. ومعنى هذا.. أن الأب والأم مذنبان أيضاً.. لأنهما فرطا؟.. ولكن.. ماذا نقول في إخوان ذلك الشخص.. إذا كانوا عشرة مثلاً وكلهم أسوياء عقلاء ما عدا ذلك المجرم؟
** أم أن المسئول.. هي المدرسة.. فهي محضن تربوي لهم.. وهي تسهم في تشكيل عقل الطالب وتمنحه الحصانة أو تعطيه فرصة الضياع؟
** هناك من يحمّل المدرسة مسؤولية كبرى ويقول.. إن واجبها عظيم.. ودورها مهم ولا يمكن تجاهله أو التقليل منه.
** وهناك من قال.. بل المناهج.. فتشوا عن المناهج واقرأوها جيداً..
** افحصوا مناهجكم.. وقلبوا صفحاتها وفتشوا بين السطور.. وأعيدوا قراءتها عشرات المرات.. فهي تسهم في صنع عقول هكذا.. ويبدو لي.. أنه سبب غير وجيه لكنه مطروح ومحل نقاش «حامٍ».
** وهناك من قال.. بل إنه بعض.. أو «بعيض» الدعاة.. الذين لهم منهج معين أسهموا في إلهاب حماس الشباب وإخراجهم من طورهم.. وتقديم صور حماسية جعلتهم يتقدون حماساً حتى وصلوا إلى مستوى جعلهم أداة في أيدي المجرمين العابثين.. بمعنى.. أنهم هيأوهم لهؤلاء الأعداء.
** ومن قائل.. بل فتش عن «الجهاد الأفغاني» في مراحله المختلفة وأطواره المتجددة.. الجهاد ضد الروس.. والجهاد ضد «با براك كارميل» وجهاد الأحزاب الأفغانية بعضها ضد بعض.. والجهاد ضد أعداء طالبان.. والجهاد ضد الحكومة الحالية اليوم.. وذبح الأفغان واحداً واحداً.. من أجل الجهاد.. حتى أن كثيراً من الأفغان ماتوا جهاداً.. حتى أصبحت أفغانستان مفرخة للإرهاب.. ومنطلقاً للقتلة.. ومناخاً مناسباً لزرع المخدرات وتوزيعها على العالم..
** ومن قائل.. بل المسألة تحتاج إلى دور وضبط وحضور أمني فاعل.. فالمسألة.. ليست دوراً للتربية والتعليم والدعوة فقط.. بل أين الدور الأمني؟ أين الحضور الأمني؟ أين التنسيق بين الأمن والجهات المعنية؟!
** هؤلاء.. يعتقدون.. أن هناك مزيداً من الجهد أمنياً.. وهنا «أعض على برطمي» «وأربط حزام الأمان» وأهدئ السرعة وأسكت.
** ومن قائل.. بل إننا جزء من هذا العالم.. ونصيبنا مثل غيرنا.. وقد شهدت كل دول الجوار وغير الجوار مشاكل.. وأمريكا.. لم تشهد مثلما شهدت في أحداث سبتمبر.. فالمسألة.. مسألة عامة.. ولسنا بعيدين عما يحدث في العالم.. بل نحن جزء مهم منه.. وها هي المغرب تهتز أيضاً.. وها هي دول شرق أفريقيا تترقب.. وهكذا.
** وهناك آراء أخرى.. وتخمينات أكثر.. وتحت كل افتراض.. كلام طويل من الحوارات والنقاشات وأوجه الاختلاف والاتفاق..
** الحوار.. من الأجواء الصحية المطلوبة.. وتبادل وتطارح وجهات النظر.. ظاهرة صحية مطلوبة بشجعها مجتمعنا.. بشرط ألا يتسلل لها مندس.. ويستثمرها مجرم خبيث.. وبشرط.. أن نفتح النوافذ لكل حوار.. وألا نعتقد.. أن لآرائنا قداسة لا تقبل النقاش حولها.. وهذه.. مشكلة «بعضنا» مع الأسف.. فكيف نحاور هؤلاء؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved