*أجرى التحقيق/ صالح النازل
حيث إن رؤساء العشائر في المنطقة تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه الشباب فهم أولياء أمور وآباء قبل كل شيء وهم - ثانياً - رؤساء جماعات لذلك لابد من مشاركاتهم في هذا التحقيق الخاص بالشباب. جلسنا إليهم واستأنسنا بآرائهم فكانت المحصلة ثرية نستعرضها بادئ ذي بدء بكبير جماعة الضويحي الشيخ حمود بن مشعل السهيان الذي يعتبر الشباب في كل بلد هم عمادها وقوتها الدافعة نحو المزيد من الرقي والتقدم وهناك عوامل كثيرة يجب أن تتوافر لدى الشباب لكي يكونوا فعلاً شباباً صالحين وناهضين وأول هذه العوامل هو التمسك بالدين الذي هو عماد قوتنا أما العامل الثاني فهو حب الوطن والدفاع عنه بكل قوة وعزيمة. وهناك عوامل ثانوية وفي نفس الوقت هي مهمة ألا وهي الإخلاص للعمل الذي يؤديه الشاب فإذا كان الشاب مجداً في مدرسته فإن ذلك يصب في مجموع المصلحة الوطنية وكذلك الذي يعمل في التجارة من الشباب فإن إتقانه وتفانيه في عمله ينعكس على مصلحته أولاً وعلى بلده ثانياً وهلم جرا في جميع نواحي الحياة.
هؤلاء قلة
وعن سؤالنا عمّا يخشاه على جيل الشباب أجاب السهيان إن الشباب الواعي المدرك لمسؤولياته لا أخشى عليه والخشية هي على الشباب الذين لا يدركون عواقب الأمور من جراء مصاحبة الأشرار ورفقاء السوء وأنا أعتقد أن هؤلاء قلة في مجتمعنا والحمد لله.
قوة وطموح
فيما تحدث عما ينقص الشباب في المنطقة بأن الشباب قوة وطموح فهم دائماً يتطلعون إلى المزيد ومن الأشياء الضرورية لهم تفعيل دور الأندية الرياضية والأدبية والمراكز الثقافية ومنطقة الجوف كغيرها من مناطق المملكة يوجد بها نوادٍ رياضية يمارس فيها الشباب هواياتهم وتجرى فيها المسابقات الرياضية إضافة إلى ذلك تم افتتاح نادٍ أدبي في الآونة الأخيرة لتقام فيه الندوات والمحاضرات الأدبية وهو يحتوي أيضاً على مكتبة لمن أراد الاستفادة منها والاطلاع وأعتقد أن المنطقة مقبلة على نهضة شاملة إن شاء الله وذلك في جميع مناحي الحياة.
واختتم الشيخ حمود السهيان حديثه بكلمة مقتضبة لشباب المنطقة قائلاً أعتقد أن شباب المنطقة يدركون كغيرهم من شباب المملكة أين تكمن سعادتهم وخيرهم وهم ليسوا بحاجة إلى من يسدي لهم النصيحة لكنني أركز على تقوى الله في كل أمورهم والحرص على ما فيه مصلحة بلدهم والتقيد بآداب الإسلام وعدم مصاحبة قرناء السوء.
اقتدوا بكبار السن
وانتقل الحديث إلى الشيخ صالح بن أحمد المظهور كبير جماعة الشلهوب حيث قال: إن على الشاب لكي يكون عضواً فعالاً في مجتمعه أن يجتمع ويستمع إلى من عاصروا الحياة السابقة من كبار السن لكي يتعرف على كيفية معيشتهم ويستفيد من ذلك ومن ثم يقوم بتطبيق ذلك على نفسه ويوجهها التوجيه النافع وأن يخلص ويتفانى في أي مجال يشغله أو عمل يعمله.
هذا ما أخشاه!!
وأضاف أن من الأشياء التي يخشاها على شباب اليوم هو الجهل من البعض في أمور الحياة حيث إنهم نشأوا في رفاهية وأمن وأمان في ظل طاقات كبيرة لديهم قد تسبب للبعض الاغترار بالنفس ومن ثم الانحراف لا سمح الله.
فرع لإحدى الجامعات
وتطرق الشيخ المظهور في معرض حديثه عما ينقص الشباب في المنطقة بقوله: إن الدولة لم تقصر فالمدارس مفتوحة بالمجان ومجالات الدراسة كثيرة فقط عليهم الاستفادة من هذه الفرص واستدرك قائلاً حبذا لو أبناؤنا يدرسون بيننا في إشارة لفتح فرع لإحدى الجامعات في المنطقة.
وفي ختام حديثه وجه كبير جماعة الشلهوب كلمة لشباب المنطقة ناصحاً إياهم بطاعة الله سبحانه أولاً وطاعة الوالدين وأولياء الأمور. وحثهم على الجلوس إلى كل ناصح من كبار السن والاستماع إلى إرشاداتهم حيث إنهم أصحاب خبرة في الحياة وعليهم الاستفادة منهم ومن تجاربهم فيما ينعكس على حياتهم بشكل أفضل.
طاعة ولاة الأمر
والحديث عن الشباب يطول إلى أن يصل الشيخ بدر بن فهد البليهد كبير جماعة العلي بسكاكا الذي يرى أن الشباب يكون عضواً فعالاً في مجتمعه إذا كان الشاب متديناً منتجاً فهو شعلة من النور تنثر الخير والوعي وتطرد الشر. وأضاف أن المسجد لا يعلّم المخدرات ولا الانحراف ولا البطالة والشاب يكون عضواً فعالاً إذا جعل الرسول صلى الله عليه وسلم قدوته واستنار بأهل الذكر فيما يعترضه من مشاكل ثم ساهم في نشر الخير حسب استطاعته مع الحرص على طاعة ولاة الأمر وأؤكد على هذه النقطة كونها في طاعة الله.
مطلوب تطوير نوعي
أما ما يخشاه على جيل الشباب فقد عبّر عنه بقوله في عالم اليوم تشتعل المنافسة بين الأمم في سباق محموم تكون الغلبة للأمة المبدعة. وكأنك تسألني ما الذي تخشاه على الأمة لأن الأمة هي الشباب فهم الأغلبية العددية اليوم وهم المستقبل. والمشاكل التي تعترض الشباب كثيرة منها الغزو الفكري والمخدرات وضعف التدين والتسرب الدراسي ولكن كل هذه المشاكل لو قضي عليها فهو أمر طيب فالمطلوب أيضاً تطوير نوعي شامل يشكل جيلاً قادراً على الرقي بأمتنا إلى المكان المأمول.
الأسلوب النبوي في التربية
وأضاف كبير جماعة العلي أن الشباب ينقصهم الكثير وأهم ذلك أن الشباب يجب أن يأخذوا محلهم الصحيح وهو أنهم أثمن مواردنا على الإطلاق. ويجب إعداد الشباب من قبل الوالدين منذ الصغر وأعني بها سن ما قبل العاشرة وهي السن المهملة والتي للأسف نتعامل فيها مع الطفل بدون فكر تربوي سليم والكثير منّا لا يتبع الأسلوب النبوي في التربية والتعامل ومن أبرز جوانبه الرفق وقد قال عليه الصلاة والسلام: «ما كان الرفق في شيء إلاّ زانه وما نزع الرفق من شيء إلا شانه». وهو الأمر الذي درجت عليه أساليب التربية الحديثة أيضاً. وشبابنا في المنطقة بحاجة إلى مراكز تدريب تؤهلهم للتوظيف ودخول سوق العمل وهم أيضاً بحاجة لنشر مراكز رياضية داخل الأحياء. وعلينا التركيز على الموهوبين ودعم المنشآت الخاصة بهم وإتاحة المجال للتبرع لدعمها.
بزوغ فجر جديد
وفي نهاية حديثه وجّه الشيخ البليهد كلمة لشباب منطقة الجوف قائلاً: أنتم أصحاب إرث حضاري كبير وعريق. عليكم يقع عبء استثماره في تنمية بلدكم ووطنكم ولديكم ولله الحمد القابلية التامة لذلك متى ما وجدت الإرادة وبلدكم ومجتمعكم مهيأ للعمل والإنتاج وكل المؤشرات تدل على أن الأمة الإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية في طور بزوغ فجر جديد يتحتم معه أن تكونوا على مستوى المسؤولية.
مسؤولية المجتمع
فيما تحدث كبير جماعة الهادي بسكاكا الشيخ سعود هداج الهادي عن كيفية جعل الشاب عضواً فعالاً في مجتمعه قائلاً: إن البيت والمدرسة هما الأساس في بناء الشاب وإذا قاما بتربية الشاب تربية ناجحة يكون فعالاً والهداية بيد الله سبحانه حيث يقول:«إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء». أنت عليك بذل المجهود والإصلاح على الله. كذلك فإن المجتمع مسؤول عن ذلك ولابد من بحث الأسباب التي تؤدي إلى انحراف الشباب والعمل على علاجها.
القرين بالقرين
وأضاف الهادي بأنه يخشى على جيل الشباب من أنفسهم فالقرين يعرف من قرينه والمجتمع كبر والمغريات أصبحت كثيرة حيث لابد من احتواء الشباب وإرشادهم لما فيه صلاحهم.
وبيّن كبير جماعة الهادي أن شباب المنطقة ينقصهم بعض الخدمات ولابد من بحث الحالة جيداً وإيجاد حل لها كي توظف طاقات الشباب فيما يعود عليهم بالنفع ولابد من مشاركة الجميع في ذلك من رجال أعمال وغيرهم. كالعمل على توفير نوادٍ ومراكز خاصة بهم يتم توجيههم من خلالها والاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم لما فيه مصلحة الوطن فنحن نعيش في هذا الوطن في رغد وننعم بالأمن والأمان ونحيا في ظل الدولة رعاها الله حياة كريمة يحسدنا عليها الكثيرون.
كما لا أنسى دور الإعلاميين في ذلك حيث المطلوب منهم توعية الشباب وإبراز ما ينفعهم وما يضرهم.
مجالسة الأخيار
واختتم حديثه ل «الجزيرة» بنصيحة للشباب ضمنّها المحافظة على الصلاة وطاعة الله سبحانه وطاعة أولياء الأمر والوالدين والجلوس إلى الأخيار من الناس وأن يعملوا على تقوية أنفسهم بالدين والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
المعلم هو القدوة
واستكمالاً لمحاور الحديث عن الشباب وهمومهم التقينا بالشيخ عبدالرحمن بن رجا المويشير كبير جماعة المويشير بالجوف معبراً عن رأيه بوضوح حول كيفية جعل الشاب فعالاً في مجتمعه حيث يرى في هذا الأمر أن لا يترك الحبل على الغارب بل يجب متابعة الشاب منذ الصغر من قبل والديه والمدرسة كون المدرسين أيضاً تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه شبابنا وعليهم أن يكونوا قدوة حسنة لطلابهم حتى ينشأ الشاب محافظاً على صلاته ودينه دون الغلو بل عليه الالتزام وأخذ الدين بوجهه الصحيح وإلا سوف نخسر هذا الشاب ولن يكون فعالاً في مجتمعه.
توفير الوظائف
واستطرد المويشير قائلاً: إن ما أخشاه على الشباب هو الانحراف من خلال الاجتماع مع أناس قد يضللونهم.
كذلك أخشى عليهم من السفر إلى بلاد أو مجتمعات غير صالحة وأضاف بأنه يجب عليهم الاتعاظ مما حصل لبعض البلدان عندما ابتعدوا عن دينهم . والدولة رعاها الله حريصة على شبابها ولابد أن نتعاون مع الدولة في سبيل احتواء الشباب وإن لم نفعل ذلك فلا فائدة منا.
وعن نواقص الشباب في المنطقة تمنى أبو سلطان أن تفتح لهم الأبواب التي ينفعون من خلالها أنفسهم ومجتمعهم مثل توفير الوظائف وفتح المصانع أمامهم أو انخراطهم في السلك العسكري من خلال وزارة الدفاع والطيران أو الحرس الوطني كذلك لابد من وجود أماكن تحتويهم وتفعيل دور الأندية أكثر ليستفيدوا منها.
رجال المستقبل
ووجّه كبير جماعة المويشير في نهاية حديثه كلمة للشباب داعياً الله سبحانه في البداية لهم بالهداية وأن يدلهم للصواب وحثهم على طاعة الله عز وجل والوالدين وأولياء الأمر.
وقال إن ما يحدث من بعض الشباب شيء ضار لنا ولهم.
بل عليهم أن يسلكوا المسلك الصحيح ليعيشوا بأمان ويصبحوا نافعين صالحين فهم رجال المستقبل ولابد أن يكونوا بمستوى الطموحات والمسؤولية فسمعة البلد من سمعة شبابه.
بناء النفس
بينما يرى الشيخ عبدالكريم نزال البيالي رئىس جمعية البيالية بسكاكا أن الشاب لا يكون عضواً فعالاً في مجتمعه إلا إذا كان متحلياً بالأخلاق الفاضلة والعقل الراجح والسلوك الحسن والصدق في القول والعمل والاعتماد على الله جلا وعلا أولاً وآخراً في جميع مسالك الحياة وأن يجعل أهدافه بناء نفسه وخدمة دينه ووطنه ليكون عضواً نافعاً في مجتمعه.
الفراغ قاتل
وحول سؤالنا عمّا يخشاه على جيل الشباب أجاب البيالي بأن الشباب هم عدة المستقبل وهم عماد الوطن وساعد الأمة ومستقبلها وأخشى ما أخشاه عليهم من الضياع والتطرف والانحراف وراء التقليد الأعمى الضار وعدم التأني والتسرع في الحكم على الأمور. والفراغ القاتل ، لذا ينبغي أن يكونوا على وعي تام وأن يكونوا خير مثال للصبر والخلق والنظر للمستقبل بكل ثقة وتفاؤل.
هذا من ينقص شبابنا
وأضاف الشيخ عبدالكريم بأن ما ينقص شباب منطقة الجوف هو إيجاد فرص عمل ليتمكنوا من بناء أنفسهم وضمان الاطمئنان على مستقبلهم وتأمين حياة كريمة لهم ولأسرهم وخدمة بلادهم ليتجنبوا بذلك السلبيات الناجمة عن الفراغ وحمايتهم من الضياع في زمن التناقضات كما لا ننسى الإشارة إلى أهمية توفير الدراسات الجامعية لشباب المنطقة الذين يتخرجون سنوياً بالمئات من الثانويات ويواجهون صعوبات في التنقل بين مناطق المملكة بحثاً عن قبولهم في الجامعات، مع إيجاد إمكانية للدراسات المهنية والحرفية المتخصصة التي تتطلبها أوجه الحياة المختلفة.
اجتنبوا ما لا فائدة منه
وقد وجه كبير جماعة البيالية كلمة للشباب بدأها بسؤال المولى القدير للشباب بالتوفيق وأن يهيئ لهم الخير والحياة الكريمة وأن يتمكنوا من خدمة دينهم وبلادهم في ظل حكومتنا الرشيدة ويتجنبوا الوقوع فيما لا فائدة منه وأن يضعوا أملهم بالله ثم بولاة الأمر وأن يجعلوا من حياتهم ومسلكهم مثالاً يحتذى.
الشباب حياة وطموح
كذلك التقينا بالشيخ حجاج صالح الدايس كبير جماعة المرعي بدومة الجندل وبما أن الحديث عن الشباب ذو شجون فقد قال بالإضافة إلى ذلك فإنه - أي الحديث - عن الشباب ومع الشباب يكون ممتعاً بقدر متعة الشباب نفسه حيث الشباب حياة وطموح وآمال وتطلعات ومرحلة الشباب مرحلة خصبة ويستفاد منها إذا وجهت نحو الاستقامة وعمل الخير بأمان وحرية ومن الخصائص العامة للإسلام تنشئة الشباب على الأخلاق الفاضلة مثل الصدق والأمانة والصبر واحترام الوالدين وصلة الأرحام. وعلينا بث روح الإصلاح في الشباب وضرورة تحمله المسؤولية في شؤون حياته حتى يصبح الشاب عضواً فعالاً في مجتمعه.
|