بلادك من قحطان أولى بقحطاني
كذاك ومن عدنان أولى بعدناني
وأولى من الانسان يعشق نفسه
ويلبس حتى لا يرى ثوب كتمانِ
أأزرع حبا سوف أجنيه شقوة
وأزهار في حب يوثق إيماني
فلا دام حب قد تعلق غيرها
ولا طاب شعر ما تغنى بأوطانِ
بلادي هواها في فؤادي أحسه
له أغنيات في وريدي وشرياني
إذا حارت الأذواق في حب غيرها
فحب بلادي ليس لي فيه ذوقانِ
فما وطئت رجلي دياراً عزيزةً
كدار بها أهلي وصحبي وجيراني
ولو بيعت الدنيا بها ما أبعتها
أو اثمنتها قلبي فلست بخسرانِ
ولست أرى رداً قبيحاً وسيئاً
بأقبح من ردِّ الجميل بنكرانِ
أحبّكِ يا أم البلاد وخيرها
أحبكِ يا سلواي عن كل سلوانِ
ومن يفترش خير الأراضي ومن يكن
سماها له سقف فليس بعريانِ
كأن لها قلباً وعقلاً وساعداً
يبارك أشجائي ويمسح أشجاني
جمادٌ وليست كالجماد وإنما
لها في احتواء الناس قدرة إنسانِ
يدٌ من يديها ليس ينكرُ بطشها
وأخرى تداوي قلب من جاءها عاني
وعينٌ بتدبير الأمور بصيرةً
وأخرى من التقوى تجود بهتانِ
وإنْ مسّت السوأي بلادي تفجَّرت
على كلّ من يبغي تفجُّر بركانِ
لقد شرّفت بالمسجدين وقبلةٍ
وحصباؤها أضحت رجوماً لشيطانِ
وشرَّفها قبر الرسول وصحبه
عوالم قامت في جبالٍ ووديانِ
مرابع كانت كان طه ضياءَها
يداوي مريضات القلوب بقرآنِ
فمن نشبت أظفاره ببلاده
فذلك غولٌ في ملامح إنسانِ
بودّي أصوغ الشعر عقداً منمقاً
ولكنّ تجميع المشاعر أعياني