الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين.. وبعد:
لقد كرم الإسلام المرأة وأنصفها وعول عليها في سعادة الأسرة وجعلها قوام سدادها وجعل منها اللبنة الحية للمجتمع الرشيد القويم . ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل بإكرام الزوجة وأوصى كذلك الأبناء بتقدير الأم واحترامها، وأوصى كذلك المرأة بالكثير من الوصايا الكريمة.
روى بن عساكر من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم) وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (إنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً).
ولقد جاء رسول الله الكريم بدين قويم وشرع حنيف رحيم، رفع حيف الرجال عن النساء وامتهانهم لهن.
والإسلام يحفظ كيان المرأة بما ضمن لها حقها، ويوصي بالمرأة خيراً ويوصيها هي أيضاً خيراً، ففيها صلاح المجتمع وسعادته، وما اهتمام المسؤولين بالمرأة ووضع عمل يتوافق ويتناسب مع طبيعتها، وسن أنظمة وأحكام خاصة بالنساء إلا سداً لذريعة الفساد وحفظ شرف المرأة وكرامتها.
واهتمام الدولة بالفتاة المسلمة واضح لأنها هي شابة اليوم وأم الغد وجدة المستقبل.
وحين يأمر الإسلام المرأة أن تقر في بيتها لا يعني ذلك منع المرأة من مطلق الخروج. بل لها أن تخرج مع ضوابط الخروج الشرعية.
وكما أباح الإسلام الخروج للمرأة لحاجتها حثها كذلك على طلب العلم وتعلمه ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل لهن يوماً خاصاً، وبرزت منهن عائشة رضي الله عنها مفخرة النساء في القديم والحديث ومرجع الصحابة رضوان الله عليهم عند الاختلاف.
هذه البلاد في تعليم البنات رائدة والحمد لله أثبتت نجاحها وأصبحت نموذجاً يحتذى به وتجربة الحيارى ومعلماً في دياجير الظلام، وأصبحت معلماً يضيء الطريق للسالكين، ويجب أن نتحدث بهذه النعمة وفضلها وفق الخطط المرسومة لتعليم الفتاة في بلادنا. ونسأل الله المزيد من هذه الخطط بل نسأله المزيد لبقية بلاد المسلمين الذين ابتلوا بالاختلاط.
وفي الخبر أقر الوزير البنجابي محمد نواز شريف قيام جامعة مستقلة في البنجاب وذلك من أجل العناية بالمرأة المسلمة تعليماً يتفق مع طبيعة تكوينها ووظيفتها في الحياة أسوة بالمملكة العربية السعودية ثم يناشد أن تحذو الدول الإسلامية حذو المملكة في تجربتها الرائدة في تعليم البنات. إذاً فنحن لنا تجربة رائدة استهوت غيرنا.
|