* الليث - عبدالعزيز القرمطي:
* فأهل هذه البلاد الطاهرة تذوقوا طعم هذه النعمة العظيمة نعمة الامن بعد حقب طويلة من الخوف والرعب حتى جاء من يسوسها بمقتضى الشريعة الربانية المباركة التي امنت الناس على حياتهم واعراضهم وممتلكاتهم. من هنا كان وقع الصدمة قوياً لانها وقعت في بلد يمثل القلب للعالم الاسلامي، بلد عاش عقوداً من الزمن يتعامل مع من حوله بحكمة ويحرص على ان يقوم بدوره كاملاً في الاهتمام بقضايا المسلمين والدعوة الى الاسلام الصافي في كل بقاع الارض. والمثير للاستغراب ان هذه الاعمال قد حدثت من قبل بعض افراد المجتمع مما ينبئ عن نشوء ظاهرة خطيرة تنذر بعواقب وخيمة اذا لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب الذي يقتلعها من جذورها ولا يتوقف على مجرد الصورة الظاهرة لها على ان يكون ذلك بشكل لا يقبل التأجيل او المماطلة. والجزيرة من جانبها استطلعت آراء بعض مسئولي ومواطني الليث عن هذا الامر فماذا يقولون؟
مساعد مدير التعليم مدير مكتب الدعوة بالليث الاستاذ سعيد العصماني عبر عن استنكاره الشديد لهذا العمل الاجرامي الخطير، ونبه الى ضرورة محاربة مثل هذه الافكار الخطيرة التي تتنافى مع مقاصد الاسلام ومبادئه العظيمة، وناشد في حديثه القائمين على التربية العمل الدؤوب على معالجة هذه الافكار مؤكداً وقوفه مع ولاة الامر في الاخذ بيد من حديد على يد كل من يريد العبث بأمن هذا الوطن او زعزعته او اشاعة الفوضى والتخريب في اي جزء من اجزائه.
من جهته عبر رئيس قسم التوعية الإسلامية الشيخ احمد بن عبدالله المهداوي عن اسفه على وقوع مثل هذه الاعمال التخريبية الآثمة على يد ابناء الوطن وقال ان شريعة الاسلام قامت على الاصلاح وحاربت الفساد والافساد في الارض ودعت الى الاخذ على يد المفسدين، وهذه الاعمال لا يمكن ان تحقق مصلحةً او هدفاً بل الخوف ان تعود بعواقب سلبية ليس على هؤلاء فحسب بل على سمعة الإسلام وصورته النقية مما ينفر منه بدل ان يجذب اليه وحذر من استغلال مثل هذه الاحداث لتعميم الحكم على كل من ينتسب الى الاسلام والدعوة الى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، واشار الى ان هذه الاعمال تمثل من لم يفقهوا دين الله او لم يعرفوا المقاصد العظيمة التي جاء بها.
وقال المواطن احمد الحرقاني ان من ظن ان هذا العمل نوع من الجهاد فقد اخطأ الزمان والمكان والطريقة فهذا العمل ضلال وجريمة وليس جهاداً مستنكراً استهداف الآمنين وتخريب الممتلكات العامة، وأكد على وقوفه ووقوف كل ابناء محافظة الليث مع قيادة هذه البلاد في محاربة الارهاب والعنف والتصدي للعابثين بأمن ووحدة وابناء هذا البلد الكريم.
من جهته استنكر جمعان الزهراني هذه الاعمال الآثمة، وعبر عن رفضه لكل ما يمس امن واستقرار هذا البلد الطاهر - بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين - وقال ان مثل هذه الافعال هي امور غريبة على هذا المجتمع الذي تربى على الاسلام وارتضاه منهجاً واسلوب حياة، وبين ان عاداتنا وقيمنا تنكر هذه الافعال فنحن شعب يتميز بالتكافل والمحبة واكرام الضيف.. وتمنى ان يتم بتر الجذور التي تغذي هذه الافكار الشاذة لكي لا تظهر مجدداً.
وقد تناول عدد من خطباء المساجد في الليث هذه الاحداث في خطب الجمعة، حيث بين الشيخ محمد بن مبروك البركاتي امام جامع با يزيد بالليث ان هذه الاعمال انما هي نتاج تربية خاطئة وافهام قاصرة ضلت طريق الحق والاصلاح، وشدد على اهمية الانتباه الى الشباب والقيام على تربيتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح المستمد من قيم الإسلام. ان هذا الواجب يشمل الجميع بدءًا بالاسرة فالمدرسة مروراً بكل مؤسسات المجتمع.. كما حذر الشيخ محمد بامحرم امام وخطيب جامع الملك فيصل من خطورة الاغترار بالمبادئ او الافكار المنحرفة التي ابتعدت عن المنهج الصحيح والهدي القويم، وبين ان الاصلاح انما يكون باتباع الطريق الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم وان هذه الاعمال لا تجر الا إلى الفتن والويلات على المجتمع وتنفر من الاسلام دون مقابل يمكن ان يعود على القائمين عليها وشدد على ضرورة الوقوف صفاً واحداً مع ولي الامر للمحافظة على وحدة هذا البلد وامنه واستقراره. ودعا الله تعالى ان يحفظ علينا ديننا وامننا ووطننا وان يوفق ولاة الامر لما فيه مصلحة هذا البلد الكريم واهله.
|