* الرياض فايزة الحربي:
تحدثت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن أحداث التفجيرات التي حدثت الأسبوع الماضي في الرياض في تصريح خاص ل«الجزيرة» حيث قالت سموها: بالتأمل في الأحداث الشنيعة التي أدمت عاصمتنا الرياض يتضح لنا نكران المجرمين لنعمة الأمن التي منّ الله بها علينا وإجحاداً لمنجزات بنيت بأيد مخلصة من آبائنا. كما تؤكد بأن أسلوب الإجرام وسفك الدماء يتخذه المجرد من الإنسانية وهي الصفة التي ميز الله بها الإنسان عن الحيوان، ودليل على الإفلاس من العقيدة والقيم.
وهنا يطرح السؤال نفسه - أهكذا يحب المسلمون أن يجسدوا أنفسهم؟ قتلة مجرمون يتسللون في ظلمة الليل إلى بيوت آمنة يقتحمون حرمتها ويسفكون دماء أهلها؟ ونتساءل ما شكل الوطن الذي يسعى إليه هؤلاء المجرمون؟ وطن مشرذم بمتفجراتهم وأطفال يتامى ونساء ثكالى برشاشاتهم؟
إن تبرير هذه الفعلة الإجرامية النكراء شهادة إجازة للإجرام وسفك الدماء، ولكل من في نفسه تبرير عليه أن يضع نفسه مكان الآباء والأمهات ليلة الحادث الغاشم ويتخيل سقوط أبنائهم بدم بارد.
الإسلام دين يرقى بإنسانية الفرد ولا يزج به في حضيض الإجرام. إن المرارة في قلب كل متفكر بالنعم التي وفقنا الله إليها بقيام دولة عظيمة من صحراء قاحلة في قرابة المئة عام بجهد أبناء الوطن المخلصين ومن ساندهم من أصدقاء في العالم العربي والغربي - نعم نسمهم أصدقاء لأنهم ساهموا في بناء دولتنا التي نفخر بها وتضاهي دولاً سبقتنا بقرون عديدة، والعدو المجرم هو من يطعننا في الصميم بتشويه قيمنا وترويع أبنائنا والمقيمين على أرضنا بغية أن تصبح بلادنا غابة يقبع أهلها في ظلمة الإرهاب ودهاليز الرعب.
فالإسلام دين البناء والعلم والتقدم والعزة والقيم والإنسانية وإلا لما بنت الحضارات الحديثة على حضارتنا الإسلامية. فما يتوجب علينا جميعاً كل من موقعه تحمل المسؤولية تجاه ديننا وقيمنا والتصدي للفكر المريض الهدام والنوايا الخبيثة التي لن تنال مبتغاها لأن الله ينصر من يعمر الأرض بالخير ويسعى إلى إعلاء كلمة الدين الحق.
|