Monday 19th may,2003 11190العدد الأثنين 18 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ومن وراء التفجيرات في الرياض والشيشان والمغرب؟ أمريكا أم ابن لادن ؟ ومن وراء التفجيرات في الرياض والشيشان والمغرب؟ أمريكا أم ابن لادن ؟
منصور بن إبراهيم الحسين

من خلال الأحداث الأخيرة التي حدثت في الرياض مؤخراً كانت الأحاديث والتصاريح والإدانة والتحليلات تصب على أن القاعدة وراء هذا الأمر والجميع يجزمون بأن الفاعلين هم من بين 19 شخصاً الذين أعلنت عنهم وزارة الداخلية قبل أسبوع من الانفجار وأن الجزم يشمل القاعدة.
وفي هذه السطور لم نأت لتبرئة أو اتهام أحد.. ولكن لنحلل الوقائع ونربطها بالأحداث ونجعل الجميع يصل إلى النتائج.. وفي البداية لا أعتقد أن أي إنسان مسلم يؤيد مثل هذا العمل والمتمثل في تفجير المجمعات أو قتل الأبرياء والأنفس المعصومة. وأنا في مقدمة من يقف ضد هذا العمل الإجرامي سواء قام به مسلم أو غير مسلم.
والوقائع التي لم ينتبه لها المحللون، هي:
أولاً: لقد حدث الانفجار الضخم في مقر القيادة الروسية في الشيشان ومن ضمنه مبنى للاستخبارات الروسية وتم ذلك بشاحنة وأحدث عشرات القتلى وكان ذلك قبل انفجار الرياض بيومين. ثم حدث انفجار الرياض وكان ذلك قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية ثم روسيا.
ثانياً: ما سبب زيارة باول وماذا كان يحمل معه من موضوعات سيتم التباحث بها؟ وهل كان يتوقع أنه سيتم رفضها قبل الانفجارات؟ وهل تغيرت الموضوعات التي جاء من أجلها باول بعد حدوث الانفجارات؟ وماذا اشتملت عليه الزيارة من مباحثات؟
ثالثاً: لقد غادر باول الرياض إلى موسكو مباشرة وأثناء وجوده رفضت موسكو طلب أمريكا الخاص برفع العقوبات عن العراق ويأتي الرد سريعاً على موسكو بواسطة انفجار جديد في موقع للقوات الروسية من خلال عملية انتحارية نفذتها امرأة ونتج عنها أكثر من عشرين قتيلاً. فهل كان هذا العمل من تنفيذ القاعدة؟ أم أنه رد على المواقف الروسية ضد الأمريكان.
رابعاً: في نفس يوم الأربعاء الماضي 14/5/2003م 13/3/1424هـ حذرت أمريكا ماليزيا من احتمال وقوع عمليات إرهابية في ماليزيا خلال الأيام القادمة. فلماذا يتم استهداف ماليزيا بالذات؟ ولا تستهدف الفلبين مع عداوتها للإسلام والمسلمين ولوجود قوات أمريكية بها ووجود جماعات مسلمة مقاتلة للحكومة، ولماذا لا يكون التحذير لتايلاند أو أستراليا أو اليابان أو كوريا.. أو بريطانيا أو ألمانيا.. إلخ إنني أتوقع أن تحدث أعمال إرهابية في ماليزيا بناء على المعلومات الأمريكية، وسبب ذلك لأن مواقف ماليزيا وخصوصا رئيس الوزراء مهاتير محمد والذي يعلن منذ 11 سبتمبر 2001م أن الحرب الحالية ليست حرباً على الإرهاب ولكنها حرب على الإسلام، وآخر تصريحاته المنشورة يوم السبت الماضي 17/5/2003م، ويقول «إن أمريكا أصبحت تخاف من ظلها» والآن ستتفرغ أمريكا لماليزيا، فإذا لم يتراجع مهاتير محمد فسيرى من الأعمال الإرهابية ما لا تحمد عقباه، وكلها ستكون باسم القاعدة ولكنها من صناعة الاستخبارات الأمريكية.
خامساً: من الأمور التي استوقفتني بطاقات ورخص القيادة التي تركها المطلوبون 19 في الفيلا. فهل يعقل أن يضع المجرم أداة إدانته في مكان الجريمة؟ فهل يصل الأمر بأشخاص «إرهابيين محترفين» نجحوا في جمع هذه الأسلحة في العاصمة الرياض أن يتركوا بطاقات إثباتهم في مكان تخزين الأسلحة «مسرح الجريمة» لماذا لا يحملونها معهم؟ أو يخفونها في مكان بعيد عن هذا المكان فهم محترفون. وأتوقع أن هذه الصور وضعت لتوريطهم ولفت الانتباه إلى الاتجاه الديني.
سادساً: كما لفت انتباهي في صور الإرهابيين المتفحمين أن الرشاشات التي كانوا يستخدمونها لا زالت في أيديهم عقب الانفجار واحتراقهم - وقد نشرت الصور جريدة عكاظ يوم الخميس الماضي 15/5/2003م ص2 - فكيف بقي الرشاش في أيديهم مع أن ما ذكره أهالي القتلى وبعض سكان المجمعات أن شدة الانفجار رفعت السيارات المتوقفة داخل المجمع وقذفت بها لمسافات.. فكيف طارت من مكانها؟! أما الرشاشات فقد بقيت في أيدي الإرهابيين. وأخشى أن الرشاشات كانت مربوطة في جثث ميتة قبل الانفجار لأشخاص سعوديين من أجل أن يثبت الحامض النووي سعوديتهم.
سابعاً: كما أن من المستغرب في عرض ما نشر عن عملية تفجير مجمع شركة فينيل المنشور في الصفحة الأولى من جريدة الرياض يوم الخميس 15/5/2003م نقلا عن مراسل وكالة رويترز جوناثان رايت أن الإرهابيين جاءوا بسيارة فورد وشاحنة فأين ذهبت الفورد وإذا كانت موجودة فهل كان هناك سيارتان فقط؟ وألا يوجد سيارات أخرى هرب بواسطتها الجناة؟
ثامناً: وأود العودة إلى عملية هرب أفراد الخلية قبل أسبوع من الانفجار في السيارة الهوندا والذي أتوقع أنها لن تستوعب أكثر من خمسة.. فهل كان اكتشاف الفيلا التي بها الأسلحة قديماً أو في نفس يوم الهروب؟.. وهل هم محترفون في تصنيع وتشريك المتفجرات واستخدام الأسلحة الرشاشة. وفي نفس الوقت خبراء في قيادة السيارات والهروب بسيارة صغيرة هوندا؟ ولا يستطيع رجال الأمن القبض عليهم؟ فلو كانت المطاردة جبلية لقلنا تدربوا عليها في تورا بورا.. أما داخل المدينة فإن معهم أحد محترفي القيادة. أو مواهب هؤلاء خارقة وفي الكثير من المجالات.
وهل من السهل عليهم توزيع المتفجرات التي لديهم في أكثر من موقع وهي فيلا اشبيليا التي اكتشفت وفي موقع آخر الذي استخدموا متفجراته يوم الاثنين.
ومما يؤكد هذه الأمور ما كتبه أحد المطلوبين علي الفقعسي الغامدي بعد التفجيرات ونشرت ذلك جريدة الشرق الأوسط أو الاقتصادية يوم الأربعاء الماضي حيث ذكر أنه لا يعرف هؤلاء الأشخاص التسعة عشر المطلوبين وهو من بينهم كما أنه ليس له صلة بالتفجيرات ويستنكر مثل هذا العمل.
تاسعاً: ومما يؤكد أن أمريكا لها طرف في الأمر ما نشر يوم الجمعة 15/3/1424هـ الموافق 16/5/2003م على الصفحة الأولى من الشرق الأوسط أن أمريكا سبق وأن حذرت السعودية بأن عملاً إرهابياً سيقع على أحد المجمعات السكنية. وهذا التحذير لماذا لم يشتمل على اسم المكان وأسماء الفاعلين ومكان وجودهم للقبض عليهم قبل تنفيذ العملية.. وكل ما في الأمر هو أن أمريكا تأخذ بأسلوب تحذير التاجر بأن شركته ستسرق ويقوم الشخص صاحب التحذير بسرقة منزل التاجر.. ثم يقول له أنا حذرتك ولكنك كثفت الحراسة على شركتك وتركت منزلك.
وقد يقول البعض إن هذا غير صحيح فكيف تضحي أمريكا بقتل رعاياها.. وأقول إن أمام المصالح الأمريكية لا تفكر القيادات هناك بأحوال مواطنيها وعليكم الرجوع بعملية اغتيال الرئيس الباكستاني ضياء الحق حيث وصل إليه أن الأمريكان يريدون قتله فأصبح يطلب السفير الأمريكي للسفر معه في كل طلعة جوية وعند ذلك تم نسف الطائرة بضياء الحق والسفير الأمريكي.
وعندما ذهبت أمريكا إلى أفغانستان كان لها مصالح مع أنه سيكون لها ضحايا هناك ولكن من أجل المصالح لا بد من تقديم الضحايا مع أن أفغانستان ليست مكانا نفطياً مثل الخليج بل بلد فقير ومن الدول الحبيسة «لا موانئ لها».
عاشراً: وللمعلومية فأولى نتائج التفجيرات بدأت تتحقق وذلك بإغلاق مكاتب مؤسسة الحرمين الخيرية في الخارج إلى جانب أنه سيكون هناك فجوة وجفوة بين حكام البلاد والعلماء.. وقد يصل الأمر بين المواطنين وأهل الالتزام وطلبة العلم.
خرج أصحاب الأصوات الكارهة للمناهج مع أنها تخرجت منها للكتابة حول ضرورة تغيير المناهج وأن حلقات تحفيظ القرآن في المساجد هي التي تخرج المتطرفين.. الخ فهل يتم الاستجابة لهذه النداءات والمطالبات.
هذا تحليلي للأحداث لأن ابن لادن لو أراد أن يقوم بمثل هذا العمل لماذا لا ينفذه في الكويت أو قطر «فبهما قاعدتان للأمريكان» أو الإمارات أو البحرين.. أو إحدى دول شرق آسيا. إن الأمر يتعلق بمصالح وأمور للمملكة منها مواقف. وأمريكا لا تعجبها هذه المواقف من المملكة فتم تنفيذ التفجيرات لكي تتوافق مواقف السعودية مع المواقف الأمريكية وكذلك الروسية وجميع الدول والحكومات.
وقبل الختام أنا لا أقدم صك البراءة للاتجاه الديني فقد يكون مجموعة من القاصرين في العلم والفهم والدين قامت بهذا العمل. ولكن جميع الدلائل تؤكد أنه عمل لا يستطيع تنفيذه ابن لادن أو غيره من الجماعات الإسلامية مرة واحدة في ثلاث دول وفي ثمانية مواقع.
وختاماً ما المكاسب التي يجنيها ابن لادن من القيام بعمليات تفجير في المغرب فليس هناك أمريكان والمناهج تحاكي المناهج الفرنسية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved