إن أغلب الأحداث التي حدثت في بلادنا كان منفذوها من شباب لم يبلغوا من العمر أنضجه أي أنهم مازالوا فتية يتلقون العلم وينهلون من المعارف.
وهؤلاء لهم آباء وأمهات، ولا أظن أنهم -أي الوالدين- لم يكن لهم معرفة بنشاطات أولادهم وإن لم تكن معرفة تفصيلية فعلى الأقل يعرفون أنهم منخرطون مع جماعات شعارها التخفي ودثارها التواري عن الأنظار.
والوالدان أحرص مايكونان على مصلحة فلذات أكبادهما يسهرون الليالي من أجل ان يتحقق لأولادهما العيش الهني، ويدافعون عنهم بكل ما أتوا من قوة من أجل سلامتهم من أقل ما يكون حتى ولو كانت شوكة يشاكها أحدهم، وأعلم علم يقين ان الآباء والأمهات ليسوا في مستوى واحد من العلم والثقافة، ولذا يقف بعض الآباء والأمهات حيارى أمام «فلسفة» بعض أولادهم عندما يدخلون في نقاشات فكرية يصر الأولاد فيها على سلامة تفكيرهم وحصانة رأيهم وغالب هؤلاء المجادلين لوالديهم تلبسوا بأفكار جماعات ذات توجهات ومسارات - غالباً- ماتكون تتصادم مع الفكري الإسلامي القويم.. يقف هؤلاء الآباء والأمهات مستسلمين لنبرات أصوات هؤلاء الفتية لا عن اقتناع ولكن لعدم القدرة على المجادلة.
ولذا فإنني أتوجه بمقالتي هذه إلى كل أب وإلى كل أم رزقوا بأولاد مجادلين سواء أكانوا منخرطين في جماعات أم لا بأن يسعوا إلى تصحيح أفكارهم الخاطئة وذلك من خلال استعانتهم ببعض القادرين على الإقناع من أصحاب العلم الشرعي الموثوقين.
فليس هناك من قوة يمكن ان تغير فكراً إلا قوة الفكر والشباب بطبعه يحب ان يُعطى أهمية وُينظر إليه على أنه صاحب فكر لا مجرد شاب لاقيمة لرأيه من هذا المنطلق فإن اهتمام الوالدين بتوجهات أولادهم الفكرية والحرص على أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية أمر ضروري بل في غاية الأهمية، وليس من العيب أن يكون الوالد غير قادر على إقناع ابنه وليس من العيب أن يستعين ببعض العلماء الثقاة في تقويم توجهات ابنه الفكرية إنما العار والشنار ان يفاجأ الأب بمروق ابنه من الدين والمصيبة كل المصيبة ان يكون ابنه من المروعين لأمن الآمنين.
تلك هي رسالتي إلى كل أب وأم عسى ولعل أن يتحقق لأجيالنا القادمة أمن فكري يكون سياجاً منيعاً لأمن الوطن.
(*) رئيس مجموعة المعراج الدولية
فاكس: 4080796
|