* واشنطن - أ.ش.أ:
في أقوى مؤشر يصدر حتى الآن على ان الحكومة العراقية المستقبلية قد تنشق على منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك».. قال فيليب كارول المستشار الامريكي الذي عينه البنتاجون لوزارة النفط العراقية ان مصلحة العراق قد تكون في تصدير أقصى ما يستطيع من النفط وتجاهل الحصص التي تحددها الاوبك.
وفي مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية باحدى غرف القصر الجمهوري السابق لصدام حسين في بغداد أشار كارول الى ان عقود النفط المبرمة في ظل النظام القديم من المحتمل ان تكون باطلة الآن أو قيد إعادة التفاوض بشأنها.
وعلى الرغم من ان كارول لم يشر تحديدا الى أي عقود يحتمل الغاؤها فقد أكد ان النظام القديم للمعاملة التفضيلية قد انتهى برحيل صدام وذلك في معرض اشارته الى ان السياسة الرسمية التي كانت تتبعها حكومة صدام بتوجيه العقود لخدمات الحفر والانتاج المشترك الى شركات تتخذ مقرها في فرنسا وروسيا والصين وهي الدول التي تنزع حكوماتها لان تكون أكثر دعما للعراق في مجلس الامن الدولي.
وأكد كارول ضرورة قيام وزارة النفط العراقية بتقييم تلك العقود وتقرير ما إذا كانت في صالح الشعب العراقي أو لا، مشيراً الى احتمال ان تعيد الوزارة النظر في أي عقود يثبت انها تبالغ في تحقيق النفع لطرف واحد وان هذا الطرف ليس هو الشعب العراقي.
وأكد كارول أيضا انه سيعطي الاولوية الاولى لاستئناف إنتاج كميات كافية من النفط والبنزين ووقود الطهي لتخفيف الازمات الداخلية الموجعة.
وأشارت الصحيفة الى ان الاسئلة المتعلقة بالصادرات العراقية ومشاركة العراق في الاوبك ما تزال موضع نقاش وما تزال العقوبات تمنع مبيعات النفط العراقي للخارج باستثناء ما يسمح به برنامج النفط مقابل الغذاء الذي تديره الامم المتحدة.
ويقول المحللون ان الامر قد يستغرق أكثر من عام قبل أن يتم إنتاج كمية من النفط تكفي للتصدير بالقدر الذي يتفق حتى مع الحصص التي تقررها الاوبك، ولكن كارول ردد أيضا أحد الاهداف الرئيسية لادارة بوش وهو اعادة العراق الى قدرته التصديرية السابقة للحرب في اقرب وقت ممكن لتمويل اعادة البناء.
وأشارت واشنطن بوست الى ان بعض المعلقين ولا سيما في أوروبا يجادلون بأن الغرض الحقيقي لحرب بوش في العراق هو تنصيب حكومة تكسر شوكة الاوبك.
وقد نفي كارول مجددا أي ايحاءات بأنه يستخدم كأداة في تنفيذ أي سياسة من هذا القبيل قائلا انه مجرد مستشار وأضاف انه في التحليل النهائي فان دور العراق في الاوبك أو في أي منظمة دولية اخرى هو شيء لابد ان يترك لأبي حكومة عراقية.
ونسبت الصحيفة الى مهندس كبير بوزارة النفط العراقية قوله ان المسؤولين داخل الوزارة التي تشرف عليها الآن القوات الامريكية يعكفون الآن على بحث انسحاب العراق من الاوبك وتصدير اكبر كمية ممكنة من النفط لتعظيم الايرادات بمجرد عودة حقول البترول الى كامل طاقتها.
ورداً على سؤال حول تلك المباحثات ايد كارول هذه المناقشات بدعوى انها في صالح العراقيين وقال انهم لابد ان يفعلوا كل ما يعتقدون انه في مصلحة بلدهم.
وقال كارول ان من بين الاشكاليات الرئيسية التي ستواجهها الوزارة هو ما إذا كانت ستفتت امبراطورية النفط الحكومية لتضع بعضا منها في أيدي القطاع الخاص مضيفا ان فريقه يخطط لمساعدة الوزارة بدراسة عن الهياكل المحتملة وسوف تطرح على طاولة البحث كافة الخيارات بدءا من الابقاء على النظام القديم وانتهاء بخصخصة النفط بالكامل.
وأشارت الصحيفة الى ان كارول كان حذرا حيث تجنب تأييد أي هيكل بعينه ولكنه حذر من مساوىء الابقاء على نظام تهيمن عليه الوزارة والشركات الحكومية.
كما أشار كارول الى ان أي عملية للخصخصة تتم بصورة عدوانية مبالغ فيها ستخاطر بوضع شركات البترول في أيدي بضعة أشخاص ومن ثم فان ما سيعود على البلاد من نفع سيكون ضئيلا أو معدوما وكل ما في الامر انه ستظهر طبقة سريعة من المليارديرات.
وقال كارول ان الحقيقة شبه المؤكدة هي ان التوسعة المستقبلية لصناعة النفط العراقية سيقودها جزئيا رأس المال الاجنبي.
|