يوم عنونت السلسلة الثانية من مقالات أضواء ب«زلزال المنطقة»، لم أكن أستبق الأحداث أو أستقرئ المستقبل، بل قراءة، وتحليل لما يجري من أحداث وتوافق مع المعلومات التي تعلن عنها جهات أمنية وسياسية دولية وإقليمية، جميعها نبهت إلى عزم الجهات الإرهابية الدولية على القيام بعمليات إرهابية في المنطقة العربية.
هذه الجماعات الإرهابية التي تعددت مسمياتها، إلا أن هدفها واحد، ألا وهو هز استقرار وتدمير أمن الدولة الإسلامية والعربية وتغيير أنظمتها لفرض نهجها المتطرف وأسلوبها المنحرف، متدثرة تحت غطاء الدين، والدين براء منها ومن أهدافها وأفعالها، مدعية أنها تواجه قوى الهيمنة والاستكبار العالميين في حين تصيب أعمالها المدنيين الأبرياء، وتنال من استقرار وأمن الدول العربية والإسلامية وتدمر اقتصادياتها، وتشغلها عن مهامها الأساسية وتشتت جهودها في خدمة القضايا الإسلامية، ولهذا فقد استهدفت المملكة العربية السعودية الدولة الإسلامية الأكثر خدمة وجهداً لخدمة القضايا الإسلامية، وماهي إلا أيام وتستهدف دولة إسلامية أخرى لها جهد ونصيب في خدمة القضايا الإسلامية دولياً وإقليمياً، فالمغرب ترأس لجنة القدس الإسلامية، ولها إسهام كبير في نشر الثقافة الإسلامية في أفريقيا، وإشغال هاتين الدولتين الإسلاميتين الكبيرتين وجعلهما منشغلتين في إطفاء حرائق الارهاب والتطرف مما يقلل من جهدهما في الدفاع عن القضايا الإسلامية التي تحتاج إلى جهد استثنائي في هذه المرحلة.
والمملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، ليستا إلا البداية، إذا لم تتكاتف الجهود الدولية والإسلامية والعربية بالذات للتصدي لهذه الموجة الإرهابية حكومات وشعوباً، فأجندة الإرهاب وحسب ما تسرب من معلومات نشر الكثير منها، حيث تسعى الجماعات الإرهابية إلى إيجاد فوضى أمنية في الدول العربية المهمة وتدمير اقتصادياتها من خلال ضرب المفاصل الأساسية لاقتصاديات هذه الدول، ولذلك جاء استهداف الفنادق والمطاعم والمناطق السياحية في المغرب الذي كان يقول إن الموسم السياحي هذا العام، موسم جيد في ظل تخوف السائحين من التوجه إلى شرق آسيا بسبب وباء «سارس».
وعليه فإن الدول العربية ذات الجذب السياحي ستكون إضافة إلى الدول العربية والإسلامية التي تفتخر باستقرار أمنها من أكثر الدول المرشحة لاستهداف الجماعات الإرهابية التي ترتكز استراتيجيتها إلى خلق وإشاعة فوضى أمنية في الدول العربية الموثرة، وتخريب اقتصادياتها لإشاعة حالة من التذمر الشعبي تساعدهم على نشر أفكارهم المنحرفة.
| 
