الاتفاق على استئناف الاجتماعات
مباحثات القدس تخفق في إنهاء المأزق بشأن خريطة الطريق
نبيل عمرو: المحادثات بين أبو مازن وشارون كانت مفيدة ومعمقة

* القدس المحتلة - الوكالات :
اختتمت إسرائيل والفلسطينيون أول اجتماع يعقد بينهما منذ عامين مع تجدد أعمال العنف وما زالت إسرائيل تماطل بقبول «خريطة الطريق».
وعقد ارييل شارون رئيس وزراء إسرائيل ونظيره الفلسطيني محمود عباس محادثات استمرت ثلاث ساعات في القدس حيث بدأت يوم السبت واستمرت حتى ما بعد منتصف الليل ولكنها اخفقت في التوفيق بين قائمة من المطالب المتعارضة لانهاء 31 شهرا من القتال.
وقالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية ان المصدر الرئيسي للخلاف مازال هو اي الجانبين الذي يتعين عليه التحرك أولا بموجب اقتراح سلام مؤلف من ثلاث مراحل ترحب به واشنطن بوصفه فرصة جديدة للسلام في الشرق الاوسط بعد الحرب في العراق.
وكانت التوقعات بتحقيق انفراج متواضعة وكان الاتفاق الملموس الوحيد الذي تم التوصل اليه خلال الاجتماع هو استئناف المحادثات قريبا بعد عودة شارون من واشنطن هذا الاسبوع.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي بعد الاجتماع في مكتب شارون أي قرار حقيقي ينتظر اجتماع شارون مع الرئيس الامريكي جورج بوش والذي تأجل بعد سلسلة من العمليات الفدائية.
ويريد المسؤولون الإسرائيليون ان يوافق بوش على التعديلات التي يسعون اليها في خريطة الطريق التي تدعو إلى اتخاذ خطوات متبادلة تؤدي إلى انشاء دولة فلسطينية بحلول عام 2005 والامن لإسرائيل، ويريد الفلسطينيون ان تقبل إسرائيل الخطة كما هي.
وقال عباس انه حاول اعادة حرية الحركة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يتهمه شارون بإشعال أعمال العنف المناهضة لإسرائيل، وينفي عرفات ذلك.
من جهته صرح وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو أمس الاحد ان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) طالب الجانب الإسرائيلي باعلان موافقته رسميا على «خريطة الطريق» حتى يتمكن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي من العمل بشكل مشترك وبالتزامات متبادلة في كافة المجالات.
وقال الوزير الفلسطيني في بيان وزع في غزة ان المحادثات بين أبو مازن ونظيره الإسرائيلي ارييل شارون مساء السبت في القدس كانت مفيدة ومعمقة موضحا ان الطرفين اتفقا على مواصلة الاتصالات.
وأوضح عمرو ان الوفد الفلسطيني عرض خلال اللقاء مطالبه من الجانب الإسرائيلي موضحا ان أبو مازن طالب الجانب الإسرائيلي بإعلان موافقته رسميا على «خريطة الطريق» ومن خلال ذلك نستطيع العمل بشكل مشترك وبالتزامات متبادلة في كافة المجالات.
وتابع ان الجانب الفلسطيني الذي وافق على خريطة الطريق شدد على اننا مستعدون وقادرون على الوفاء بالتزاماتنا المحددة في هذه الوثيقة التي تقترح تسوية على ثلاث مراحل تنتهي بإقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2005 وتنص في مرحلتها الاولى بصفة خاصة على التزامات فلسطينية عديدة في المجال الأمني.
وأضاف لا نستطيع العمل معا بشكل مجتزأ أو تجريبي ولا بد ان يكون التحرك في إطار شامل ومتكامل.
وقال نبيل عمرو ان عباس طالب بشدة بإنهاء الحصار المفروض على الرئيس (الفلسطيني) ياسر عرفات واطلاق سراح المعتقلين لأهمية ذلك في خلق اجواء ملائمة تساعد على عودة المسار السياسي.
وطالب الجانب الفلسطيني كذلك بوقف الانشطة الاستيطانية والاعمال العسكرية وانهاء الحصار والاغلاق الذي يعاني منه المواطنون الفلسطينيون.
وأوضح ان شارون أبلغنا انه يتطلع إلى لقاءات أخرى بعدما أصبح على علم كامل بالموقف الفلسطيني والمطالب الفلسطينية.
واعتبر عمرو ان المحادثات كانت مفيدة ومعمقة ووافق الجانب الفلسطيني على مواصلة الاتصالات.