نحن أمة لا تقرأ.. فإذا عللنا جهلنا
وبحثنا في ضعفنا..
وتساءلنا عن تبعيتنا..
وخارت قوى الأساليب الكلامية بين ظهراني متحدثينا..
فلأننا أمة لا تقرأ..
يقول عبدالله القصيمي «العرب ظاهرة صوتية»!!
وقد صدق هنا..
نسمع نتفاعل.. ننفعل لكننا لا نقرأ..
جرى استطلاع عن القراءات العربية كانت نسبة مبيعات أشهر كاتب عربي وهو نجيب محفوظ.. لا تتعدى الخمس آلاف نسخة!!.
نحن نطلب أن يبلغ بنا الوعي مبلغ القراء لتصل بنا القراءة إلى سلالم المجد الأدبي حواراً وحديثاً وكتابة ووعياً..
نقرأ لنصل ونصل لنواصل.. مسيرة دؤوبة.. لا تنثني..
وعلى أبسط مثال في التعليم بكامل مراحله نغدق النصح ونمعن في التلقين وحين يتحدث شاب أو شابة عن نفسه حين يعبر عن حدث طارئ أو موضوع ماثل..
أبجديات الكلام تخونه وترابط الحديث لا يطاوعه..
فلا يمكن أن تخاطب أحدهم إلا وقد مللت حواره وسئمت لفظه وفيه تفوح روائح الخذلان وتضوع جمل جميلة بلا روابط متينة!!.
منذ بدء التعليم نحفظ نقرأ ونكتب موضوعات انشائية ونقرأ في اذاعاتنا المدرسية.. لكننا لا نهتم بصنعة لفظية ولا قوام كلامي يحمي النشء ويصون اللسان.
بالفعل يفتقر التعليم إلى تعليم التلاميذ أصول الحديث وفن الحوار يفتقر التعليم إلى ثقافة الحديث المنمق والحوار المنظم..
لا.. كتب النحو العامرة بالقواعد النحوية ولا مادة المطالعة العتيدة والبلاغة المصفوفة بمهارة.. ولا نصوص الأدب المرصوصة.. بقادرة على جيل قادر أن يناقشك بوعي وبمهارة.. كلامية العبارات منمقة وراقية.. الجيل الآن تعلمه ثقافة لهجة الشارع الدارجة لغة التعليم الرائدة.. فشل التعليم بالفعل في أن يخلق جيلا متحدثا بثقافة عالية.. لم تكن القراءة محط اهتمام لذا ضاعت القدرة على الأحاديث المنمقة..
الجيل لا يستطيع التعبير عن نفسه مطلقاً.. والتعليم غير قادر ان يخترق الفجوة ويعلن حلولاً وسطية أو تغيرات جذرية.. التعليم.. غير قادر على خلق جيل متحدث جيل قادر على صياغة الكلام إلى «صياغة» الحروف في شوارع المفردات السوقية واللهجة الدارجة التي اتقنتها الفتيات قبل الفتيان.. وسلامي على التعليم الملقن.. الذي نحفظه عن ظهر قلب حتى نهاية العام ويضيع ما كان.
|