ليس فريق القادسية من تلك النوعية من الفرق الطارئة التي يزجى لها عبارات التفخيم والتعظيم على ماقدمته هذا الموسم من مستوى راق ونتائج قياسية.. فهذا الفريق الكروي ذو تاريخ وعراقة تمتد الى البدايات الأولى للممارسة الكروية في بلادنا وكان ولايزال ركنا اساسيا من اركان البناء الرياضي في المملكة. لذلك ففريق القادسية عندما عاد هذا الموسم بهذه القوة والعنفوان واحتل موقعا مميزا في المنافسة الكروية السعودية فإنما هو يعود لموقعه الطبيعي واللائق به. وإن كان خلال الفترة الماضية قد تعرض لاهتزاز أو اضطراب فذلك امر طبيعي يحدث لأكبر واعرق الفرق عبر تاريخها الطويل. ولا يمكن ان ننسى تاريخ وامجاد القادسية الموغل منها في القدم أو الحديث ويكفي هذا الفريق انه ثاني فريق سعودي يحقق بطولة آسيا. فهل نستكثر عليه بعد ذلك ان ينافس على بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين؟ وهل يمكن قبول ما اقدم عليه البعض في الاعلام للأسف من وصف لفوزه الاخير على النصر بأنه مفاجأة؟ رغم ان هذا الفوز يعتبر الرابع على التوالي الذي يحققه القادسية وفي موسم واحد على النصر. ومن يقرأ التاريخ جيدا يكتشف ان هذا الفريق يمثل عقدة للنصر منذ ايام رايلي وسعود جاسم وفريد المعيدي ولعل أول مباراة في أول دوري ممتاز (1396هـ) تؤكد ذلك وهي التي شهدت فوزا قدساويا مثيراً كان بطله هداف الدوري ذلك الموسم (رايلي) الذي سجل هدف الفوز في شباك سالم مروان (شفاه الله) من ضربة الجزاء التي احتسبت ضد مبروك التركي (رحمه الله) ونال على اثرها الكارت الاحمر من حكم المباراة آنذاك الدولي عبدالرحمن الموزان. فهل يمكن بعد ذلك ان يسمى فوز القادسية على النصر مفاجأة؟!!.
واذا كنا اليوم نحتفي بالفريق القدساوي ونشيد به فليس ذلك من باب التشجيع والطبطبة على كتف فريق صغير ومغمور ظهر فجأة على السطح واستحق كلمات الثناء والاعجاب ليعود بعدها الى الظل من حيث أتى. ولكننا نحتفي بفريق كبير وعريق عاد لموقعه الطبيعي والذي هو اهل له لأن هذه العودة القوية تمثل دعما اضافيا للكرة السعودية افتقدته فترة من الزمن.
فمرحبا برجال القادسية ومرحبا بربان سفينتها الاداري القدير والمحنك الخبير والفاضل الجليل جاسم ياقوت واعضاء ادارته ومدربهم الكفء احمد العجلاني.
|