ليس ثمة شك في أن اللغة العربية لغة ثريّة وغنية بالمفردات الدالة والألفاظ المعبّرة بل هي بحر واسع ينهل منه أرباب الأدب وأقطاب الفكر .. فما الذي يجعل البعض يلجأ إلى مسميات أجنبية ومصطلحات غربية تمثّل تمرّداً واضحاً وعقوقاً لا يتفق مع إخلاصنا تجاه لغة القرآن الكريم ولغة فكرنا وصوت ثقافتنا أعني اللغة العربية التي حرّكت غيرة حافظ ابراهيم وجعلته يرفع عقيرته على لسانها قائلاً: رموني بعقم.
قف لحظة وانظر إلى لوحات الأسواق النسائية وأسماء المطاعم والبوفيهات ستجدها تعجّ بالعناوين الأجنبية الرنّانة!! فهل عجزت اللغة العربية عن الوفاء بمتطلبات العصر وتسمية مظاهر حضارية ومنتجات مجتمعه.. أبداً لكنه العقوق والتمرّد الذي يمارس نهاراً وجهاراً ضد أم اللغات وسيّدة المعاجم التي أهملها بعض منسوبيها واتجهوا الى المسميات الأجنبية اعتقاداً منهم ان ذلك من متطلبات الفكر ومن مظاهر الحضارة.. عفواً أيها القوم لغتنا مليئة بكنوز الفكر وبمفردات العلم .. لا بد من أن نتمثل لغتنا نطقاً والتزاماً وان نرفع ألفاظها ونفتخر بمصطلحاتها ونزهو بمفرداتها ونغرس حب هذه اللغة الفريدة في نفوس الجيل.
ترى ماذا يقول الجيل وهو يرى المصطلحات الأجنبية تعلّق على واجهات المعارض ومداخل المحلات .. لقد انتشرت التسميات الأجنبية انتشاراً تجارياً صارخاً عبر خروج غير مشروع وممارسة غير محمودة فأين دور وزارة التجارة عبر أجهزة الرقابة ولماذا لا تتم حماية اللغة العربية أسوة بحماية المستهلك .. فحماية اللغة له أهمية لا تقل عن حماية الطعام والملابس والأدوات.
إنها دعوة عبر جريدتنا المميزة «الجزيرة» للوقوف في وجه التسميات الأجنبية ومناصرة لغتنا الخالدة التي حملت تعاليم ديننا وارتوت من نبع قرآننا وعبّرت عن تراثنا الغالي .. أفلا نردّ الجميل ونمسك بزمام هذه اللغة النفيسة ونعضّ على مفرداتها بالنواجذ ونصافح مفرداتها .. فلا مبرر لتلك النزعة الظالمة التي تجعل تلك الفئة من التجار وأصحاب المحلات ينثرون المصطلحات الأجنبية في آفاقهم التجارية .. هل يعتقدون ان المصطلحات الأجنبية تجذب الزبائن وتضفي بريقاً على مداخل محلاتهم إنه خداع المبدأ وعقوق المنهج وكسر إطار لغتنا الخالدة.
فارس بن سويلم الرشيدي/بريدة
|