افتخر بوجود صرح عظيم في مدينة الرياض يقدم خدمات انسانية عظيمة لفئة لها مكانة عظيمة في قلوبنا.. لفئة لها مكانتها الخاصة في المجتمع.. انها الفئة المختارة التي اختارها الحكيم فقدر عليها ان تحتاج الى متطلبات خاصة لا يحتاجها غيرهم.. تلك الفئة الطاهرة التي قدر الله لها ان تحتاج لمساعدة الغير كما قدر للغير ان يحتاج مساعدتها.. هذه الفئة التي تحتاج لهذا الصرح بشدة.. لأنه الصرح الحنون الذي يحتويها، وهوالصرح المخلص الذي يوجهها لتتفاعل مع مجتمعها ويوجه المجتمع للتفاعل معها.
كيف يعمل هذا الصرح؟
رأيت في هذا الصرح أناساً مخلصين يقومون بخدمة هذه الفئة دون ملل او كلل، وسمعت ان بعضهم متطوعون.. رأيت التسهيلات والخدمات التي يحتويها هذا الصرح.. وأدركت مدى الدعم الذي تحتاج اليه هذه المنشأة الخيرية لتستمر في عطائها.
يُقدم هذا الصرح ما يستطيع تقديمه من خلال ما يقدم له من دعم مادي ومعنوي.. زاد الدعم: ظل الصرح .. زاد الوعي: استيقظ المجتمع وتطور الصرح.. قل الدعم: نام الصرح.. مات الدعم: ضل الصرح وضاع وناءت الفئة المختارة الكرماء الرحماء طالبة النجدة.
في جمعية الاطفال المعوقين اناس تنادي، وفي مجتمعنا أناس لا تسمع.. انا لا اقصد المحسنين العمالقة الذين تبنوا بناء هذا الصرح، بل اقصد الاغنياء الذين ينادونهم الاطفال ولا يسمعون.. ولا اقصد الكرماء المخلصين من الذين تعرفهم الجمعية ويعرفهم الجميع، بل اقصد بعض افراد المجتمع الذين يستطيعون ولا يساعدون.. كما اني لا اقصد الكرماء الذين لا يعرفون، بل اقصد البخلاء الذين يدركون ويبخلون.
لم تعد التبرعات وحدها كافية لدعم هذه الفئة المتزايدة، ومن الصعب وغير المنطق ان يعيش هذا الصرح العملاق على التبرعات فقط.. الموضوع يجب ان يتخطى ذلك الى تنظيم حملة وطنية لا تقل في حجمها عن الحملات الوطنية الكبيرة التي سبق ان نظَّمها وطننا الغالي لدعم فلسطين وافغانستان والعراق وغيرهم من اخواننا الذين احتاجوا لنا.. الموضوع يخص اخواننا ابناء وطننا الذين يحتاجون دعمنا.. الموضوع يتطلب تنسيق حملة ضخمة ينتج عنها مبالغ كافية لإنشاء مجموعة مبان وقفية يوقف ريعها لتشغيل وصيانة وتطوير هذا الصرح الخيري وغيره من الصروح الخيرية المحتاجة. وبذلك لن يعيش هذا الصرح في تذبذب.. زاد الدعم .. قل الدعم.. مات الدعم..، ولن يكون هناك أناس تنادي أناساً لا تسمعها.
|