لِمَ العداءُ الذي حَتْماً سيُشقينا
ويجعلُ الحِقْدَ يَنْمو في أراضينا؟
ويُشعلُ النَّارَ في أوطاننا فِتَناً
عَمْياءَ تَقْضِي على غَالي أمانينا
وفِيمَ نأتي من الأعمال أَشْنعها
نروّع الأهلَ فيها والمقيمينا؟
ماذا سَنجْني إذا اشتدَّتْ عداوتُنا
إلا شَماتة مَنْ كانوا المُعادينا؟
إلاَّ سعادةَ شارونَ وعُصبتِه
وكلِّ مَنْ خَلْفه دَعْماً وتَمْكينا
إلاَّ اكتئابات مَنْ كانوا لنا سَنَداً
وحزنَ أهلٍ وأُخوانٍ مُحبِّينا
إلاَّ انتكاسات آمالٍ لنا ازدهرْت
إلا الضياعَ الذي حتما سيُؤذِينا
ماذا سَنجْنيهِ من تدميرِ مُنْشأةٍ
ماذا سنكْسِبُ إن هُدَّتْ مبانينا
ماذا سنُدْرِكُ من ترويع أمَّتِنا
وقَتْلِ شيخٍ وأطفالٍ بريئينا
أو قتلِ ذي ذمةٍ ما كانَ مُقْترِفاً
ذَنْباً ولا عاثَ شرَّاً في مرابينا
أو قَتْلِ إِخْوتِنا أبناء جِلْدَتِنا
ِممَّن يعيشون حُرَّاساً مَيامينا
لا شيءَ غيرُ الأَسى المبْكي لأمتِنا
لا شيء غيرُ الأَذى المدْمي مآقينا
اللَّه يَكْره مَنْ آذَى خَلِيقتِه
وأَحمدٌ عن أذى الإنسانِ نَاهِينا
ونحنُ نمقتُ فعلَ الشرِّ نَرْفُضهُ
عقيدةً وسُلوكاً راسخاً فينا
الدِّينُ عَلَّمنا الأخلاقَ ساميةً
وأنْ نكونَ لحقِّ النِّاس رَاعينا
والظلم حرَّمه ربِّي وحَذَّرنا
من أن نكونَ لهُ أو عنهُ رَاضِينا
شبابَ يعربَ يا أبناءَ مِلَّتِنا
كُونوا على هدي هذا الدِّين ماشينا
ولا تواكبوا مَنْ ضَلَّوا ومَنْ ظلَمُوا
ومَنْ غَدوا عن طريق الحقّ نائينا
كُونوا مِثالاً جميلاً في دياركم
كُونوا إلى الخير والإصلاح هادينا
لا تَنْصُبوها رحى حرب تدمِّرُكم
ولا تُقِرِّوا خلافاتٍ ستُفْنِينا
تآلفوا واجعلوا الأوطانَ عامرةً
وزيِّنوها بحبِّ اللِّه تَزْيِينا
لا تَجْعلوا أَرْضَكم ميدانَ معركةٍ
تُفْنِي الأَحبَّة آباءً وأَهْلِينا
ثم انشروا العدلَ وارْعَوْا حقَّ ساكِنها
مُواطناً ومقيماً واحفظوا الدِّينا
فكلُّنا يبتغيها جدَّ زاهيةٍ
محفوظةً من إلهِ العَرْشِ حامينا
ما أقبح البغيَ ما أشقَى الأُلى ظَلَمُوا
وما أسرَّ الألى بالعَدْلِ ساعينا
لا بارك اللَّه فيمن هبَّ مُنتحِراً
مُنفِّذاً فعلَ مَنْ كانوا مَجَانينا
أتى الجريمةَ إصراراً وأشعَلها
ناراً تأجَّج في عالي مَغَانِينا
وقَام يَقتُل أرْوَاحاً سريرتُها
بيضاءُ ما عَرَفتْ أحقادَ باغِينا
هذا وربِّي ظُلْمٌ فاحشٌ خطِرٌ
فاستيقظوا يا بَنِي قَوْمِي مُحَامينا
وأعلِنوه وفاءً لا يُزَعْزعه
غَدْرُ العدوِّ ولا دَعْوى المضلِّينَا
ثم اعشقوه أماناً ليس يُفْسِدُه
دَسُّ البُغاةِ ولا مَكْرُ المُعَادِينا
ما أطيبَ العيشَ أمناً لا يُكدِّرهُ
غدرٌ ولا فِتنٌ بالشرِّ تَرْمِينا
وما ألذَّ حياةَ الشَّعب يَصْحبُها
حبٌّ وعَطْفٌ وتِحْنانٌ يواسينا
شتَّانَ بينَ أخٍ يَرْعَى مودَّتَنا
وآخر بفنونِ الغَدْرِ يُؤْذيِنا
هذا لطيفٌ كريمٌ في تعاملِه
وبالحنانِ كؤوسُ الودِّ يَسْقِينا
وذا عنيدٌ عنيفٌ في تصرُّفهِ
بكلِّ ما يَكْره الإنسانُ يَأْتِينا
عزاؤنا كُلُّنا والحزنُ يعصُرُنا
لأَهْلِ مَنْ قُتِلوا واستشهدوا فِينا
أمَّا الَّذِين قَضَوْا فاللَّهُ يَرْحمُهمْ
قُولُوا جَمِيعاً بني الإسلامِ: آمينا