* متابعة وتصوير- فهد الغريري:
تسببت مقاومة الحراس والامكانيات الامنية المتاحة ليلة التفجيرات في مجمع جداول السكني في تخفيف حدة الخسائر البشرية في المجمع وحول هذا الموضوع التقينا مدير الأمن والسلامة بالمجمع السيد محمد الأحمد الذي شرح لنا كيف تمت العملية بالتفصيل قائلاً:كان الحراس على البوابة الرئيسية وعددهم أربعة بالاضافة إلى سائق سوداني يشربون الشاي عندما توقفت سيارة أمام البوابة فقام اثنان من الحراس بهدف التعرف على الهويات وفحص السيارة فإذا باثنين من ركاب السيارة ينزلون ويبدأون بإطلاق النار من رشاشات كانت بأيديهم فقتل يحيى عسيري وأصيب آخر بينما فر الاثنان الآخران وقام بتعقبهم أحد المعتدين وفر العامل السوداني وقام بتعقبه الاخر وفي هذه الاثناء قام أحد المعتدين بفتح البوابة لتدخل السيارة المفخخة وتقف أمام البوابة الخرسانية للسكن وكنا نراقبهم من خلال شاشة المراقبة في الوقت الذي كان هناك ثلاثة أشخاص يتقلدون احزمة ناسفة قد اختبأوا في الظلام فلم نراهم وكانت خطتهم فيما يبدو أن تفجر السيارة البوابة الخرسانية فيما يدخلون هم سيراً على الاقدام ليقوموا بتفجير انفسهم في الداخل ولكن القدر كان لهم بالمرصاد ففي الوقت الذي تفجرت فيه السيارة محدثة حفرة كبيرة تحتها يبدوا أن الشظايا طالت الثلاثة فتفجرت بهم أحزمتهم لينالوا شر الجزاء.
السوداني متوكل والذي يعمل سائقاً في المجمع حدثت له قصة أغرب من الخيال ونستطيع أن نقول أنه رأى الموت بعينه وكتب الله له الحياة ويروي «متوكل» قصته بلسانه «للجزيرة» قائلاً.عندما نزل المهاجمون وبدأوا بإطلاق النار كان يحيى يتشهد بأعلى صوته بينما هربت باتجاه بوابة المجمع ولا حقني أحد منفذي العملية وهو يطلق النار من رشاشه باتجاهي قاصداً قتلي فلما رأى أن هناك سيارة واقفة حالت بيننا قام بإطلاق قنبلة يدوية فجرت السيارة وألقتني أرضاً من هول الانفجار فبدأت بالزحف على بطني وأنا أتشهد ولما رآني من بعيد رمي قنبلة أخرى على سيارة ثانية اعتقد أني اختبأت فيها فتفجرت السيارة فيما اختبأت خلف «الصبة» الخرسانية والتقطت كيساً أسود غطيت به نفسي حتى لا يلاحقني ويراني وفي هذه اللحظة انفجرت السيارة المفخخة التي ادخلوها اثناء مطاردتي فإذا بثلاثة اشخاص كانوا مختبئين في الظلام فلم أرهم وعندما حدث الانفجار تفاجأت بأصواتهم يتكلمون وبعدها بثواني حدث انفجار كبير فإذا بالثلاثة ترتمي جثثهم قريباً مني وقد تقطعت أشلاء وأصبت أنا ببعض الحروق والجراح.بعد سماع قصة «متوكل» الغريبة ونجاته من الموت كنا نستعد لتوديعه فإذا به يقول:« لحظة.. ابغى أقول حاجة ايش ذنب يحيى؟ يحيى صديقي كانت زوجته في المستشفى تستعد للوضع وكان ينتظر المولود.. لكنهم قتلوه! الله يرحمه.. الله يخلي ابنه ويحفظه» ثم أجهش بالبكاء.
|