بمناسبة مرور عامين على برنامج زراعة وجراحة الكبد
الأمير سلطان بن فهد يكرم العاملين بمستشفى الملك فيصل التخصصي

* الرياض - فارس القحطاني
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب مساء أمس الحفل التكريمي الذي اقامه مستشفى الملك فيصل التخصصي للعاملين بادارة زراعة وجراحة الكبد بمناسبة مرور عامين على بداية برنامج زراعة الكبد بقاعة الاحتفالات بالمستشفى في الرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله المستشار والمشرف على اعمال الادارة والمدير التنفيذي للمستشفى الدكتور انور جبرتي وعدد من المديرين التنفيذيين في المستشفى وقد اقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ..ثم القى رئيس قسم زراعة وجراحة الكبد بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتورمحمد السبيل كلمة وبين ان مستشفى الملك فيصل التخصصي حقق نتائج متميزة خلال السنتين الماضيتين في برنامج زراعة الكبد حيث تم بفضل الله اجراء زراعة 17 كبداً ونسبة نجاح قاربت مائة بالمائة كما ان معظم الحالات التي اجريت لها الزراعة في المستشفى لم تتجاوز مدة بقائها 10 ايام وهذا يعتبر زمناً قياسياً لهم.
واوضح ان هذه النجاحات ما هي الا نتاج الجهود التي يقوم بها العاملون في البرنامج لافتا النظر إلى ان المستشفى في صدد طرح فكرة انشاء مركز وطني مرجعي مختص بتشخيص ومعالجة امراض الكبد يتم من خلاله توحيد المعايير العلاجية وتأسيس قاعدة بيانات وطنية عن امراض الكبد في المملكة. بعد ذلك القى احد المرضى الذين اجريت لهم عملية زراعة الكبد في مستشفى التخصصي بالرياض كلمة شكر فيها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب على تفضله برعاية وتشريف حفل تكريم العاملين في برنامج زراعة الكبد وقال: اننا نحمد الله سبحانه وتعالى انه يتم الان اجراء العمليات داخل المملكة وبنتائج تفوق مثيلاتها في الخارج.
بعد ذلك القى رئيس المديرين التنفيذيين لتشغيل المستشفى الدكتور عبدالرحمن النعيم كلمة استعرض خلالها انجازات برنامج زراعة الاعضاء مبينا انه بدأ قبل اكثر من عشرين عاما لعلاج المرضى الذين يعانون من فشل في الاعضاء ويحتاجون لزراعة اعضاء مثل الكلى والكبد والقلب.
وافاد في هذا السياق ان البرنامج اتم حتى نهاية العام 1423ه- زراعة مايزيدعلى 2000 عضو موضحا ان البرنامج ركز خلال العاميين الماضيين على التطورالكمي والنوعي في مجال زراعة الاعضاء حيث زاد عدد عمليات زراعة نخاع العظام إلى 185 عملية سنويا مما جعل المركز يتبوأ المركز الخامس عالميا في هذا المجال كما حقق البرنامج قفزة نوعية في زراعة الكلى خلال العامين الماضيين حيث ارتفع عدد المرضى المستفيدين من 50 إلى 100 مريض سنويا أي بزيادة نسبتها 100 في المائة وذلك إلى جانب اتمام البرنامج زراعة القلب ل 43 مريضا منذ بدء خدماته.
وبين ان عدد الاعضاء التي تمت زراعتها خلال العام الجاري زاد إلى 260 عضو بمعدل زراعة كل 36 ساعة مقاربا بذلك اعلى المعدلات العالمية للزراعة في مركز واحد في حين يتوقع ان ينخفض هذا المعدل خلال السنوات الثلاث القادمة ليصل إلى عملية زراعة كل 24 ساعة وذلك حسب خطة موضوعة لذلك، وكشف الدكتور النعيم عن ان المستشفى يعمل حاليا بالتنسيق مع اكبر المراكزالعالمية للبدء في برنامج زراعة البنكرياس وزراعة الخلايا المنتجة للانسولين اللذين حدث فيهما تطور كبير خلال العامين الماضيين، وأضاف حاليا بصدد انشاء مركز متخصص لعلاج امراض وزراعة الكلى بالمستشفى، ثم القى المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث الدكتور انور الجبرتي كلمة أوضح فيها ان البرنامج يسعى لتوسيع حالات زراعة الكبد من الاحياء في ظل النقص الواضح في الاعضاء من المتوفين دماغيا مبينا ان متوسط حالات زراعة الكبد سنويا في المملكة تصل إلى 25 حالة في ثلاثة برامج تتبع ثلاثة مستشفيات كبرى بالمملكة.
وابان ان مشاركة سموه لمنسوبي القسم في الاحتفال بما حققوه من انجازات كبيرة في هذا المجال رغم قصر عمر البرنامج سيكون لها الاثر الطيب في نفوسهم وكافةزملائهم من منسوبي المستشفى.
عقب ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب كلمة أكد فيها إن مشاركة سموه في تكريم تلك العطاءات الخيرة للقائمين على برنامج زراعة الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض.. تجسد الشعور الذي يملأ قلب كل مواطن بالغبطة والاعتزاز بكل انجاز وطني مبارك.
منوها سموه بما حققه هذا البرنامج من معطيات كبيرة وانجازات مشرفة خلال فترة وجيزة لم تتجاوز العامين .. رغم ما تواجهه برامج زراعة الكبد في العالم من صعوبات وعوائق خارجة عن نطاقها المهني .. مرجعا سموه ذلك إلى الهمم الطموحة .. والنوايا الصادقة .. التي تبنت السير بهذا المشروع على طريق النجاح .. كما أرجع سمو الأمير سلطان بن فهد الانجازات التي حققها المستشفى عالميا إلى ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهما الله من دعم متواصل واهتمام بالغ بكافة القطاعات الصحية والطبية في المملكة .. انطلاقا من حرصها واهتمامها رعاها الله بتوفير الحياة الكريمة لكل إنسان على هذه الارض الطاهرة .. مواطنا ومقيما على حد سواء .. فسخرت من اجله كافة امكاناتها ووضعت امنه ورخاءه في مقدمة اولوياتها .. وخاصة في مجال الرعاية الصحية.
كما أشاد سموه بالمستوى الذي وصل إليه الطبيب والجراح السعودي وما حققه من سمعة مشرفة على المستوى العالمي .. بفضل من الله ثم بما يتمتع به من امكانات علمية ومهنية عالية جعلت منه ولله الحمد مصدر فخر واعتزاز لابناء هذا الوطن وركيزة اساسية للنهضة الطبية الكبيرة التي تشهدها المملكة بعد ان توفرت له كافة اسباب التميز المتمثلة في افضل الاساليب التعليمية والتدريبية وارقى الامكانات والتجهيزات الطبية المتقدمة.
اثر ذلك قام سمو الرئيس العام لرعاية الشباب بتسليم الدروع والهدايا التذكارية للمكرمين كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من الدكتور انور الجبرتي، وفي الختام حضر سموه حفل العشاء المعد بهذه المناسبة.