Sunday 18th may,2003 11189العدد الأحد 17 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت يرويها الدحيم لـ « الجزيرة » اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت يرويها الدحيم لـ « الجزيرة »
انهمر الرصاص من الفورد ثم وقع الانفجار بواسطة الجمس المفخخ
الحربي لفظ أنفاسه لحظة الهجوم .. وقنبلة يدوية أنقذت الدحيم وأصابت عينه

* الرياض - فهد المالكي:
لم يكن الرقيب بالحرس الوطني أنور زيد الدحيم يعلم بأنه سيواجه في ذلك اليوم لحظات عصيبة تجعله وجها لوجه أمام الموت فقد كان ليل الرياض هادئاً واتسمت حركة الناس بسماتها العادية وكان الدحيم يمارس عمله في حراسة مجمع اسكان شركة فينيل بشكل عادي حتى الساعة الحادية عشرة مساء برفقة زميليه ملهي زميل الحربي والجندي عبدالله العتيبي.
يقول الدحيم الذي زارته «الجزيرة» صباح أمس السبت في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون: كان الوقت هو مساء الاثنين الماضي حين دوى صوت الانفجار الكبير الذي صم الآذان وهز أركان الهدوء الذي بدأ يتسلل إلى أنحاء المنطقة.
تحرينا بسرعة عن مكان الانفجار وما هي إلا دقائق وعلمنا بأنه قد وقع في حي اشبيلية فقمنا على الفوز بإبلاغ الضابط المناوب طالبين منه الانضمام إلينا ومرت لحظات قليلة ونحن ننتظر حتى وقع ما لم يكن أبداً في حسبان أحدنا.
ويواصل الدحيم القصة المثيرة التي عاش أحداثها لحظة بلحظة قائلاً: في هذه الاثناء شاهدنا سيارة «فورد» ، وفجأة انهمر علينا وابل من الرصاص كان مصدره رشاشات كلاشنكوف من داخل السيارة لقد كان الأمر سريعاً ومباغتاً ولم يكن يخطر ببالنا أننا سنواجه هجوماً بهذه الكثافة على الرغم من أن الليلة كانت تبدو أكثر من عادية في كل تفاصيلها السابقة للحدث.
كان الرصاص غزيراً ولم تمر ثوانٍ حتى كان زميلي ملهي الحربي يودع الحياة بعد ان اخترقت جسمه العديد من الرصاصات المنهمرة.. كان الموقف مهيباً وعصيباً.. رأيت الرجل يدخل فجأ في سكرة الموت بعد أن كان منذ دقائق ملء السمع والبصر فسارعت بتلقينه الشهادة ولم أكد انتهي من مهمتي حتي همدت حركته وصعدت روحه إلى بارئها. على الصعيد نفسه كان زميلنا الآخر عبدالله العتيبي قد اصيب جراء العدوان واستطاع ان يسحب نفسه من مكان الخطر على الرغم من الاصابة أما أنا فلم أكن اشعر بشيء لكنني عندما نظرت إلى جسمي وجدت الدم يملأ أنحاءه إذ كنت مصاباً بالعديد من الطلقات النارية أعقبتها اصابة في عيني جراء قنبلة رميت علينا داخل السيارة.
يلتقط الدحيم أنفاسه ثم يواصل عقب ذلك خرجت من السيارة مترجلاً بعد أن رأيت الإرهابيين يخرجون من سيارة الفورد ويستقلون سيارة أخرى من نوع «جمس» وبعد محاولة سريعة لاجبار حراس البوابة من الامن المدني المكون من رجال غير مسلحين استطاعوا فتح البوابة والولوج إلى داخل السكن وهناك قاموا بتفجير الجمس واحداث دوي هائل ومخيف.
أما سيارة الفورد فقد بقيت في مدخل البوابة وفي ذلك الوقت كنت قد ترجلت ودخلت إلى البوابة التي كان في حراستها ثلاثة اشخاص أحدهم سعودي والآخران سوداني وأمريكي، وعند ذلك لاحظت ان الموجود في الداخل شخص واحد هو الأمريكي الذي عجل بمساعدتي في الدخول إلى المكتب ثم انسحب من المكان توخياً للسلامة وكان النزف الدموي من جميع انحاء جسمي قد ملأ الأرض التي أقف عليها وملأني شعور بأنني في الطريق لفقدان حياتي لغزارة النزف خصوصاً ان المكان قد خلا تماماً من أي منقذ أو مجيب.
وبغريزة البقاء حملت نفسي إلى سيارتي وبدأت في القيادة مستجمعاً ما تبقى من وعيي ولم أتوقف إلا عند طوارئ مستشفى الحرس الوطني.
عند هذه النقطة توقف الرقيب انور زيد الدحيم عن السرد ليلتقط الحديث شقيقه عبدالرحمن الدحيم الذي قال: تلقيت اتصالاً من طوارئ مستشفى الحرس الوطني بما حدث لشقيقي فسارعت بالحضور وبحثت عن شقيقي إلى أن وجدته وكانت لحظة اختلطت فيها مشاعر الألم بالفرح، فقد وجدته مصاباً بسبع طقات وكسر في اليد وتلف في العين اليسرى لكنه لم يفقد حياته والحمد لله على نجاته من هذا الحادث الأثيم والغريب على بلد الأمن والأمان.
تجدر الاشارة إلى أن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون استقبل المصاب السعودي أنور الدحيم ومصاباً اخر من الجنسية الاسبانية هو «جوت أخوا» لكن كانت اصابته خفيفة حيث خرج من المستشفى بعد اكتمال علاجه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved