Sunday 18th may,2003 11189العدد الأحد 17 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خادم الحرمين الشريفين افتتح أعمال السنة الثالثة لمجلس الشورى أمس خادم الحرمين الشريفين افتتح أعمال السنة الثالثة لمجلس الشورى أمس
المليك المفدى مخاطباً مجلس الشورى: شعبنا السعودي النبيل بثوابته الإسلامية وقيمه العربية يرفض الإرهاب بكافة صوره
لن نسمح لفئة من الإرهابيين المنحرفين أن يمسوا الوطن وسلامة أبنائه والمقيمين فيه

  * الرياض - واس:
رعى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أمس حفل افتتاح أعمال السنة الثالثة من أعمال مجلس الشورى في دورته الثالثة وذلك بمقر المجلس بالرياض.
وحضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وبدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم.
وقد وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - في افتتاح اعمال السنة الثالثة من الدورة الثالثة لمجلس الشورى الكلمة السامية الموسعة التالية :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
ايها الاخوة الاعزاء : اعضاء مجلس الشورى الموقر :
باسم الله افتتح هذه الدورة من اعمال مجلس الشورى متوجهاً الى المولى جلت قدرته بالحمد والشكر على نعمه التي لا نحصيها ومستمداً منه سبحانه العون والتوفيق . ان شعبنا السعودي النبيل من منطلق ايمانه بثوابته الاسلامية وقيمه العربية يرفض الارهاب بكافة صوره واشكاله ولن يسمح لفئة من الارهابيين المنحرفين ان يمسوا الوطن وسلامة ابنائه والمقيمين فيه ولن يسمح - ان شاء الله - بوجود فكر ضال يشجع الارهاب ويغذيه حتى عندما يحاول هذا الفكر الضال التظاهر بالتدين.. والدين الحنيف من الارهاب وفكر الارهاب براء وان هذه الامة قد توحدت على ضرورة القضاء على كل مظاهر آفة الارهاب وهي قادرة بحول الله وقدرته وتعاون مواطنيها على تحقيق ذلك.
واذا كنا ايها الاخوة نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة كانت وتحت أي ذريعة نحن حريصون كل الحرص ان تظل كل شؤوننا الداخلية عرضة للمراجعة الذاتية التي لا تستهدف سوى الاصلاح والاصلاح ضالة المؤمن لا ينبغي ان يثنيه عنه ما يردده المتصيدون في الماء العكر من ان محاولات الاصلاح هي استجابة لضغوط خارجية والحقيقة التي تعرفونها ويعرفها الشعب السعودي كله هي ان مسيرة الاصلاح لم تنقطع وسوف تستمر باذن الله.
وقد لمستم ايها الاخوة ولمس الشعب السعودي ما تم على صعيد الاصلاح في ميادين حياتنا السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية وسوف اكتفي بان استعرض معكم موجزاً لما تم الوصول اليه تاركاً التفاصيل التي لا يتسع لها المقام.
لقد كنتم ايها الاخوة اعضاء المجلس شركاء حقيقيين للحكومة في مجال التطوير السياسي والاداري واود ان اشير هنا الى ان عدداً من المبادرات المتعلقة باعادة الهيكلة الحكومية ولدت في مجلسكم ثم نوقشت ودرست باستفاضة وجاء التشكيل الوزاري الجديد مجسداً بعض هذه المبادرات ولازال البعض الآخر في طور الدراسة ولا يفوتني ان انوه باهمية الانظمة المتعلقة بالتقاضي والاجراءات الجنائية وهي انظمة درسها مجلسكم الموقر بعمق وصدرت بحمد الله وتوفيقه مستهدفة تسهيل اجراءات التقاضي وايصال العدالة الى المواطنين وحمايتهم من تجاوزات السلطة العامة وفي السياق نفسه صدرت الموافقة بقيام جمعية اهلية تعنى بحقوق الانسان هذه الحقوق التي كان الاسلام اول من نادى بها وسيتبعها - بحول الله - انشاء مؤسسة حكومية تعنى بالحقوق نفسها حتى تتضافر جهود الدولة والمواطنين لحماية الكرامة التي ارادها الخالق - عز وجل - للبشر اجمعين والعزة التي ارادها جل شأنه لعباده المؤمنين.
واحب ان اؤكد لكم اننا سنستمر في طريق الاصلاح السياسي والاداري وسنعمل على مراجعة الانظمة والتعليمات واحكام الرقابة على اداء الاجهزة الحكومية وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية وفتح افاق اوسع لعمل المرأة في اطار تعاليم الشريعة الغراء وغني عن الذكر ان مجلسكم الموقر سوف يقوم بدوره الكامل في تحقيق الاصلاحات المنشودة .
وفي المجال الاقتصادي قامت الدولة بمبادرات عديدة تستهدف تحرير الاقتصاد من العوائق الروتينية وتشجيع المستثمرين من الداخل والخارج وتخصيص المرافق الاقتصادية وتمليكها للمواطنين والعناية بقطاع السياحة ومراجعة الانظمة الضريبية ولا ادل على اهتمام الحكومة بالاقتصاد من انشاء المجلس الاقتصادي الاعلى وانشاء وزارة للاقتصاد والتخطيط.. ان الاصلاح الاقتصادي عملية مستمرة طيلة الوقت وهي عملية بالغة الاهمية يتوقف على نجاحها نجاح التنمية الاقتصادية وتحسن اوضاع المواطن المعيشية .
ولا يفوتني والحديث عن الاصلاح الاقتصادي ان اركز على مشكلتين رئيسيتين هما البطالة والفقر وانتم ايها الاخوة الاعزاء تعرفون تمام المعرفة جهود الدولة لتوطين العمالة ونشر السعودة كما تعرفون انه لابد للتغلب على مشكلة البطالة من جهود اضافية لتوفير المزيد من الفرص التعليمية والتدريبية لابنائنا ولبناتنا ومن مراجعة التخصصات الاكاديمية بحيث تلبي حاجة المجتمع الى الفنيين والمهنيين . وفيما يتعلق بمشكلة الفقر قامت الدولة بمبادرة رائدة سلطت الاضواء على المشكلة وهناك الان دراسات عميقة لظاهرة الفقر يقوم بها نخبة من الخبراء السعوديين نأمل ان تصل الى توصيات فعالة يلمس المواطنون - باذن الله - اثارها الايجابية في كل مكان الا ان مسيرة الاصلاح لا يمكن ان تثمر الا في جو من الوئام الاجتماعي القائم على الوحدة الوطنية وهنا لا بد من التنبيه الى ان الوحدة الوطنية تتعارض مع الطروحات المتطرفة وتتطلب اجواء صافية من الحوار الاخوي الهادئ واذا كان تبني الخطاب الوسطي المعتدل مسؤولية في عنق كل مواطن فهي مسئولية تقع في الاساس على عاتق علمائنا الافاضل الذي نعول - بعد الله - عليهم في نشر التسامح الذي تمتاز به شريعتنا السمحة وفي انقاذ شبابنا من شر الافكار المدمرة التي تبث الغلو والكراهية ولا تنتج سوى الخراب والدمار.
ايها الاخوة الاعزاء : لقد علمتنا التجارب في شرق الارض وغربها ان الاصلاح الحقيقي هو الاصلاح النابع من عقيدة الامة وتراثها.. الاصلاح الذي تقبل عليه الامة طائعة لا مسوقة.. الاصلاح الذي يتم بتدرج وسلاسة متجنباً السرعة المهلكة والبطء القاتل وسوف يكون هذا المنهج الاصلاحي - باذن الله - منهجاً نمضي فيه بثقة وايمان مرددين قوله عز وجل { إنً أٍرٌيدٍ إلاَّ الإصًلاحّ مّا اسًتّطّعًتٍ وّمّا تّوًفٌيقٌي إلاَّ بٌاللَّهٌ }. ولئلا يجهل احد جدية الدولة في المضي في الاصلاح على النهج التطويري الذي ارتضيناه وبالمصداقية التي تقوم على الفعل لا القول فإنني اقول لكل مواطن ومواطنة ان لكل منا دوراً وعلى كل منا مسؤولية لم يعد هناك وقت للتواكل ولوم الآخرين والتشكيك في صدق ونزاهة من يريد الاصلاح واقول لكل مسؤول في الحكومة.. ان المسئولية شرف وتقضي بواجبات ولا تمنح حقوقاً واقول لكل رجل اعمال ان الوطن ليس رأس مال وربح فقط وانما استثمار في امنه وامانه واقول لكل مواطنة اختاً كانت ام اماً ام ابنة ام زوجة ان هذا الوطن للجميع وان المواطنة الصالحة شريكة في صنع المستقبل كما هو المواطن الصالح واقول للمسئولين عن التعليم بجميع مراحله انهم هم الحاضنون لاجيال المستقبل وان المناهج الهادفة الخيرة هي التي تغرس الافكار والقناعات في الاذهان الغضة والنفوس البريئة لما فيه خير الامة وصلاحها كما وان الخلل في التعليم - لا سمح الله - سبب رئيسي لاي انحراف فكري او اخلاقي او عجز عن العمل والمشاركة واقول للإعلاميين والمثقفين ان الاعلام ليس ترويجا وان الثقافة ليست وجاهة وان الوحدة الوطنية والحضور على المستوى العالمي مرهون بإعلام مسئول وحركة ثقافية مبادرة ومتنوعة واقول لكل المواطنين ان من اوجب الواجبات مواجهة ضيق الافق والاقليمية والفرقة الاجتماعية وهي من الامور التي يتطلبها ديننا قبل ان تتطلبها وحدتنا الوطنية واقول لكم اعضاء مجلس الشورى ومثلكم اعضاء مجالس المناطق والمحافظات انكم مطالبون بتحسين ادواتكم واخذ مسئولياتكم في السياق الذي يجب ان تؤخذ فيه سياق المشاركة ومراقبة اداء الاجهزة الادارية واقول للجميع انه لم يعد بيننا مكاناً لمستفيد من موقع او مستغل لنفوذ. ايها الاخوة : لا شك انكم تألمتم كما تألمنا للاحداث الدامية التي شهدها العراق الشقيق هذه الاحداث التي لم ندخر وسعا للحيلولة دون وقوعها ولن ندخر وسعاً الآن لمعالجة آثارها وتداعياتها آملين ان يخرج العراق من محنته ويعود وطناً عربياً مستقلاً مزدهراً يعيش بسلام مع جيرانه ويتمتع أبناؤه فيه بالسلام والرفاه.
ولا يفوتني في هذا الصدد ان اسجل للشعب السعودي الكريم وقفته الاصيلة المسئولة فقد تابع التطورات بوعي وحكمة وكان حريصاً على وحدة هذا الوطن الغالي بعيداً عن اسباب الفرقة ودواعيها وهو يقف الآن في صف اشقائه العراقيين ماداً يد العون والدعم مستعداً لتحمل نصيبه الكامل من الجهد والتضحية لاعادة اعمار العراق.
ايها الاخوة الاعزاء : ان التزام المملكة بالقضية المحورية العربية وهي القضية الفلسطينية وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يزال يشكل قاعدة اساسية للسياسة الخارجية للمملكة. وفي هذا الاطار فقد دعمت المملكة كافة المبادرات الرامية الى احياء عملية السلام بما في ذلك « خارطة الطريق» ونجحت مع شقيقاتها الدول العربية في ان تكون المبادرة العربية التي تم اعتمادها في قمة بيروت العربية مرجعية لخارطة الطريق والتي نرى ضرورة ان يصدر بشأنها قرار من مجلس الامن لكي تكتسب المصداقية اللازمة على انه لا بد من التنويه في هذا الصدد الى ضرورة وقف الاعتداءات المستمرة التي تقوم بها اسرائيل والممارسات العدوانية التي ترتكبها في الاراضى العربية المحتلة وحماية الفلسطينيين من هذه الاعتداءات ليتمكنوا من القيام بالمسئوليات الملقاة على عاتقهم واما اذا استمرت اسرائيل في عدوانها وفي فرض الحصار الاقتصادي على الفلسطينيين وعدم اعلانها موافقتها على خارطة الطريق فمن الواجب على المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية بذل كل ما يمكن لثني اسرائيل عن تماديها في اتخاذ هذه المواقف المتصلبة.
أيها الاخوة الاعزاء : اننا نواجه عالماً يقف على مفترق طرق حيث انقلبت مفاهيم وقامت مفاهيم وسقطت تحالفات ونشأت تحالفات وتراجعت مبادئ النظام الدولي وحلت صيغ جديدة لم تظهر تداعياتها حتى الآن كما ان ثورة المعلومات قد اثرت على كل مرتكزات العالم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ودول العالم جميعها شمالها وجنوبها تتعامل مع كل هذه التغيرات تحاول فهمها وربطها بواقعها الثقافي والاجتماعي والسياسي وتسعى لتطويعها لإرثها التاريخي ولمنظومة قيمها ونحن ايها الاخوة جزء من هذا العالم لا نستطيع الانفصام عنه ولا يمكن لنا ان نسكن والعالم يتغير وليس لنا ان نرضى بمقاعد المتفرجين والكل يتسابق في تشكيل قسمات العالم الجديد وخاصة ان هذا البلد يقع في قلب الامة الاسلامية وهو مهد العروبة فعلينا جميعاً ان نكون اهلاً لهذا التحدي ولا يمكن ان نكون كذلك الا اذا حافظنا على عقيدتنا السمحة وضمنا وحدتنا الوطنية ووحدنا رسالتنا في الداخل والخارج وتعاضدنا في حمل المسئوليات واداء الواجبات.
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (لأنفال:26) صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والقى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الكلمة التالية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد : خادم الحرمين الشريفين: اصحاب السمو الملكي الامراء اصحاب المعالي والسعادة ايها الحفل الكريم يشعر مجلس الشورى بالاعتزاز وهو يعبر في هذه الايام ثمانين عاما منذ ان غرس المؤسس الراحل رحمه الله بذرته الاولى سنة 1343ه عندما اصدر امره بتشكيل مجلس اهلى اصبح بعد عامين اول مجلس للشورى في هذه البلاد.
وفي الوقت ذاته يشعر المجلس بالفخر وهو يكمل عامه العاشر منذ ان اعيد تكوينه في عهدكم اعزكم الله. واجد هاتين المناسبتين فرصة لاستعراض مجمل الانجازات التي حققها مجلس الشورى الجديد خلال عقده الاول وهي انجازات ما كانت لتتم لولا فضل الله وتوفيقه لكم رعاكم الله حيث اردتم لهذا المجلس ان يمارس وظائفه وصلاحياته في تنظيم مطور واسلوب معاصر. غير ان ما حدث في مدينة الرياض منذ ايام من تفجير لمجمعات سكنية يقطنها جنسيات متعددة سعوديون وغير سعوديين حدث لا يمكن تجاوزه او اغفاله فهو عمل اجرامي ارهابي آثم ازهق نفوسا معصومة واتلف اموالا محترمة. ان المجلس احساسا منه بمسؤوليته واقتناعا منه بأن هذه عمليات ارهابية اجرامية آثمة تستهدف النيل من امن الوطن وسلامته وتسعى الى غايات تدميرية لوحدة الامة ومقدراتها ومكتسباتها. ان المجلس يقف بصورة حازمة في استنكار هذه الفعلة الشنيعة ويدين فاعليها فذلك كله افساد في الارض وقتل للانفس التي حرم الله واتلاف للاموال والممتلكات.
وان المجلس وهو يستنكر ذلك يقف مع الدولة في كل ما تتخذه من خطوات لمتابعة المجرمين ومن اعانهم او وقف وراءهم وملاحقتهم ومعاقبتهم ويؤيد جهود الدولة كلها لحماية امن كل من يعيش على ارض الدولة حفظ الله بلادنا من كل مكروه .
خادم الحرمين الشريفين: توافر للمجلس نظام مدروس بعناية واعضاء تم اختيارهم من مختلف الفئات والتخصصات والخبرات اضافة الى مبنى متكامل التجهيزات وهي عناصر اساسية في البناء والعمل فظهر المجلس بتوفيق الله على مستوى الثقة به محققا لآمال قيادة الوطن وتطلعات المواطنين. ان اعضاء المجلس يكونون مجموعة متجانسة اجتمع فيها العقل والتجربة والعلم والخبرات المتراكمة تلتقي تحت قبة هذا المجلس تجمعها غاية واحدة هي خدمة الدين والوطن لا تشتتها منافسات وظيفية ولا تشغلها مصالح شخصية في مناخ من الممارسة الفكرية الموضوعية الهادئة طرحها متزن ونقاشها حي ومعارضتها مؤدبة .
خادم الحرمين الشريفين: لقد اتسعت اروقة المجلس لاستيعاب الرأي الآخر وافساح الصدر لقبول النتيجة التي تراها الاغلبية.
ان عضو المجلس ينطلق في نقاشه وطرح آرائه من دينه وامانته وقدراته واجتهاده وموضوعيته وخبرته. ومن المؤكد انه يستشعر مسؤوليته حين يعطى الرأي المستقل المتجرد والمشورة المخلصة متجردا من اي تبعية ادارية او انتماء وظيفي او رقابة سوى مخافة الله وضميره الحي مع استذكار للقسم الذي اداه.
لقد واكب المجلس المستجدات وانطلق بفاعلية يمارس واجباته التنظيمية والرقابية ويتفاعل بكفاءة وحركة مع الاحداث ويعمل على تجديد اجراءاته وادواته واساليبه وينمي علاقاته مع محيطه.
ايها الحفل الكريم :
لقد ادرك المجلس اهمية توطيد صلاته البرلمانية مع الهيئات والاتحادات والمجالس النيابية في انحاء العالم ذلك ان العمل البرلماني يكون احدى الدعائم الاساسية لرسم السياسات الدولية، كما ادرك ان الاتحادات البرلمانية تكتسب اهمية متزايدة وتتدخل بشكل مؤثر في العلاقات الدولية والدبلوماسية ولهذا بادر المجلس بناء على الموافقة السامية الكريمة بالسعي للانضمام لتلك الاتحادات البرلمانية وقد تم بفضل الله قبول طلبه حيث حصل على العضوية الكاملة فيها وكان أبرز ذلك وآخره انضمامه الى الاتحاد البرلماني الدولي بعد سلسلة من الجهود بذلها فريق من المجلس لذلك الغرض .
ويأتي هذا الانضمام ليرسخ تجربة المملكة في مجال الشورى على الصعيد الدولي ويعزز صوتها تجاه قضايا العالم وهو في الوقت نفسه اعتراف دولي واجماع عالمي على مكانة مجلس الشورى ودوره في المهمتين التنظيمية والرقابية كما يأتي مبرزا نهج المملكة في الشورى التي هي جزء من نظام الحكم في الاسلام الذي تسير عليه الدولة في شؤونها كافة ومؤكدا على ثقل دولتنا الدولي في السياسة والاقتصاد .
واننا لمدركون في الوقت ذاته ان هذه الموافقة الدولية على انضمام المجلس دافع اخر للمجلس نحو تطوير آليات عمله وتعزيز صلاحياته بما يتماشى ومتطلبات المرحلة ويتوافق معها وبما يرسخ ثوابتنا وقيمنا الاسلامية.
ولا يفوتني في هذا المقام ان انوه بالدعم والمساندة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية اللذين كان لهما الاثر الكبير في تحقيق هذا الهدف فله منا خالص الشكر ووافر التقدير وجميل الثناء .
ومن جانب اخر فقد طور المجلس قنوات اتصاله مع المجتمع وفتح ابوابه لاستقبال المواطنين ورجال الصحافة والاعلام لحضور جلساته ومتابعة مداولاته وهو مع ذلك في سبيل مزيد من الانفتاح المدروس المنظم تحقيقا لرغبة المقام الكريم لانه الوسيلة القريبة لتعريف المواطن باعمال المجلس ولضمان المزيد من تفاعل المجتمع معه . ولقد سعد المجلس خلال العام المنصرم بحضور عدد من كبار المسؤولين والتحاور معهم وكان في طليعتهم سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني حفظهما الله وكانت تلك اللقاءات مثمرة وبناءة ودرجة الشفافية والصراحة فيها عالية . وهكذا فان المجلس يغتبط وهو يستمد كثيرا من حيويته وفاعليته من دعم سام غير محدود وثقة متجددة وتعاون مع الحكومة وتفهم لمتطلبات المواطن وتطلعاته هدف الجميع خدمة الدين والوطن ومصلحة الامة جمعاء وتأمين الحياة الكريمة لمن يعيش على هذه البلاد الطيبة .
خادم الحرمين الشريفين : ان قيادتكم الكريمة تتفاعل مع كل ما يصدر عن المجلس كما تتفهم رغبتنا في تطويره وتطلعنا لزيادة صلاحياته التنظيمية والرقابية وانها تترجم الثقة به بخطوات موزونة بل نعلم ان المقام الكريم ومنذ ان صدرت الانظمة الرئيسية الاربعة مهتم بتحقيق العديد من نواحى التطوير الشاملة والاصلاح الاجتماعي والاداري واعادة الهيكلة لاجهزة الدولة باساليب نابعة من بيئتنا ومنسجمة مع قيمنا ومحافظة على عقيدتنا وثوابتنا ويأتي التشكيل الوزاري خطوة في هذا السبيل .
لقد ظلت تطلعات المواطن احدى مدركات المجلس في عمله تترسمها لجانه وتستشهد بها مداولاته وتسترشد بها قراراته وكان من آخر ما تبناه المجلس من تجديد احداث لجان متخصصة للبحث العلمي ولشؤون البيئة ولحقوق الانسان ولشؤون الاسرة .
ان مجلس الشورى أيها الاخوة يثمن حكمة الدولة في التعامل مع الاحداث ببصيرة مستنيرة وتجنيب البلاد مخاطر الفتن والانقسامات كما يتابع بالاهتمام والتقدير الحرص على السير بسفينة البلاد نحو مرافئ الامان بعيدا عن مزالق التهور والاندفاع في عالم محموم بالصراعات مع استمرار دفع عجلة التنمية والرخاء والخدمات ومعالجة معوقاتها والعمل بايجابية على وفاء المملكة بالتزاماتها الداخلية والخارجية وهي لا تالو جهدا في دفع الاضرار ورفع الظلم والعدوان والسعي دوما لرأب الصدع واصلاح ذات البين ونصرة الاشقاء واغاثة المحتاجين .
كما يعبر المجلس عن بالغ اعتزازه باللحمة الوطنية والشعور الجياش الذي ساد ارجاء بلدنا للحفاظ على وحدته وتلاحمه امام الازمات التي مرت بالمنطقة ورفضه للارجاف والحملات والتسريبات العدائية التي تستهدف لحمته وتمس تماسكه وتتناول منجزاته وما هذا الا انعكاس للرباط الوثيق بين الشعب وولاة امره ونتاج اواصر التعاون والجهد المشترك لبناء هذا الوطن وتكريس اندماجه.
لا اريد حفظكم الله ان افصل في تعداد ما انجزه المجلس خلال عامه المنصرم مما هو معروف لدى مقامكم الكريم ولدى المواطن العزيز لكنني اوجزه بالقول بان جهود اعضائه ومنسوبيه كافة قد تضافرت في انجاز ما اوكل اليه واستثمار الوقت في التفاعل مع هموم الوطن والامة في هذه الظروف الدقيقة التي نمر بها.
كما لم ينس المجلس كما اسلفت في ذروة ما تمر به المنطقة من احداث جسام وفي غمرة انشغاله بانجاز اعماله ان يواكب التطوير النوعى لادائه ولاجراءاته ولادارة اجهزته ولكفاءة منسوبيه .اما على الصعيد الكمي فقد نظر المجلس خلال العام الشورى المنقضي في « 80 » موضوعا رئيسيا عقد من اجلها نحو 85 اجتماعا عاديا او استثنائيا بواقع اجتماعين في الاسبوع الواحد اما اجتماعات الهيئة العامة للمجلس ولجانه الرئيسية والخاصة فقد بلغت 450 اجتماعا.
وكان من ابرز الموضوعات التي اكمل المجلس دراستها خلال العام الماضي على سبيل المثال التقويم الشامل للتعليم وانظمة السوق المالية وضريبة الدخل على الشركات والمهن الصحية والرهن التجارى والثروة الحيوانية وحقوق المؤلف والتأمين الصحي والاستثمار التعديني وذلك فضلا عن العديد من القضايا والانظمة واللوائح والاتفاقيات والمعاهدات الدولية .
خادم الحرمين الشريفين : والمجلس يدخل عامه الثالث في دورته الثالثة اتوجه الى مقامكم الكريم والى صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بوافر الشكر والامتنان على ما يلقاه المجلس من دعم واسناد .
كما اتقدم بالشكر لاخي معالي النائب الاستاذ بكري بن صالح شطا وللاخوة الزملاء جميع اعضاء المجلس ولمعالي الامين العام الاخ الدكتور حمود البدر ولكل منسوبي المجلس خالص التقدير على جهودهم .
وفي الختام أسال الله العلى القدير ان يحفظ بلادنا العزيزة من كل مكروه وان يديم عليها نعمة الامن والرخاء والاستقرار .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم صافح خادم الحرمين الشريفين اعضاء المجلس.
كما حضر الحفل صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الامير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الامير عبدالاله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير سعود بن فهد بن عبدالعزيز نائب رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية وصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الامير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد ال سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء واصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved