حلقات كتبها ورصدها: إبراهيم بكري
في حلقة اليوم التي نختتم بها حلقات الجزء الثاني نتناول المستقبل الاستثماري والاقتصادي لمنطقة جازان التي تشهد حركة استثمارية في تنامٍ مستمر.
الأمير وجازان
لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان نظرته المستقبلية المتفائلة للجانب الاستثماري والاقتصادي للمنطقة. ويحرص سموه الكريم على تذليل كافة العقبات التي قد تعترض تنامي الجانب الاستثماري للمنطقة .. سموه الكريم تحدث «للجزيرة» عن عدة نقاط في هذا الجانب وقال سموه في حديثه:
«الشكر لله تعالى ثم لولاة الأمر حيث شرفت أن أكون أميراً لهذه المنطقة الغالية من بلادنا الحبيبة وأتمنى من الله تعالى أن يوفقنا جميعاً في أن تصبح جازان بحق الواجهة الفاتنة بجمالها وتخطيطها ومرافقها الحديثة في الجزء الجنوبي الغربي من وطننا الحبيب وهو أمر يحتاج إلى الكثير من الجهد والتخطيط ونحمد الله أن هناك بوادر مشجعة لتحقيق مثل هذه الآمال ومنها رغبة الكثير من رجالات الأعمال والقطاع الخاص في إقامة مشاريع استثمارية في مختلف أنحاء المنطقة التي تمتلك بحق مقومات فريدة في إنجاح أي خطط للتنمية السياحية والاقتصادية إضافة إلى مؤشرات المشاريع الحكومية المتعددة التي اعتمدت في العام المالي الحالي وما هو متوقع بحول الله في العام المالي القادم وكل ذلك يجعلنا نستبشر مستقبلاً مشرقاً لمنطقة جازان في شتى المجالات».
ولفت سموه الكريم إلى الدعم اللامحدود الذي تحظى به منطقة جازان من لدن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وذلك لتحقيق النهضة الشاملة بمنطقة جازان في شتى المجالات.
جازان الأجمل
جازان ثغر الجنوب الباسم، عروس البحر الأحمر، سلة خبز المملكة، لم تعد هذه الصفات وحدها المميزة للمنطقة، فقد أضيف لها أنها أصبحت منطقة جذب سياحي للعديد من أبناء المناطق الأخرى الذين يفدون إليها بالآلاف في الأيام الصيفية حيث تكتسي المنطقة حلة خضراء وخاصة في فصل الربيع تتخلله أمطار معتدلة تنعش الأرض وتزدهر الطبيعة بأجمل الألوان.
جازان كانت على موعد مع التألق والانتشار والتميز والنماء تختال في دلال وترفع في السماء أيادي الحمد والثناء فرحة جزلة رحبت في حبور بفارس أحلامها سليل الكرم والمجد حفيد الموحد الباني لهذا الكيان العظيم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وفي مثل هذه الأيام كانت جازان على موعد مع الفارس الشهم.
ففي يوم الاثنين الموافق 8/1/1422هـ صدر الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة جازان واستبشر أهالي المنطقة جميعهم بمقدم الأمير فقد هبطت الطائرة التي تقل سموه على أرض مطار جازان الإقليمي يوم الاثنين الموافق 22/1/1422هـ لمباشرة مهام عمله وسط ترحيب حار وبمباركة إخوانه وأبنائه وأهله في منطقة جازان داعين لسموه الكريم بالتوفيق في أداء مهامه لخدمة هذه المنطقة وأهلها.. وقد سعد أبناء منطقة جازان قاطبة بالمكرمة الملكية الكريمة وتعيين سموه الكريم أميراً لهذه المنطقة.. وبعد مرور عامين كاملين على صدور الأمر السامي الكريم القاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة جازان وبعد عامين على بذل الجهد والعطاء تفقد جميع المحافظات والمراكز والقرى والهجر بالمنطقة. ووقف عن كثب وتلمس احتياجات المواطنين هناك. ومن خلال حدود الوطن نستطلع جهود سموه الكريم خلال عامين مضيا وها هي انطباعات أبناء منطقة جازان عن تلك الجهود وماذا تحقق وسيتحقق بمشيئة الله في المستقبل القريب.
رجال الأعمال أكدوا دخول جازان مرحلة جديدة من النماء وأعرب عدد كبير من رجال الأعمال بمنطقة جازان عن تفاؤلهم بمستقبل منطقة جازان وقالوا إن هذه الاهتمامات التي يلمسها كل مواطن بمنطقة جازان تجسد عزم وإصرار حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً على النهوض بالمنطقة وتنميتها اقتصادياً وزراعياً وسياحياً وهذا ما ترجمه فعليا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان.
الاستثمار الزراعي
وتحدث في البداية بإسهاب المهندس فهد قلم رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجازان فقال: أرض الفل والكادي تنتظر الاستثمار العاجل.
جازان آبار لا تجف وأودية تروي ينابيع التنمية وقال قلم: تكتسب جازان أهمية كبيرة من الناحية الزراعية والاقتصادية وتشير كل دلائل واقعها الزراعي والاقتصادي أنها مازالت بكراً تحتاج إلى الكثير من المشاريع الزراعية التي تفجر كنوزها وتستفيد من تنوع محاصيلها وتميز موقعها في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة وكذلك توفر أراضيها الخصبة الطيبة التي تقع بجوار الأودية أو في مسارها وهي في معظمها تروى عن طريق السيول والأمطار.
وتشير بعض الإحصائيات بأنه تبلغ الأرض الزراعية بالمنطقة من عام 1420هـ 1816923 دونماً يعني أنه يبلغ إجمالي مساحات الأرض الصالحة الزراعية بالمنطقة 2088068 دونماً أو ما يعادل 2088كم2.
وأضاف المهندس قلم قائلاً: منطقة جازان غنية بالمياه الجوفية وعلى أعماق قريبة جداً فبالنسبة للآبار الأنبوبية تتراوح من 40 - 60 م أما الآبار الاعتيادية التي يتم حفرها قرب المناطق الجبلية في مجاري الأودية فتتراوح أعماقها من 20 - 30 م وفي الشريط الساحلي تكون المياه مرتفعة الملوحة لا تصلح للزراعة المروية ولذلك يتم زراعة هذه الأرض لمحاصيل الحبوب كالذرة والدخن على مياه الأمطار ومياه السيول.
واستطرد المهندس قلم قائلاً: تشتهر المنطقة بكثرة الأودية الكبيرة وأهمها وادي بيش ووادي جازان ووادي ضمد ووادي صبيا ووادي خلب ووادي عثر وتتم الاستفادة البسيطة من مياه السيول وباقي المياه تذهب هدراً إلى البحر الأحمر.
ولفت المهندس قلم لأهمية المياه وضرورة الاستفادة منها. قامت وزارة الزراعة والمياه بإنشاء سد وادي جازان الذي يروي مساحات كبيرة عبر قنوات ري حديثة وقامت بدراسة بعض السدود وانتهت من دراسة سد وادي بيش الذي يعتبر من أكبر الأودية لإقامة سد عليه وسيتم تنفيذه قريباً بمشيئة الله كما انتهت الدراسة من مشروع تطوير وادي ضمد والذي يضم مجموعة من السدود كما تمت دراسة بعض السدود الأخرى والتي سيتم تنفيذها قريباً إن شاء الله أما عن الثروة الحيوانية فالمنطقة غنية بالثروة الحيوانية وخصوصاً الأنواع المحلية من الضأن والماعز والأبقار والإبل وتمتاز باللحم الجيد كذلك يوجد أربعة مشاريع للدجاج اللاحم بالمنطقة.
الثروة الحيوانية
وأشار المهندس قلم بأن الثروة الحيوانية بمنطقة جازان أكثر من 5 ،2 مليون رأس من الأغنام والأبقار والإبل أما عن النحل فالمنطقة تشتهر بإنتاج العسل ومن أنواعه عسل السدر والمراعي وغيرهما كثير وتنتشر المناحل في عموم المنطقة ويبلغ عدد النحالين حوالي 995 وعدد الخلايا 000 ،70 خلية تقريباً مؤكداً في ختام حديثه بأن منطقة جازان مقبلة على تطوير وازدهار خاصة في المجالات الاقتصادية والسياحية والزراعية وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة بمشيئة الله تعالى بمتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان الذي يبذل قصارى جهده ليلاً ونهاراً في سبيل تحقيق تطلعات ولاة الأمر واهتمامهم بالمنطقة.
واضاف المهندس فهد قلم قائلاً: تخطت جازان حاجز المليار ريال في الاستثمار السياحي ويوجد توقعات بالضعف في السنوات المقبلة.
لا تقتصر الإمكانات في جازان على الزراعة فقط، بل تشمل السياحة وبالنظر إلى المقومات التي تتميز بها منطقة جازان في هذا المجال ما يجعلها مركز جذب سياحي في جميع فصول السنة لاعتدال أجواء مناطقها الجبلية صيفاً وسواحلها في فترة الشتاء والربيع وتمتد في شرق جازان جبال شاهقة تكسوها الأشجار المتنوعة والنادرة تتنوع في جبال فيفا والريث وقيس والعبادل ومنجد وطلال وبني مالك وبلغازي وهروب والربوعة والحشر فيما تتوفر في سهولها أراض زراعية تتخللها الأودية التي تجري طوال أيام السنة وتحتضن غابات ومراعي كثيفة منها وادي بيش ووادي جازان ووادي صبيا ووادي عتود ووادي قصي ويزيد من جمال المنطقة شواطئها الرملية الذهبية الممتدة من الشقيق شمالاً حتى الموسم جنوباً اضافة إلى احتواء المنطقة على الكثير من الجزر من أشهرها جزيرة فرسان التي تبلغ مساحتها حوالي 1 ،38 هكتاراً وطول شواطئها 216 كيلو متراً وتتبع لها عدة قرى وتوجد فيها مواقع آثار منذ أمد طويل. وتعد السياحة أكبر مصدر للدخل على المستوى العالمي بنسبة 5 ،10% من الناتج المحلي وتوفر فرص عمل بنسبة تبلغ 9 ،7% من التوظيف الكلي كما توفر فرصا استثمارية محلية وأجنبية بمعدل 2 ،9% من الاستثمار الكلي باعتبار السياحة من الصادرات الوطنية الأساسية وبنسبة تبلغ 7 ،12% من التصدير الكلي كما تعد السياحة ضمن منظومة القطاعات الأكثر استثمارا وتوفيراً للنقد الأجنبي لدعم الإيرادات الحكومية خلاف اهتمامها بالتراث والاثار والبيئة محققة بذلك أهدافها الثقافية والبيئية.
مقومات التنمية
وأضاف الأستاذ عبدالرحمن عقيلي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان وقال: إن ندوة أبعاد ومقومات التنمية الاقتصادية التي عقدت في شهر ذي القعدة 1422هـ ورعاها سمو أمير المنطقة وحضرها رجال الأعمال من داخل وخارج المملكة جاءت في وقتها وستحقق الأهداف التي أقيمت من أجلها مشيراً إلى أن منطقة جازان تتوفر بها كل مقومات الاستثمار الاقتصادي الجيد.. وأضاف العقيلي قائلاً: إن الواقع يشير إلى نجاح الاستثمار بمختلف أنواعه ومجالاته في جازان.. مشيراً إلى أن منطقة جازان تتوفر بها العديد من المزايا الاستثمارية التي تحقق طموحات وتطلعات رجال الأعمال.
وأثنى العقيلي على الجهود التي يبذلها سمو أمير المنطقة ومتابعته الحقيقية لكل عمل يؤدي إلى النهوض بالمنطقة وتقدمها وفقا لتوجيهات حكومتنا الرشيدة.
ولفت العقيلي الى حرص شركات بارزة من فرنسا واسبانيا والكويت تتهيأ للاستثمار في منطقة جازان منوهاً بقدر حجم الاستثمار المتوقع تنفيذه في منطقة جازان وسهول تهامة من قبل مستثمرين سعوديين وأجانب خلال المهلة الأولى من عمليات استغلال المقومات الاقتصادية في منطقة جازان بما يتراوح بين 7- 8 مليارات ريال تتوزع في قطاعات الاستزراع السمكي والتصنيع الغذائي وزراعة الفواكه الاستوائية والخضار اضافة لوجود مشروعات تنموية في المنطقة لتشييد 14 سداً وشبكات ري وخزانات تقدر تكلفتها الإجمالية بما يربو على 3 مليارات ريال.. وتبرز من بين قائمة الشركات المتوقع استثمارها في منطقة جازان شركة بونديلي الفرنسية المتخصصة في تصنيع الخضروات وشركة تبيسا الاسبانية وشركة التفريغ البحري الفرنسية المتخصصة في انتاج البيض واليرقات المستخدمة في المزارع السمكية وشركة أكوا بيوتيك المالطية المتخصصة في الاستزراع السمكي إلى جانب الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي «عربية» وشركة المنتجات الزراعية الغذائية الكويتية وشركة بيت الإنماء للمقاولات الزراعية والكثير من الشركات والهيئات العالمية.
ونوه الاستاذ عبدالرحمن عقيلي بانعقاد ندوة أبعاد مقومات التنمية الاقتصادية التي عقدت في شهر ذي القعدة الماضي في جازان بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجازان أصبحت الرؤية واضحة لقيام بيئة استثمارية مثالية توفر للمستثمر كل مقومات الاستثمار المريح بالنظر إلى ما حبا الله هذه المنطقة من مقومات طبيعية تمثل بيئة استثمارية مثالية وهذا ما أشار إليه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أثناء رعايته - حفظه الله- منتدى الاستثمار الزراعي لمنطقة جازان وسهول تهامة في الرياض. ونوه العقيلي قائلاً بأن 6 ملايين ريال هي الإيرادات المتوقعة من صناعة القوارب في جازان ويقدر حجم الطلب على القوارب المستخدمة في أغراض الصيد وغيرها في المملكة بنحو 2000 قارب سنوياً بمعدل نحو 5% سنوياً. ويشار إلى أن هناك انتاجاً محلياً من قوارب الفيبر جلاس من 6 مصانع قائمة تبلغ طاقتها المرخصة 1420 قارباً سنوياً وتقع جميعها في المنطقة الغربية والشرقية ويقدر حجم افتتاحها السنوي بحوالي 500 قارب سنوياً .. بالإضافة إلى وجود ميناء في منطقة جازان وما يحتويه من أرصفة لقوارب الصيد جميعها عوامل تعمل على إيجاد فرص السوق المتاحة لصناعة مثل هذه القوارب في منطقة جازان ويستفاد من قيام المشروع في توظيف أكثر من 30 فرداً ما بين مهندس بحري وفني عن طريق اكتساب الخبرة والتدريب كما يسهم المشروع في استغلال المواد الأولية محلياً من الألياف الزجاجية.
وأكد العقيلي بأن مراعي جازان تستوعب 8 ملايين رأس من الماشية توفر مراعي منطقة جازان الطبيعية في السهول المنبسطة أو سفوح الجبال إمكانية قيام زراعة حيوانية ل 8 ملايين رأس من الماشية يقوم عليها 200 ألف عامل وتحقق عائداً سنوياًِ يصل إلى1000 مليون ريال وأشارت التقارير إلى أن الثروة الحيوانية في منطقة جازان تبلغ حالياً بين 3 - 4 ملايين رأس من الماشية موزع على قطاعات صغيرة لا تتجاوز 30 رأساً عند المزارعين المنتشرين في أنحاء المنطقة واغلب هذه المواشي تتم تربيتها في حظائر خاصة ولايستفاد منها بصورة اقتصادية، وتقتات هذه المواشي على المراعي المنتشرة حول هذه المزارع. لهذا فإن البيئة خصبة وملائمة لاستثمار الثروة الحيوانية في هذه المنطقة بالطرق العلمية وبتطوير مشروعات التربية بإقامة المزارع النموذجية لذلك.
ولفت العقيلي إلى اشارة التقارير إلى أن متوسط معدل الزيادة في أعداد الثروة الحيوانية في المنطقة للفترة 1990 - 1997م يختلف من نوع لآخر حيث بلغ معدل النمو في أعداد الماعز 8 ،7% ومن الضأن 3% أما بالنسبة للأبقار فيلاحظ أن العدد تناقص في عام 1991م عن عام 1990م لكن في الأعوام 1991م حتى 1994م كانت الأعداد تقريباً ثابتة ولكن من عام 1994م حتى عام 1996م أصبح هناك زيادة في الأعداد. بلغ متوسط هذه الزيادة لها في الخمس سنوات الأخيرة حوالي 1% وبذلك يتوقع أن تصل أعداد الثروة الحيوانية في منطقة جازان الى أكثر من 5 ،4 ملايين رأس وذلك حسب معدلات النمو خلال الفترة السابقة.
اهتمام متواصل
ووصف رجل الأعمال بمنطقة جازان الشيخ محمود بن علي الأقصم نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجازان ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان من جهود جبارة خلال عامين ومتابعته الدؤوبة لكل ما من شأنه تقدم وازدهار المنطقة إنما يؤكد حرص حكومتنا الرشيدة واهتمامها بهذه المنطقة في شتى المجالات الاقتصادية والزراعية والسياحية وأكد أن منطقة جازان تحوي أرضها الكثير من الكنوز الاقتصادية الزراعية والسياحية التي لو تم استغلالها واستثمارها بشكل جيد لتغيرت كل ملامح المنطقة وتقدمت وازدهرت.
ودعا الأقصم جميع المستثمرين في كل أنحاء الوطن الغالي للاستثمار في جازان وقال: نحن نرحب بكل مستثمر يضع لبنة في بناء الوطن ويزرع وردة في بستان التنمية بالمنطقة.. مؤكداً بحكم خبرته ورؤيته أن المنطقة ستشهد خلال السنوات القادمة إن شاء الله قفزة اقتصادية كبيرة في ظل هذا الاهتمام المتنامي من ولاة الأمر والمتابعة الدائمة من سمو الأمير
محمد بن ناصر بن عبدالعزيز والجهود التي يبذلها لخدمة المنطقة حفظه الله.
كما عبر الدكتور عبدالرحمن باعشن عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجازان عن سروره بما شاهده من اهتمام لمنطقة جازان قائلاً: من مميزات منطقة جازان تنوع مقوماتها ومواردها الاقتصادية والسياحية والزراعية وهذا في حد ذاته يعتبر بيئة مناسبة للاستثمار وحيثما جاء المستثمر سيجد المجال مفتوحاً أمامه للاستفادة من خبرات المنطقة وفي الوقت نفسه إن المنطقة تشغل شبابها وتنميتها اقتصادياً واجتماعياً مؤكداً بأن المنطقة ستشهد قفزات هائلة خلال السنوات القريبة القادمة بإذن الله تعالى: وقال إن ما يؤكد ذلك التطور هو الحرص الدائم من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة ومتابعته المستمرة واهتمامه فمنذ أن وطأت قدمه حفظه الله أرض المطار وهو يتابع ويتفقد ليلاً ونهاراً فهو حريص - حفظه الله- على تحقيق ما يصبو إليه ولاة الأمر لهذه المنطقة.
جازان والسياحة
وتحدث بإسهاب الشيخ عبدالله أبو عامرية رجل الأعمال المعروف عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان قائلاً بأن منطقة جازان تعد من أهم المناطق السياحية في المملكة العربية السعودية موقعاً ومناخاً وحيازة لمقومات سياحية فريدة فقد قدر عدد زوار المنطقة عام 1422ه ب 5 ،1 مليون سائح وقدر عدد الزوار خلال اجازة نصف العام بما يقارب من 30 ألف زائر بزيادة عن العام 1421ه بنسبة 100% وبلغت نسبة اشغال الفنادق السكنية نسبة تتراوح ما بين 70% إلى 100% إذ ان غالبية الزوار نزلوا في ضيافة أهاليهم وأقاربهم في المنطقة ويتوقع أن يزيد العدد إلى أضعاف ذلك خلال الأعوام المقبلة بمشيئة الله تعالى وتخطى الاستثمار السياحي في بدايته المليار ريال كما يتوقع تضاعف المبلغ باكتمال مقومات نجاح السياحة في جازان. وتعتبر منطقة جازان من أهم المناطق السياحية على مستوى المملكة حيث يتوفر بها أرخبيل مكون من جزيرة فرسان والجزر التابعة لها كما تمتاز جبال منطقة جازان باعتدال جوها صيفاً وشتاءً ويوجد بها سد وادي جازان وهو أكبر السدود على مستوى المملكة ويعتبر رمزاً بارزاً من معالم منطقة جازان.. ويوجد في منطقة جازان العديد من الفنادق المؤثثة على أرقى المستويات وكذلك توفر العديد من الشقق المفروشة الفندقية وكذلك توفر قاعات الاجتماعات والاحتفالات ذات التجهيزات التقنية وأجهزة الاتصالات المتنوعة.
ونوه أبو عامرية قائلاً: تتوزع المناطق السياحية في منطقة جازان فهناك جبال فيفاء التي تقع شمال شرق مدينة جازان وتبعد عنها حوالي 120كم وتتكون من سلسلة جبال مرتبطة حيث ترتفع أعلى قمة بها حوالي 6100 قدم عن مستوى سطح البحر كما تتميز بشدة انحدارها من جميع الاتجاهات.
وبدأ التطوير الفعلي في جبال فيفا من عام 1398ه حيث أنشئت هيئة تطوير وتعمير منطقة فيفا وعملت على وضع برنامج متكامل لتنميتها من زراعة وتعبيد طرق وإدخال الخدمات إليها من كهرباء واتصالات ومياه وإنشاء مستشفى فيفا العام وافتتاح العديد من المستوصفات الحكومية والأهلية كما تم افتتاح العديد من المدارس للبنين والبنات من جميع المراحل الدراسية.
وتم افتتاح فروع لجميع الدوائر الحكومية والخدمات الخاصة بتنمية وتطوير منطقة جبال فيفا ولاقت زراعة أشجار البن والموز والموالح بجميع أنواعها مزيداً من الاهتمام.
كذلك هناك قمة جبل القهر الذي يرتفع أكثر من 2000متر عن سطح البحر وجبال الريث التي تبعد عن مدينة جازان حوالي 142كم علماً بأن جبال الريث ذات طابع تراثي وسياحي وتوجد بها معالم تساعد على تنشيط السياحة وجذب هواة السياحة الثقافية والباحثين في فنون العمارة والتراث. كذلك تمتاز جبال الريث بالمدرجات الزراعية. أما جزر فرسان فتتكون من أرخبيل من الجزر التي يتجاوز عددها أكثر من 85 جزيرة أكبرها جزيرة فرسان وبها أنواع كثيرة من الطيور والغزلان والشعب المرجانية إذ يبلغ طول ارخبيلها طوال 70كم وبمتوسط عرض 30كم وتقع جزيرة فرسان في الجزء الجنوبي الغربي لمدينة جازان وتبعد عنها طوال 50كم وتبعد عن الساحل الأفريقي قرابة 100 وموقعها يساعد على نمو التجارة مع القرن الأفريقي نظراً للقرب من ذلك.
كما تمتاز منطقة جازان بوجود العديد من الينابيع المعدنية منها الحار ومنها الدافئ على مدار العام وتحتوي على مواد معدنية بشكل أملاح ومواد كيميائية جذابة وأهمها العين الحارة وتقع على بعد 50 كيلو متراً تقريباً من مدينة جازان من الناحية الشرقية الجنوبية وهي تنبع من جبل بركاني خامد منذ زمن بعيد ومياهها شديدة الحرارة. وتمتاز مياهها في مجرى وادي جازان وهناك العين الحارة في بني مالك وهي تقع في جبال الدائر بني مالك وعين المدمع تتبع من جبال العبادل حيث تصب في الجانب الشرقي للجبل وكونت مياه العين نفقاً بشكل طبيعي ومياهها نقية وهي حارة طوال العام ولا تتأثر حرارتها بهطول الأمطار.
وأشار أبو عامرية إلى سد وادي جازان الذي أنشئ على شكل نصف دائرة بهدف الاستفادة من مياه الأمطار وأصبح الآن معلماً سياحياً بارزاً في المنطقة بالإضافة إلى فائدته الاقتصادية حيث يتسع السد لسعة تخزينية تقدر ب 71 مليون متر مكعب ويبلغ ارتفاعه حوالي 7 ،41 متراً ويبلغ طوله 336 متراً وسمكه عند القاعدة من الأسفل 39 متراً كما جعلت له فتحات لتصريف المياه بشكل هندسي رائع وجميل.
متحف الآثار والتراث
ولفت أبو عامرية بأنه في منطقة جازان يوجد متحف للآثار والتراث الشعبي في محافظة صبيا وتم تأسيسه في عام 1403هـ ويعد من أبرز المتاحف على مستوى المملكة من حيث احتوائه على العديد من الآثار التي يرجع تاريخها إلى العصور القديمة وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام قسم يمثل تاريخ السعودية ومناطقها عبر العصور وقسم آخر عن الطيور والحيوانات والأسماك والرسومات القديمة والقسم الآخر يمثل المواقع والمباني الأثرية والتاريخية.
واختتم الشيخ عبدالله أبو عامرية حديثه قائلاً: إن المستقبل السياحي في منطقة جازان مستقبل واعد يبشر بالخير لأن جازان تمتاز بطول ساحلها الذي يمتد من الشقيق شمالاً إلى الموسم جنوباً.
مشاريع بلدية
ومن جانبه أكد رئيس بلدية منطقة جازان المهندس عبدالعزيز بن إبراهيم الطوب بأن البلدية بدأت في تنفيذ أعمال جارية لتوفير الخدمات في الكورنيش الشمالي والجنوبي وأنشأت مركزاً لمرسى القوارب وتحسين وتحديث أسواقها كما تم عزل سوق السمك عن سوق الفاكهة والخضار، كما طرحت الكورنيش الشمالي للاستثمار وخصصت مساحات كبيرة لهذه الغاية.. أما الكورنيش الجنوبي فقد بدأ فيه الاستثمار الفعلي فقد اقام به أحد رجال الأعمال مجمعاً سياحياً اشتمل على شاليهات والمطاعم وصالات الاحتفالات وصالات العاب مزودة بجميع الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات سلكية ولاسلكية كما أشار المهندس الطوب بأن هناك العديد من الأراضي الاستثمارية مازالت في انتظار العديد من المستثمرين وقال: نحن نرحب بهم ومستعدون لتذليل جميع الصعوبات التي تواجههم مؤكداً حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان واهتمام سموه بجعل منطقة جازان ضمن المناطق السياحية بالمملكة مشيراً بأن سموه يتابع باستمرار الخدمات التي تقدمها البلدية لزوار المنطقة ورجال الأعمال والمستثمرين بها.
|