Sunday 18th may,2003 11189العدد الأحد 17 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تفجيرات آثمة تفجيرات آثمة
عبدالله بن علي بن عبدالرحمن الغضيه

ما حدث في مدينة الرياض من تفجير وغدر بالمسلمين وغيرهم من المعاهدين يعتبر من أكبر الجرائم المتوعد عليها في الخلود في النار. لأن قتل النفس بغير حق من الذنوب الكبيرة التي لا تقبل توبة فاعلها. كما يرى ذلك ابن عباس رضي الله عنهما.
ولو قدر قبولها فقد فاتت من قام بالتفجير إذ إنهم قتلوا أنفسهم فيه. ويكفي لدخول النار قتل المرء نفسه: فمن أقدم على ذلك حرم حتى صلاة المسلمين عليه ودعاؤهم له. روي عن جابر بن سحرة ان النبي صلى الله عليه وسلم: جاءه برجل قد قتل نفسه بمشاقص فلم يصلَّ عليه رواه مسلم رحمه الله.
فهؤلاء القتلة جمعوا في فعلتهم هذه الكبائر من الذنوب:
1- القتل بغير حق.
2- قتل كفار معاهدين.
3- إتلاف أموال المسلمين.
4- قتلوا أنفسهم. وهذا الذنب الأخير كاف لدخول فاعله النار فكيف بهذه الموبقات مجتمعة.
وكما حصل لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: عندما اشترك معه في غزوة من غزواته وقد أبدى بسالة واقداماً وشجاعة.. فذكر ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فقال: انه في النار. فتبعه رجل لينظر خاتمته. وفي نهاية المعركة جرح فجزع فقتل نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس. وهو من أهل النار من حديث رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
هذا بالنسبة لمن يقتل نفسه: فكيف بمن قتلها وقتل أنفساً معصومة غيرها.
إن من قام بهذه الجريمة في الرياض أو غيرها مماثلة لها قد سلك مسلكاً خطيراً مؤدياً الى جنهم أعاذنا الله منها.
أما الذين قتلوا في هذه الحادثة من المسلمين فنرجو لهم الشهادة وان يشفعوا لأهليهم. إذ ورد في الحديث ان من يموت ضحية هذا العدوان ترجى لهم الشهادة. واقرأ معي هذه الأحاديث:
ورد في البخاري وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة المطعون والبطون والغريق. وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله.
وورد في أحاديث أخرى ان صاحب الحرق شهيد والمرأة تموت في نفاسها شهيدة. فهؤلاء الذين قتلوا في هذا الحادث اجتمع لهم من أسباب الشهادة سببان يكفي واحد منهما بأن ترجى لهم الشهادة.
السبب الأول: الهدم.. السبب الثاني الحرق.. نسأل الله لنا ولهم المغفرة ولأهليهم الصبر والسلوان. و{إنَّا لٌلَّهٌ $ّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}. كما نسأله سبحانه ان يديم على بلادنا خاصة وبلاد المسلمين نعمة الأمن والأمان وان يحبط كيد الكائدين والحاسدين وان يحفظنا حكاماً ومحكومين بحفظه آمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved