Sunday 18th may,2003 11189العدد الأحد 17 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحدث جريمة بشعة وعمل مشين الحدث جريمة بشعة وعمل مشين
د.ابراهيم بن محمد القريشي (*)

من نعم الله الكثيرة التي حبانا الله إياها في هذه الأرض المباركة «المملكة العربية السعودية» نعم الأمن والاستقرار والارتباط الوثيق بين ولاة الأمر ومواطنيهم. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (نعمتان مجحودتان الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان).
كما خص الله أبناء المملكة بعناصر المحبة والألفة وروح الأسرة الواحدة يجمعها الولاء لله ثم للقيادة الرشيدة والتفاني في خدمة وطنهم وصدق الانتماء لتراب الوطن الذي يضم أقدس بقاع الأرض بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
إن بروز ظاهرة التطرف والتنطع في الدين من فئة مغرر بها ومدفوعة بالجهل وعمى البصيرة لأمر في غاية الخطورة والتصدي لها من كل شرائح المجتمع السعودي مهما كان موقعها وتأثيرها واجب شرعي ومسؤولية وطنية حماية لأمننا وحفاظاً على استقرارنا وصوناً لكرامتنا وعزتنا وانمائنا.
وهنا لابد من الإشارة إلى مسؤولية المنزل في تنشئة الأبناء منذ نعومة أظفارهم وغرس الفضائل والسجايا الحميدة في نفوسهم وتبصيرهم بمواطن الخير والاستقامة حتى ينشأوا صالحين منتجين محصّنين بالإيمان والوعي السليم.
ومن أوجب الواجبات ان يشمر التربويون والمفكرون ورجال الإعلام وقادة الرأي عن سواعد الجد لدراسة هذا الاتجاه المدمر والتحليل والاستنتاج ويضعوا التصورات للحلول العملية لهذه الظاهرة المأساوية فالكل مسؤول أمام الله ثم ولاة الأمر والتقاعس في هذا الأمر ضرب من التعاون على الإثم والعدوان.
إن قتل الأبرياء من الناس مهما كان لونهم أو جنسهم أو دياناتهم دون وجه حق محاربة لله ورسوله وإثم يجلب العقاب من الله لكل من شارك أو تستر أو تعاطف معه.
قال تعالى {وّلا تّقًتٍلٍوا النّفًسّ الّتٌي حّرَّمّ اللّهٍ إلاَّ بٌالًحّقٌَ} ، {مّن قّتّلّ نّفًسْا بٌغّيًرٌ نّفًسُ أّوً فّسّادُ فٌي الأّّرًضٌ فّكّأّنَّمّا قّتّلّ النَّاسّ جّمٌيعْا} هذه تعاليم السماء في قرآننا المنزّل على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولايفوتني ان أنوّه في هذا الصدد إلى الدور الحيوي لأصحاب الفضيلة العلماء في بلادنا بضرورة تبصير الشباب وايضاح تداعيات الجريمة والقتل والإفساد في الأرض على الأمة فالعلماء ورثة الأنبياء { إنَّمّا يّخًشّى الله مٌنً عٌبّادٌهٌ العٍلّمّاءٍ} وعلماؤنا وفّقهم الله من أهل العلم الراسخ والتديّن الصادق ومتمسكون بمنهج أهل السنة والجماعة.
حفظ الله وطننا من كل سوء ومكروه وأدام علينا نعمه ظاهرة وباطنة ووفق ولاة أمرنا وعلماءنا إلى كل خير ورد كيد المعتدين والقتلة والخارجين على تعاليم ديننا الحنيف إلى نحورهم.
إنه ولي ذلك والقادر عليه .

(*) مدير عام معهد العاصمة النموذجي
في 13/3/1424هـ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved