* بغداد - رويترز:
يتوجه مسؤول نفطي عراقي بارز الى عمله بالمواصلات العامة خوفا من ان يكلفه استخدام سيارته الرسمية حياته.
ولدى رضوان السعدي رئيس القطاع الاقتصادي والمالي بوزارة النفط من الاسباب ما يدعوه للقلق ففي الاسبوع الماضي قتل لصوص مسلحون أحد زملائه وأصابوا اثنين آخرين فقط للحصول على بضع سيارات رسمية.
وهذا الخرق للقانون والنظام البادي بشكل أوضح في العاصمة يبعد الناس عن الشوارع ويعوق محاولات انعاش قطاع النفط العماد الرئيسي للاقتصاد.
وقال السعدي العضو في فريق يقوده ثامر غضبان وزير النفط العراقي الفعلي الامن خارج نطاق السيطرة وتزداد الصورة قتامة كل يوم.وأضاف السعدي من مكتبه الذي سرق اللصوص منه حتى فرشاة أسنانه الناس يخشون قيادة سيارة لمسافة ثلاثة كيلومترات الى وزارة البترول في بغداد كيف نتوقع منهم الوصول الى حقول النفط.
وقال الخبير النفطي المخضرم شامخي فرج من مكتبه بالوزارة التي تحميها الآن القوات الامريكية لم اكن اشعر بالخوف وقت القصف لكني خائف الآن... هذا يؤثر على عملنا لم نتحرك خطوة واحدة من حيث كنا قبل أربعة أسابيع.
وحتى القلة الذين يأتون للعمل لا يجدون ما يشغلهم طوال ساعات العمل خاصة عندما تتعطل التليفونات.
ويقول البعض من أمثال فرج ان العراقيين لو كانوا تركوا لحالهم لاصلحواالخدمات الاساسية بأسرع بكثير مما يفعل الامريكيون، فهم الذين أعادوا بناء البلاد بعد حرب عام 1991.
ولا يقتصر الخوف على الامن الشخصي على أروقة وزارة النفط ومبانيها التي خرج منها اللصوص يحملون اجهزة الكمبيوتر والبرادات والسيارات والملفات بل امتد الى حقول النفط العراقية العملاقة التي كانت تضخ نحو 5 ،2 مليون برميل يوميا قبل الحرب التي قادتها الولايات المتحدة والتي تضم ثاني اكبر احتياطيات نفطية في العالم بعد السعودية.وتجاهد صناعة النفط التي كانت ذات يوم عملاقة في العراق للعودة للحياة، كما ان المسؤولين يخفضون تقديراتهم السابقة لمستويات الانتاج المستهدفة.
وتعمل المصافي بطاقة لا تتجاوز 250 ألف برميل يوميا من الخام أي بنصف طاقتها القصوى ليتحول العراق الغني بالنفط الى مستورد للبنزين وغاز البترول المسال.
وقال السعدي: كيف نأتي باحد الى العمل ونحن لا نضمن سلامته إذا كان هذا هو الاسلوب الذي سندير به صناعة النفط فإنه محكوم عليه بالفشل، وتابع: نأمل على افضل تقدير ان ننتج ما يمكننا تكريره، وحتى هذه تبدو مهمة صعبة بعد ان وصل الامر باللصوص الى حد اطلاق النار على خطوط الانابيب لسرقة البنزين وبيعه في السوق السوداء.
وقال السعدي وهو شقيق عامر السعدي أحد المسؤولين البارزين عن برنامج الاسلحة العراقية المحظورة قلنا لهم من اليوم الاول ان يؤمنوا محطات البنزين ومستودعاته... الآن ترسخت اقدام الباعة في السوق السوداء وهم لن يتخلوا عن موقعهم هذا قريبا.والسعدي نفسه يشتري البنزين من السوق السوداء بدلا من ان يمضي نصف يومه واقفا في طابور، وباع البنزين بسعر 500 دينار للتر في السوق السوداء أي عشرة أمثال سعره في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين.
وأكد بول بريمر الحاكم المدني الجديد للعراق مجددا تعهدات واشنطن بالقضاء على الجريمة في شوارع بغداد وتولى بريمر السلطة من جاي جارنر الذي لم يكمل شهرا في المنصب.لكن تصريحات مسؤولين أمريكيين آخرين بأن العنف في مدينة بحجم بغداد أمر متوقع اثارت مخاوف العراقيين.
وقال مسؤول نفطي بارز طلب عدم نشر اسمه أبلغنا أحدهم ان الوضع هنا في بغداد أكثر أمانا منه في مدينة نيويورك، وحدث ذلك في أحد الاجتماعات المتكررة التي يعقدها مسؤولو وزارة النفط العراقية مع مسؤولين أمريكيين من مكتب ادارة الاعمار والمساعدات الانسانية الذي يتولاه بريمر حاليا.
وقال المسؤول العراقي عن الاجتماعات التي بدأت قبل شهر رسالتها الاساسية هي نحن لسنا محتلين.. نحن هنا للقيام بأمور معينة ثم نرحل.
وأضاف: نحن لا نصدقهم لكن يجب ان نكون صرحاء . لقد ابدوا تعاونا كبيرا وهم مستعدون لتسهيل الامور علينا.
ويقول العراقيون ان مسؤولي المكتب الذين التقوابهم ضجروا كذلك من الوضع الامني الذي لا يمكنهم كمدنيين السيطرة عليه.
وقال السعدي: جاءوا بخطط جيدة ونوايا حسنة لكنهم لم يحققوا الكثير على أرض الواقع.
|