* الرباط الوكالات:
تعرض المغرب الذي كان حتى الآن بمنأى عن الارهاب الدولي، ضربة قوية مساء الجمعة في الدار البيضاء عاصمة البلاد الاقتصادية حيث أدت خمسة اعتداءات بعضها عمليات انتحارية. إلى سقوط ما لا يقل عن 41 قتيلا بينهم نحو عشرة انتحاريين إلى جانب 70 جريحا..
وأكد المصطفى سهل وزير الداخلية المغربي أن بين القتلى 10 انتحاريين، وأضاف أن منفذي الانفجارات ومعظم القتلى هم من المغاربة وهناك أجانب أيضا، وقامت الشرطة المغربية باعتقال ثلاثة من المشتبه فيهم بينهم انتحاري فشل في تنفيذ عمليته المكلف بها. وقد وقعت الانفجارات التي قدرت بخمسة على الاقل في قت واحد.
ولم تعلن جهة المسئولية عنها حتى الآن ولكن المراقبين يربطون بينها وبين حملة أمنية شنتها السلطات الامنية على الجماعات المتطرفة مؤخرا ويربط مراقبون آخرون بينها وبين موقف الرباط المؤيِّد للحرب الامريكية على الإرهاب. قال الوزير المغربي إن بلاده كانت على علم بوقوع عمليات إرهابية على أراضيها وأنها اتخذت كافة الاحتياطات الامنية ولكنها فشلت في منع هذه الانفجارات.
وقد انفجرت ثلاث سيارات مفخخة قرب قنصلية بلجيكا وفندق «سفير» ونادي هودي في حين انفجرت قنبلتان في «دار اسبانيا» (كاسا اسبانيا) والمركز الثقافي الاسباني الذي يضم مطعما يرتاده الكثير من الزبائن.
وأعلنت السلطات المغربية ان نحو عشرة انتحارين قضوا في الاعتداءات من دون ان تعطي أي توضيحات اضافية حول هويتهم، وقد تعرضت عدة مجموعات راديكالية لموجة توقيفات خلال الاشهر الاخيرة في المغرب.
وذكر صحفيون أن شخصا مفخخا فجَّر نفسه داخل النادي اليهودي وسط الدار البيضاء وأن بعض الجثث التي تخلفت عن الحادث لم يتعرف على أصحابها بسبب ما لحق بها من تفحّم، وأشار شهود عيان إلى وقوع انفجار في فندق سفير بالدار البيضاء والذي كانت تعقد به اجتماعات لخبراء أمريكيين ومغاربة لبحث ضرورة الاستعداد لمكافحة الإرهاب.
ووقع انفجار أيضا أمام فندق اسباني في مواجهة القنصلية البلجيكية يرتاده مواطنون غربيون.
هرع رجال الإطفاء إلى مواقع الانفجارات لإخماد الحرائق التي اندلعت فيها.
وذكر صحفي مغربي أن عدد القتلى كبير وأن أشلاء عديدة متناثرة في موقع الانفجارات، ووصفت هذه التفجيرات بأنها الاسوأ في تاريخ الدار البيضاء وتعد هذه أول أعمال عنف كبرى في عهد الملك الشاب محمد الخامس، ويأتي في وقت تشهد فيه أغلب المدن المغربية احتفالات بمولد ولي عهد البلاد.
وذكر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المغرب في شباط/ فبراير الماضي ضمن الدول المستهدفة في تسجيل صوتي نسب اليه.
وفي ايار/ مايو 2002 كشفت الشرطة المغربية عن «خلية نائمة» لتنظيم القاعدة، وكان يشتبه في تخطيط هذه الخلية لاعتداءات ارهابية في البلاد وضد سفن تابعة لحلف شمال الاطلسي في مضيق جبل طارق.
وأفادت معلومات صادرة عن مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء ان غالبية الجرحى السبعين الذي وقعوا في الاعتداءات هم من المغاربة.
وأمام أسئلة عشرات الاشخاص الذين اتوا يطمئنون على أقارب لهم تلا مسؤول في قسم الطوارئ في المستشفى الرئيسي في الدار البيضاء الذي استقبل العدد الاكبر من الضحايا لائحة تضم أسماء 32 جريحا، وأفاد مراسل وكالة فرانس برس ان ثلاثة أسماء بدت وكأنها أجنبية واحد من بينها اسباني على الارجح.
وأعلنت حالة من الاستنفار الامني في المغرب حيث يتم إجلاء جميع السيارات المشبوهة من مناطق السفارات والقنصليات الاجنبية، وتأتي هذه الانفجارات
بعد يوم واحد من زيارة جورج تينيت مدير المخابرات الامريكية للرباط.
| 
