كل يوم تكتشف مقابر جماعية في العراق المظلوم لمئات بل الآلاف من ضحايا نظام صدام حسين، وقد اقشعر بدن الإنسانية لآخر مقبرة تم اكتشافها جنوب بغداد لحوالي 15000 ضحية معظمهم من الشيعة قتلهم نظام صدام سنة 1991م بعد انتفاضتهم المعروفة، ويتم تعرُّف أهاليهم عليهم الآن من خلال ما تبقى من هوياتهم أو ملابسهم فتتجدد الأحزان، وتبعث المأساة من جديد.
اعترفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الولايات المتحدة مشتركة في كل الجرائم التي ارتكبها صدام بعد تحرير الكويت لأنها أبقت عليه وعلى نظامه وكانت على بعد أميال من بغداد وتستطيع القضاء عليه. إن من قُتل من أبناء الشعب العراقي على يد هذا الزعيم السفاح يزيد عن مليوني نفس اذا ما اضفنا إليه ضحايا مذبحة «حلبجة» بالكيماوي وضحايا الحرب مع إيران.
والسؤال هو أننا نحتج يوميا على إسرائيل لقتلها الفلسطينيين بالرصاص مع ان من قتلتهم إسرائيل من الفلسطينيين في 50 عاماً لم يصل إلى ربع من قتلهم سفاح العراق في 25 عاماً. فهل الولايات المتحدة وحدها مسئولة عن ما ارتكبه صدام حسين أم اننا جميعاً مسئولون ايضاً عرباً ومسلمين؟!
|