Saturday 17th may,2003 11188العدد السبت 16 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أعضاء المجلس السابقون يتذكرون تجربتهم في المجلس: أعضاء المجلس السابقون يتذكرون تجربتهم في المجلس:
مجلس الشورى تجربة ثرية لكل من انضم إليه
النملة: المجلس مدرسة واسعة متعددة التخصصات
المعلمي: اتمنى أن يكون للمجلس دور في الحياة السياسية

يروي أعضاء المجلس السابقون الذين مروا على المجلس تجربتهم من خلال ممارستهم لأعمال المجلس ونشاطاته حيث شكلت هذه التجربة محطة مهمة لهم تمكنوا بموجبها من الخروج بمكاسب انعكست بالفائدة عليهم.
وبمناسبة تشريف خادم الحرمين الشريفين لحفل افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الثانية للمجلس وإلقاء خطابه السنوي الكريم أجرينا هذا الاستطلاع مع عدد من أعضاء المجلس السابقين الذين كشفوا جزءاً من تجربتهم في المجلس وجاء فيه:
«المجلس والتجربة»
بداية تحدث لنا معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة الذي قال عن تجربته في المجلس في حفل توديع «الخارجين» من المجلس لمهمات أخرى، واستقبال «الداخلين» اليه: تشرفت بالقاء كلمة المودعين بين يدي معالي رئيس المجلس الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير - رحمه الله - ومعالي نائب رئيس المجلس الدكتور عبدالله بن عمر نصيف وأصحاب المعالي والسعادة الزملاء أعضاء المجلس، ومعالي الأمين العام الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر والاخوة العاملين في المجلس، وذكرت في تلك الوقفة أني أفدت كثيراً من عملي بالمجلس لست السنين التي مرت بي - ولله الحمد - جميلة.
انعكست هذه الفائدة التي ذكرتها أمام اخواني جميعاً بتعبير عاطفي معروف عني، وعلى المهمات التي انيطت بي، واقتضت مني تطبيق أنظمة ولوائح، ثم المشاركة في مناقشة أنظمة ولوائح في مجالس ولجان اتشرف في أن أكون عضواً فيها.
وأزعم ان الفائدة قد برزت من خلال ذلك التفاعل الحاصل في المجلس قبل مناقشة أي موضوع، وأثناء المناقشة ومن خلال دراسة الموضوعات قبل طرحها للنقاش على مستوى اللجان المتخصصة، ثم على مستوى الجلسات العامة للمجلس.
وأعد المجلس مدرسة واسعة الموضوعات متعددة التخصصات، حظيت بقيادة عالية الخلق، واسعة الأفق، بعيدة النظر، فكان صاحب المعالي الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير - رحمه الله - أحد أولئك الرجال الذين أحفظ لهم قدراً كبيراً من الاحترام والتقدير، فقد تتلمذت عليه، وتعلمت منه، وأفدت الكثير مما جاد به على إخوته أعضاء المجلس، وكنت من بينهم، فكان بحق أحد أولئك الرجال الذين عملت معهم وأدين لهم بالفضل من قبله ومن بعده بعد فضل الله تعالى، حيث وجدتني الآن أكمل «التلمذة» على رجال ذوي حكمة وممارسة ومران وخبرة في أمور شتى، يتلقى أمثالي شيئا من حكمتهم، ويفيد من ممارستهم وخبرتهم وتجربتهم الطويلة التي لا يبخلون بها علينا نحن المبتدئين في هذا الطريق فجزى الله عني الجميع خير الجزاء.
ولست أنسى تجربتي في مجلس الشورى مع نائب الرئيس الأستاذ الدكتور عبدالله بن عمر نصيف المتميز المعروف بخلقه الرفيع وتواضعه الجم وبسمته الدائمة وطروحاته المباشرة، وكذا الحبيب الى النفس معالي الأستاذ حمود بن عبدالعزيز البدر أمين عام المجلس الذي يتعامل مع أعضاء المجلس زميلاً وأخاً، ثم إن رئاسة المجلس الحالية ليست غريبة عليه، فقدكان معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد أحد من شرفت بزمالتهم في المجلس وفي لجنة الشؤون الاسلامية، وكذلك معالي أخي الأستاذ السيد بكري بن صالح شطا من خيرة من ربطتني بهم علاقة محبة ومودة لا تزال تزداد مع الأيام ولله الحمد والمنة.
وقد كانت لي مع الاخوة العاملين في المجلس من المستشارين والاداريين مودة خاصة احتفظ بها لهم، وأحرص على دوامها.
أما الأعضاء في الدورة الأولى والنصف الأول من الدورة الثانية فكنت أعدهم أساتذة لي، ومعظمهم كذلك، مشايخ وأساتذة تتلمذت عليهم مباشرة وغير مباشرة في المعاهد والجامعات، ثم تشرفت بالجلوس معهم في اللجان والمجلس أواصل الافادة منهم، رغم أنهم قد لا يشعرون بأن بينهم تلاميذ لهم، ولكن تقدير ذلك لمن يتتلمذ عليهم أمثالي.
ثم إن بعض من سيقرأ هذه الوقفة قد يظن ان ذلك كله تواضع ممن سطر هذه الكلمات، ولكنه الحق الذي ينبغي ذكره اعترافا لأهل الفضل بفضلهم، ولهم عليَّ فضل لا أنساه جزاهم الله عني خير الجزاء.
وتلك كانت بعض من تجربتي في مجلس الشورى أحمد الله تعالى أن هيأها لي وهيأني لها، ثم أشكر كل من اكسبنيها خلال خدمتي في المجلس وخارج المجلس على الاسهام في هذه المسيرة المباركة.
إنني احتفظ لعملي في مجلس الشورى بذكرى طيبة وأعد هذه المرحلة من المراحل المهمة التي مرت بي في حياتي كلها، وعليه فإنه من أقل القليل ان أشكر جميع اخواني العاملين في المجلس رئيسا ونائبا وأمينا عاما وأعضاء واداريين على ما لقيته من تقدير ومكانة.
والمنتظر من المجلس الكثير، والمتوقع منه أكثر، والمجلس برئاسته وأمانته وأعضائه وادارييه كل يكمل الآخر، وإذا لم يتم تفاعل بين هذه الأركان كلها فإن مسيرة المجلس ستتأثر في أداء ما يناط به من مهمات ومسؤوليات، والمجلس يخدم وطنا ندين له جميعا ولقيادته بالولاء، فهو يستحق منا الكثير، وينتظر منه الكثير فكان الله في عون جميع العاملين في مجلس الشورى، وكان الله في عون الجميع.
التجربة أصبحت جزءاً من حياتي
أما العضو السابق الدكتور عبدالعزيز بن اسماعيل داغستاني فقال: تجربتي كعضو في مجلس الشورى لمدة 4 سنوات خلال دورته الثانية كانت تجربة ثرية، قد يصعب تجسيد هذه التجربة في كلمات ولكني اختصرها في أهم ما تعلمته فيها وهو احترام الرأي الآخر وان الاختلاف في الرأي لا يفسد الود بل هو تأصيل لمبدأ الحوار الحضاري البناء.
عضويتي في مجلس الشورى أعطتني حافزاً لخدمة هذا الوطن، وزادت من ثقتي في قدرة أبناء هذه الأرض الطيبة على تحقيق أنموذج فريد للتصدي لقضايانا ومعالجتها وفق نهج وطني.
نهج الشورى أصبح جزءاً من حياة الانسان السعودي، والتطوير سنة الحياة، والذي اتطلع اليه في المستقبل هو زيادة صلاحيات المجلس خاصة فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي مثل مراجعة وإقرار الميزانية العامة للدولة.
«سعة الاطلاع»
وقال مستشار وزارة التعليم العالي وعضو المجلس السابق في دورته الثانية الدكتور عبدالرحمن بن محمد أبوعمة: كانت تجربتي في مجلس الشورى مفيدة لي كثيرا، وأرجو الله ان تكون تجربتي نتاج مساهمة ايجابية في اعمال المجلس كذلك اطلعت في هذه التجربة على كثير من الآراء القيمة واستفدت فيها من خبرة زملاء لي في المجلس كانوا من العلماء والأساتذة وأصحاب الخبرة الأكاديمية والادارية، وآمل ان أتمكن في المستقبل من نقل هذه التجربة بصورة علمية تكون مفيدة أكثر للمجتمع، كنت خلال فترة عضويتي على صلة مستمرة بالجامعة ولم أتوقف عن التدريس والبحث والتأليف، وبالتالي لم أشعر بأوقات فراغ وفي ظني أنه يمكن لعضو المجلس ان يستغل أيام الفراغ في المجلس لأداء أعمال أخرى تفيد المجتمع، أو أن يتبنى المجلس تنظيما يمكن الأعضاء من ذلك.
وحول طبيعة عمل المجلس أضاف قائلا: لا تختلف كثيرا عن العمل الأكاديمي فالمجلس واللجان المتخصصة موجودة في كل جامعة وكلية وقسم علمي، ولكنني من خلال العمل في المجلس تعرفت على موضوعات كثيرة ودرست مشاريع لأنظمة تعالج أموراً عديدة ومتنوعة،وبالتالي ساعدتني كثيرا على سعة الاطلاع عن كيفية عمل الجهاز الحكومي وما هي تطلعات القطاع العام والخاص، كما استفدت من أساليب الطرح العامة، كما كان لرئيس المجلس الشيخ محمد بن جبير رحمه الله وحكمته أثر طيب في نفسي، كما ان معرفتي بقدرة الرئيس الحالي معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد وحنكته الادارية وسعة علمه واطلاعه ستكون مكسباً اضافياً لأعضاء المجلس.
أما عن نظام المجلس فقال: يحتوي النظام الذي يعمل به المجلس على مرونة جيدة ففيه المادة الثالثة والعشرون التي تتيح له دراسة اقتراح نظام جديد أو تعديل نظام قائم ولم يستثن من ذلك نظام مجلس الشورى، وآمل أن يعيد المجلس النظر في نظامه خاصة بعد مرور عشر سنوات ووجود خبرات عاصرت هذه السنوات، أود أن يتمكن المجلس من التعرف على متطلبات المجتمع التنظيمية، وأن يكون صاحب مبادرات في استحداث الأنظمة وليس متلقيا ومراجعا لما تقدمه الادارات له، كما ان المتوقع من المجلس ألا ينغمس في التفاصيل التنفيذية التي هي من صلاحيات القائمين على الأجهزة الحكومية حتى وان سماها لوائح تنظيمية أو اجراءات تنظيمية أو قواعد تنظيمية، بالاضافة الى أن الأنظمة التي تصل من الادارات الحكومية تخلط كثيرا بين المواد النظامية وأسلوب تنفيذها، ودور المجلس ألا ينجرف وراء كثرة المواد في النظام فربما كان لبعض مواد أثر أفضل من عشرات المواد للنظام نفسه.
آمل أن يتمكن المجلس من العمل على التعرف على احتياجات الفئات المستفيدة من النظام، فليس من المناسب ان يحصر نشاط الأطباء في اللجنة الصحية والضباط السابقين في اللجنة الأمنية وبعض قدماء الاداريين في لجنة الادارة خاصة ونحن ندرك محدودية دور المجلس في جلساته العامة في المساهمة فيما تقدمه لجانه وعدم امكانية نجاح التوصيات الاضافية بسبب تركيبة المجلس الفردية في التفكير والطرح، لا يوجد أحيانا ما يضير لو تم بث بعض الجلسات أو أجزاء منها مثل تقرير اللجنة عن تقرير انجازات وزارة أو مصلحة حكومية في التلفزيون، خاصة إذا لم تصبح اللجنة محاميا عن الجهة صاحبة التقرير، كما قد يحدث أحيانا، وكان تقرير اللجنة يحتوي على تقويم متوازن لأعمال الجهة المهنية، كما ان طول فترة انعقاد الجلسات الممتدة على طول العام تقريبا قد لا تساعد على انتاجية أفضل، ينسى أحيانا عضو أنه في مجلس لتقديم الشورى فيطرح موضوعاً له صلة بالمدينة التي ولد فيها أو المنطقة التي تربى فيها وكأن هدف المجلس لم يتضح له بعد، وآمل أن يتمكن المجلس من تجاوز هذه الملاحظات، وأخيراً أود للمجلس الاستمرار والتوفيق.
«تجربة ثرية»
وقال عضو المجلس السابق وأمين محافظة جدة معالي المهندس عبدالله بن يحيى المعلمي:
لقد كانت تجربتي في مجلس الشورى تجربة ثرية خصبة على أكثر من صعيد.. فعلى الصعيد العملي فقد شعرت بأن مجلس الشورى في دورته الثانية قد تمكن من ترسيخ مكانته وتثبيت موقعه في خارطة العمل السياسي الوطني وذلك عن طريق ممارسة متميزة لمهامه حققت عدداً من الانجازات تمثلت في: إقرار العديد من مشاريع الأنظمة بعد اجراء تعديلات جوهرية أثرت مضمون كثير منها وكذلك اتخاذ عدد من المبادرات لدراسة مواضيع اقترحها أعضاء المجلس فضلا عن المراجعة الدقيقة لأداء الأجهزة الحكومية وابداء الملاحظات واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.
وعلى الصعيد الشخصي لقد كان المجلس نافذة أطللت من خلالها على مختلف أجهزة الدولة وعلى العديد من أنظمتها مما اكسبني قدرا كبيرا من المعلومات والخبرة والدراية حول القضايا العامة.
وعلى الصعيد الانساني كانت هذه التجربة حافلة بالعلاقات القوية التي ربطتني بعدد كبير من الزملاء الذين ما زلت أعتز بمعرفتهم وصداقتهم وعلى رأسهم الراحل الكبير معالي الشيخ محمد بن جبير «يرحمه الله» ومعالي الأخ الدكتور صالح بن حميد وفقه الله.
وأضاف قائلاً: لاشك ان تجربتي في مجلس الشورى قد ساعدتني كثيرا على مهام منصبي الذي أنشرف بحمله في الوقت الحاضر، حيث كان المجلس النافذة التي اطلعت من خلالها على طبيعة العمل الحكومي ومحدداته وتحدياته، كما ان تجربتي في المجلس قد أكسبتني قدرة على تلمس النواحي القانونية والاهتمامات الاجتماعية والفردية للمواطنين، وهي زوايا تثري منظوري فيما أتطرق اليه من قضايا في الوقت الحاضر، وأخيراً فإن قضية محدودية الاعتمادات المالية وكيفية التعامل معها وتفعيل مصادر التمويل الذاتية والخارجية ورفع كفاءة استغلال الموارد المتاحة، كل ذلك كان من الأمور التي اكسبتني عضويتي في مجلس الشورى قدرة على تقديرها وايلائها الاهتمام الملائم لتحقيق الأهداف المطلوبة بإذن الله.
وعن تطلعاته حول المجلس قال المعلمي:
آمل أن يكون للمجلس دور متنام في الحياة السياسية الوطنية وفي منظومة اصدار القرار، ويمكن أن يتحقق ذلك إذا استشعر أعضاء المجلس في كل وقت المسؤولية التاريخية الملقاة على عواتقهم وحرصوا على أداء مهامهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى، ومن ثم تمكنوا من اظهار أهلية المجلس لأن يناط به المزيد من المهام والصلاحيات المناسبة لذلك بحيث يزداد ثراء المجلس ويتعاظم دوره باعتباره قاعة للحوار الوطني الجاد البناء الملتزم، وإنني لعلى ثقة من أن هذا الاتجاه هو ما يسير اليه المجلس بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ثقة القيادة العليا للبلاد في المجلس وفي أعضائه وكذلك بفضل جهد رئيس المجلس وأعضائه والعاملين فيه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved