* تحقيق - هيفاء الهلالي.. الطائف:
إن الوطن هو الجسد الكبير القابع في الأعماق وأساس هام لشعور الإنسان بالحياة والانتماء وعندما تتسلل بعض الأوبئة لقلب الوطن الحي، يصاب المجتمع بكثير من الأمراض السلوكية الخطيرة التي تهدد أمن المواطن واستقراره عند ذلك لابد من مراجعة الذات لاحتواء المرض ولعل الإرهاب وشرذمة الإرهابيين الذين أرادوا ان يعيثوا في الأرض فسادا قد أعطوا نموذجاً حياً لمرض مميت لابد من بتر أعضائه والبحث عن أسباب ظهوره في مجتمع شرعه كتاب الله وسنة نبيه فكان من الضروري تعزيز المضادات الحيوية الوطنية في نفوس أفراده عن طريق لم شتات الفرقة وضم مشاعرهم وتوحد أفكارهم ونشر المبادئ والمفاهيم السليمة ومحاربة نز عات الشر وكشفها وقمع كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن هذا الوطن الغالي لذلك كان من الضروري اعطاء الدور المناسب لكل فرد وتفعيله لبناء الإطار الأمني للوطن ومن تلك الأدوار التي يجب تفعيلها دور عمدة الحي وما هو المطلوب منه في ظل الظروف الراهنة من اكتشاف وجود بيوت للإرهابيين وغيرهم فكان للمواطن وهو رجل الشارع وابن الحي اقتراحات فعَّالة ورؤية جادة ومثمرة في محاربة الإرهاب وتوفير الأمن.
رأي لمسؤول أمني
قبل أن نتناول آراء المواطنين حول مسؤولية عمد أحيائهم رأينا أنه من الأجدر هنا ان نتعرف على رأي مسؤول يشرف على مهام أمنية غاية في الأهمية وفي منطقة بأهمية منطقة مكة المكرمة هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز آل سعود وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية حيث تحدث سموه «للجزيرة» قائلاً:
إن هناك كثيراً من المطالب والمهام التي يتوجب على العمدة القيام بها ولكن يبقى السؤال المهم.. ماهي الآلية التي تم توفيرها للعمدة حتى يقوم بهذه الأعباء؟.. إن الكثير ممن وقع عليهم الخيار من عمد الأحياء يملكون الكثير من الخبرة والكفاءة والافكار الجيدة والمقترحات البناءة ولكن عدم تعاون الكثير من الجهات الرسمية والأهلية يجهض الكثير من الأعمال المفيدة التي يمكن لها ان تكون ذات فائدة كبيرة للمجتمع لو أخذ بها، حيث إنهم يرفضون التعاون ويعتبرون ذلك مضيعة للوقت ولايؤخذ بكثير من تزكيات أو توصيات العمد مما ينعكس سلبا على أداء عملهم.
ومما هو معلوم ان ترابط المصالح بين سكان الحي والعمدة يزيد من اقترابهم حيث إنه قادر على حل كثير من المشاكل قبل وصولها إلى الجهات المختصة مما يساعد المحاكم وأقسام الشرطة في تقليل عدد القضايا المنظورة أمامهم ويخفف من الضغط على هذه الجهات الرسمية.
وهذا لن يحدث طالما لم يشعر المواطن بضرورة وجود العمدة وحاجتهم له لذا فإنني أرى ان يعمل ببعض المقترحات الآتية لتحسين وتفعيل دور العمد:
1- إلزام مكاتب العقار وأصحاب العمائر السكنية بضرورة تصديق واعتماد عقود الايجار عن طريق العمدة وإلا فلن ينظر في مطالبه الحقوقية بعد ذلك طالما لم يشعر العمدة بالساكن الجديد أو الذي ترك العين المؤجرة، ويجب ان يبلغ العمدة بالساكن الجديد خلال شهر من توقيع العقد على أن يبلغ العمدة الشرطة بذلك خلال اسبوع مثلاً.
2- دعم مكاتب العمدة بالآليات اللازمة من سيارة وموظفين ذوي كفاءة وخبرة لتسهيل مهمة تسليم الطلبات حيث ان العمدة يتعامل مع سكان الحي من مواطنين ومقيمين وهذا العمل يأخذ الكثير من الجهد والوقت في البحث عن المطلوب وتسليمه المطالب التي تأتي للعمدة من الجهات الرسمية التي يرتبط بها العمدة مثل:
المحاكم الشرعية، مراكز الشرطة، مكاتب العمل، ديوان المظالم، البنوك بجميع انواعها التي تقدم خدماتها للمواطنين، صندوق التنمية العقارية، وغيره كثير.
تزويد مكاتب العمد بأجهزة كمبيوتر ليقوم العمدة بدوره بتسجيل أسماء سكان الحي مع كامل المعلومات الضرورية مثل عنوان السكن والتليفون وعدد أفراد الأسرة وتكون هذه الأجهزة مرتبطة بمكاتب الشرطة مباشرة.
نرى إنشاء مجلس في كل حي برئاسة العمدة ويُعقد اجتماع دوري بين العمدة وأهالي الحي للتشاور والتحاور في كل مايهم أمر السكان ومايعترضهم من مشاكل ومحاولة تذليل كل العقبات التي تعترضهم وتسهيل أعمالهم.
نرى ان يقوم العمدة مع بعض سكان الحي بزيارات للمرضى من السكان سواء كانوا بمنازلهم أو بالمستشفى لمعرفة احتياجاتهم ومحاولة مساعدتهم وإظهار التعاطف معهم وتكون الزيارات دائمة وخاصة في رمضان وأيام الأعياد مما يكون له أثر ايجابي قوي في تقوية أواصر المحبة والمودة بين الناس وبالتالي سيكون له تأثير جيد في تقليل المشاكل وإزالة الشحناء والبغضاء من صدور سكان الحي وبذلك يعم السلام والمحبة بينهم وتجدد روح الانتماء للحي وللعمدة أيضا.
قيام العمدة وبعض سكان الحي بزيارة عوائل الموقوفين لمعرفة احتياجاتهم والعمل على مساعدتهم وقضاء حوائجهم.
مناقشة مشاكل الشباب العاطلين عن العمل ومحاولة ايجاد وظائف لهم وهذا سيساعد بشكل كبير على الإقلال من المشاكل التي تصدر عادة من بعض الشباب، والقيام بنصحهم وارشادهم للصواب بالتعاون مع إمام الحي وتوضيح الأفكار الهدامة ونصحهم بالابتعاد عنها وعن أهل السوء والشر وقيادتهم إلى سبل الخير وارشادهم للأفكار الإسلامية الصحيحة وبذلك نقضي على كل مصادر الشر والفساد والإرهاب والتطرف.
كما أنه بذلك يكون العمدة هو همزة الوصل بين ساكني الحي وجميع مرافق الدولة بمختلف فئاتها وعن طريقه يبثون همومهم وما يريبهم وما يريدون من اصلاحات وإيصالها إلى جميع المرافق العامة والخاصة وايصالها للمسؤولين.
أوكار إرهابية
يتعجب المواطن مقبل العتيبي من وجود أوكار للإرهابيين وسط حي متكامل يعج بالسكان وسبب هذا من وجهة نظره ضعف الصلة الاجتماعية لسكان الحي فكيف تجمع هؤلاء؟ وكيف استطاعوا ادخال المتفجرات والأسلحة لتلك البيوت دون ان يلحظ تواجدهم أحد!! ولمن كانت تلك البيوت أصلا؟؟ كل هذه الأسئلة لو طرحت على عمدة الحي في دوره الحالي لما استطاع الإجابة لعدم معرفته بسكان الحي وعدم معرفته هذه منبعها الدور الضعيف له وعدم اعطائه القيمة ليكون العين المفتوحة على شريحة محددة من الناس.
خدمات الكمبيوتر
وفي هذا المجال يرى المواطن عبدالله السفياني ان الكمبيوتر قد اكتسح حياتنا وألزم الجميع على استخدامه لسرعته في تنظيم وتوصيل المعلومات فيرى الضرورة والحاجة تقتضي ان تدخل هذه التقنية الحديثة في تنظيم وتسهيل مهمة العمدة بحيث تبرمج أسماء العائلات وأفرادها ضمن بيانات الحي الذي يتعمده وهذه النقطة تفيد من ناحيتين من ناحية حصر البيوت وأفرادها والعمالة المتواجدة فيها ومن ناحية البيوت الخالية التي قد تكون ثكنات إرهابية فيما بعد إذا ما بقيت خالية مع المتابعة في حالة وجود حركة غير طبيعية أو وجود مستأجرين آخرين أو مالكين لها ومتابعة أسباب هجرها ومن هم أهلها؟ وأين يتواجدون بعد تركها؟؟
وفي هذا الصدد يضيف المواطن سعيد عسيري بأن العمدة لابد ان يضيف ضمن البيانات عناوين من يسكن الحي أثناء الإجازات لسرعة تبليغهم إذا ما حدث سرقة أو مشكلة أخرى في بيوتهم وهذا يسهل عملية احتواء أي مشكلة مهما كانت كبيرة.
ويرى أحمد تركستاني أنه إلى جانب برمجة أسماء العائلات وأفرادها، لابد ان يكون هناك إشارة إلى تحديد المهنة والوظيفة سواء كان للرجل أو المرأة أو حتى العمالة المستخدمة كأن يكون سائقاً أو حارساً أو خادمة وغيرها وهذا بغرض اكتشاف الافراد العاطلين عن العمل لبذل الجهد في توفير وظائف لهم ولو عن طريق أفراد الحي أنفسهم لوجود التجار وأصحاب الشركات والمؤسسات بيننا وبمساعدة أفراد الحي للقضاء على البطالة بقدر الإمكان وللحد من تسكع الشباب أمام المنازل وبالنسبة للعمالة لمنع حالات التخلف وما ينتج عنها من تجمعات مشبوهة وتخزين للخمور والمخدرات وتجميع لعناصر العمالة الهاربة.
مجلس الحي
ويقترح المواطن عواض العتيبي بصدد القضاء على البطالة بتشكيل مجلس حي برئاسة العمدة يعين فيه فئة من الشباب العاطلين عن العمل للمساعدة ولكسب الرزق في آن واحد بدلا من انضمامهم لهيئات مشبوهة تهيء لهم فرص غسل الدماغ بالمبادئ الهدامة والتحريض ضد الدولة وشحن القلوب لاقتناص الحق المزعوم بالإرهاب وتبرير السرقات والتعدي على الأمن من باب اغتصاب الحق المسلوب كما يدعون ويكون دور هذا المجلس متابعة كافة البيانات وكتابة التقارير اللازمة والتي تفيد وضع الحلول اللازمة مع الجهات الرسمية المسؤولة.
وبخصوص مجلس الحي يقترح المواطن غالب الوقداني بأن يكون للأحياء الكبيرة مجالس كبيرة تضم اعداداً أكبر تتوافق مع عدد السكان واحتياجاتهم كما يقترح بان توضع ميزانية خاصة للعمدة تصرف شهريا للمساهمة في اصلاح مايمكن اصلاحه سريعاً.
ومن وجهة نظر المواطن علي العمري ان تعريف العمدة بنفسه في بداية تشكيل المجلس مهم جداً حيث يقوم بتعريف مكان سكنه وأرقام هواتفه للتواصل معه في حالة وجود أي ظرف مفاجئ ويكون هذا الاجتماع في أكبر مسجد في الحي ليسع أكبر قدر ممكن من الناس، وان يحرص بأن يكون هذا الاجتماع مثمراً ومشجعاً لحضور اجتماعات أخرى لا أن يكون اجتماعاً مليئاً بالضوضاء والفوضى والهامشية.
شروط العمدة
يرى المواطن محمد القحطاني بأن العمدة لابد ان تتوافر فيه شروط جيدة تؤهله لأداء الدور المناط به كأن يكون في سن مناسبة من التعقل والاتزان ولايعني هذا ان يكون في سن طاعنة غير قادر على تحمل الخروج من بيته والاحتكاك بالناس وان تكون شخصيته قوية وايجابية ويتحلى بالصبر وسعة الصدر في حل المشاكل وان يكون مؤهله التعليمي جيداً يتيح له القدرة على استيعاب الأفكار المعاصرة وبلورتها وفقاً للوضع الحالي كما لابد ان يشهد له بالأخلاق الفاضلة لأن هذه الصفات تدعم موقفه أمام الناس وتجعل لكلماته صدى في نفوسهم وتلقى الكثير من ترحيبهم.
ويتمنى المواطن سعود المالكي بأن يتخذالعمدة من الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة في تصرفاته وتواضعه وتعاونه والهدوء عند سماع منازعات الناس وعدم الميل لقريب أو صديق دون الآخرين بل يتعمد تصحيح الخطأ مهما كان فاعله.
الترابط الاجتماعي
يؤكد المواطن مسفر الشهري على ان التفكك الاجتماعي مصدره عدم الترابط بين أفراد الحي الواحد فالإنسان يموت في بيته ولا أحد يدري عنه ودون ان يجتمع عمدة الحي وأفراده بالصلاة عليه في بعض الأحياء حتى لا أتهم بالمبالغة لذلك لابد ان يتفقد العمدة أبناء الحي وان يزور المريض هو وخيرة ممن معه والنظر في احتياجات المريض الطبية التي يتلقاها ومدى توافرها لديه ورفع الأمر للمسؤولين إذا كان علاجه يستدعي الانتقال من مدينته إلى مدينة أخرى أو السفر خارج المملكة لإزالة معاناته وايصال صوته للجهات المختصة.
أما المواطن نادر حجازي فيرى في المناسبات الدينية والأعياد أفضل الأوقات التي من المفترض ان يبرز فيها دور العمدة كأن يجتمع مع أفراد الحي في ليلة رمضان للتهنئة بالشهر الفضيل، ومعايدة الناس والاشراف على المحاضرات وحضورها لبث الوعي الديني والاجتماعي واصلاح ذات البين ونفض الغبار عن العلاقات التي اندثرت تحت عبء المسؤوليات.
ويضيف ماجد العتيبي بأن على العمدة ملاحظة تغيب أي فرد من الحي عن الاجتماعات الدورية لأنه ربما يكون هناك سبب قوي كمرض أو مشكلة منعته من الحضور فالتواصل ليس فقط مع الفئة الإيجابية بل مع تلك الفئة السلبية المنطوية على نفسها لأنه ربما وراء هذه الانطوائية أفكار عدائية للوحدة والتآلف ومن هذا المنطلق لابد ان يسعى العمدة إلى كسر هذه العزلة لنزع الأقنعة عن تلك الوجوه.
السيرة والسلوك
يؤكد المواطن وصل الله الحارثي على ضرورة تفعيل دور العمدةعن طريق التعرف على سلوكيات أفراد الحي ليقوِّم المعوج ويمنع تفشي ظاهرة كتابة شهادات حسن السيرة والسلوك لشخص لايعرفه أو ربما لشخص قد لاينتمي للحي نفسه بدافع الوساطات والمجاملات ليوضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب.
ويضيف فيصل العوفي بان الجمعيات الخيرية تطالب بشهادة حسن سيرة وسلوك للأسر التي تأخذ نصيبها من المعونة وعندما يكون العمدة غافلاً عن دوره ولايعلم أي شيء عن تلك الأسر فكيف يعطي تلك الشهادات.
صندوق الفقر
يشير المواطن مسلم القرشي إلى الزيارة المباركة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للأحياء الفقيرة كخطوة رائدة للاطلاع على معاناة المواطنين عن كثب، والتي كان لها أبلغ الاثر في نفوس الفقراء ومانتج عن تلك الزيارة من إنشاء صندوق الفقر الذي أحيا الأمل في نفوس المحتاجين ولكن دور الإمارة في كل منطقة سيكون محدودا دون تعاون عمد الأحياء بإعطاء بيان شامل وكامل عن أسماء الفقراء والمعوزين وليس المتصنعين ليأخذوا حقهم المشروع منه لمحاربة التسول وجرائم السطو والسرقات التي قد يقوم بها البعض من ضعاف النفوس بداعي الحاجة فتفعيل دور العمدة في هذا المضمار جدا مهم.
آراء عمد الأحياء
وبعرض هذه الآراء على بعض عمد الأحياء لمعرفة آرائهم ومدى تجاوبهم مع المواطنين كانت لهم الآراء التالية:عمدة حي اليمانية عبدالرحمن العامودي أكد على ضرورة حفظ أمن البلد وأنه يقبل تنفيذ أي رأي يعرضه المواطنون وتوافق عليه الجهات المختصة إذ انه غير قادر بمفرده على تحقيق طموحات الجميع في ظل تشعب أعداد السكان ونمو العمران السريع ويشير إلى ان هناك أحياء بدون عمد وأن هناك من تقاعد ومات ولم يوضع مكانه أحد وتمنى ان يقوم بكل مابوسعه لحفظ الوطن الحبيب من عبث العابثين.أما عمدة الشهداء الشمالية عيضة خضران الحارثي فلقد تطرق لنواحٍ هامة جدا بقوله: يد واحدة لاتصفق وآراء المواطنين جيدة وتحتاج فعلا لميزانية لأنني ادفع أجرة المكتب من جيبي ولتفعيل دوري احتاج لتوظيف الكثير وإذا كان العمدة تسانده أيد أمينة استطاع ان يحقق دوره الحقيقي وتفعيله لحفظ أمن البلد بل اقترح ان يكون هناك أماكن محددة جانبية لسكن العزاب بدلا من تواجدها وسط أحياء العائلات ويكون لنا الصلاحية في ان نمنع أي مستأجر أعزب من السكن وسط العائلات ومطالبة الكفيل في حالة العمالة كما أنني أحبذ ان يكون لعقد الإيجار ثلاث صور منها صورة للعمدة وصورة للبحث الجنائي وصورة للمستأجر أما بالنسبة لشهادات حسن السيرة والسلوك فهي لاتعطى إلا لمن يشهد له بحسن الأخلاق ونصادق عليها وأنا بكل حب وتقدير لوطني أود التعاون ولو أجد الفرصة المزودة بالإمكانيات لبذلت قصارى جهدي لخدمة وطني ولا أنكر بأن تلك البيوت المهجورة والمجهولة كانت منبع الإرهاب وزعزعة الأمن.
وبالرغم من ان العمدة هو الوجه الأول بالنسبة للحي لقيامه بأمور سرية لها علاقة بالجهات الرسمية إلا ان دوره محدود قاصر ولديه معاناته فأنا كنت عمدة حي الشهداء الشمالية فقط وعندما استقال عمدتا الشهداء الجنوبية والوشحاء أضيفت مهام عموديتهما لي وعندما توفي عمدتا شهار والقمرية أضيفت مهام عموديتهما لي أيضا، فكيف أكون عمدة لستة أحياء تشكل نصف مدينة الطائف، بالإضافة إلى استئجاري لمكتب يأتي الناس فيه لحل مشاكلهم وعندما زاد العبء علي فكرت بانضمام ابني الذي حصل على شهادة الثانوية ليساعدني في المكتب دون أجر ولكن ماذا حدث؟؟ جاء إلى مكتبي مقدم في الشرطة وطالبني بإقصاء ابني من المكتب وعندما أخبرته بأن ابني منذ صغره وهو يفهم العمل وانني قد أجهدت رفض طلبي وما كان مني إلا رفض التوقيع على أي ورقة خارج حي الشهداء الشمالية مما أدى إلى تجمع الناس عند مدير الشرطة لحل الموضوع فوافقوا على مساعدة ابني لي فلقد تعاونت ولم يتعاونوا معي.أما عمدة حي العزيزية والعقيق ومعشي شاكر الشريف فلقد علق دوره بمدى الإمكانيات المسموح بها حيث قال نحن لا نستطيع وحدنا تنفيذ كل هذه الآراء الجيدة خصوصا انني عمدة لثلاثة أحياء وعدد السكان في تكاثر وكل التزامات العمودية تصرف من جيبي وعلى رأسها المكتب الذي أداوم فيه دواماً رسمياً ليلاً ونهاراً، فهناك جهد كبير من قبلي واحتاج لتفعيل دوري في توفير الأرضية المناسبة لهذا الدور الجديد.
|