Saturday 17th may,2003 11188العدد السبت 16 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تتميز فترة الشيخوخة بالصلابة الاجتماعية والنفسية مما يصعّب من التوافق مع مستجدات الحياة!! تتميز فترة الشيخوخة بالصلابة الاجتماعية والنفسية مما يصعّب من التوافق مع مستجدات الحياة!!
بر الوالدين والإحسان إليهما يساعد كبار السن على الوقاية من الأمراض النفسية!!
التقاعد عن العمل يؤدي إلى زيادة الوحدة والفراغ والشعور بعدم الأهمية!!
د. محمد أيمن محمد خير عرقسوسي(*)

  تهدف الصحة النفسية تطبيقياً الى الوقاية من الاضطرابات النفسية أولاً، وعلاج الاضطرابات النفسية والمحافظة على استمرار الصحة والتكيف الافضل ثانياً. وفي الجانب الاول نعمل على تحديد الجوانب التي يمكن ان تسبب الاضطرابات، ثم نعمل على ازالتها وإبعاد الافراد عنها مع توفير الشروط العامة التي تعطي الفرد قوة عملية لمواجهة الظروف الصعبة. وفي الجانب الثاني تقوم المؤسسات المتخصصة بدعم الفرد من جهة، وعلاج مشكلاته النفسية التي يمكن ان توجد لديه من الجهة الثانية، ثم مرافقته لخطوات من اجل التأكد من حسن عودته الى اسلم وضع والى انتظام ذلك في شروط الحياة المختلفة.
وهذا ما يدفعنا كعاملين في مجال الصحة النفسية للعناية بالفرد والعناية بالبيئات المختلفة شديدة الالتصاق به. وفي مجال المسنين فان الشيخوخة تقترن بالاستهلاك التدريجي للاعضاء و التغيرات الحيوية التي تطرأ على الجسم والتي ترافق الشيخوخة وهكذا فإنه من الطبيعي ان يحدث هذا التدهور في استهلاك العضلات كمرحلة من مراحل الحياة قال تعالى {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} (الروم 54).
وتحتاج خدمات الصحة النفسية للمسنين لحسن التوجيه نفسياً ومهنياً واجتماعياً للوقاية من مشكلات منظورة قبل وقوعها او لعلاج مشكلات قائمة يعاني منها المسنون. ولابد لنا في البداية من معرفة مميزات الحياة النفسية للمسن وهي كما يلي:
أهم جوانب حياة المسن ومميزاتها:
1- قد تمتد فترة الشيخوخة عشرات السنين ولذلك اثره في حياة الفرد ومن حوله من معارف واصدقاء وأهل.. قال صلى الله عليه وسلم «خيركم من طال عمره وحسن عمله.. وشركم من طال عمره وساء عمله».
2- يعاني المسن من ضعف جسمي عام في الاحساس والعضلات والعظام والنشاط الجسمي الداخلي «هضمي وبولي ودموي وجلدي» و ضعف عام في النضارة.. وبدء ظهور الترهلات. واعراض الشيخوخة هذه تظهر على كل انسان..
3- نصوح علمي وغزارة وثراء فكري، حيث ان اكابر العلماء خير انتاجهم الفكري في هذه المرحلة «مابعد الستين» ويكون لدى المسن ايضاً ثراء شخصي بالخبرة الذاتية مع الآخرين حيث يفهم الحياة فهماً واقعياً ويدرك الحياة بعيداً عن الخيال وبواقعية عملية.
4- معاناة صحية في تناوب مع المتاعب المرضية، ويتطلب ذلك عناية صحية متواصلة ودقيقة.
5- صلابة نفسية واجتماعية في الاتجاهات، يصعب معها التكيف والتوافق النفسي للمسن مع مستجدات الحياة وما تتطلبه من علاقات وانماط سلوكية جديدة مع عدة اجيال مما يجعله يعاني من صعوبات التوافق الضروري للحياة الهادئة قال تعالى {و من نعمره ننكسه في الخلق افلا يعقلون} (يس 68).
6- يرى المسن نفسه اما متخوفاً من الوصول للشيخوخة او منكراً لها ولا يعطي لها بالاً في تصرفاته، وكلما تقدمت به السن شعر بالعجز اكثر ويحدث ذلك في المجتمعات الغربية حيث يرى المسن نفسه قد وصل لمرحلة سلبية في حياته وذلك نتيجة لطبيعة العلاقات الاجتماعية المفككة، والروابط العائلية الضعيفة. وبالنسبة اليهم فان مشكلة سن التقاعد قد خلقت مشاكل جديدة تتعلق بتحقيق الذات، وبحقوقهم كبشر وفي شعورهم بتدني المستوى المعيشي، وعدم ملاءمته لصحتهم ورفاهيتهم، ولصحة ورفاهية اسرهم وايضاً لزيادة الحاجة الى الرعاية الصحية والطبية والاجتماعية والنفسية ويرافق ذلك شعورهم بعدم الامان بسبب تقدم السن وكل ذلك يساهم في نشوء مشكلات المسنين، اما في مجتمعاتنا الاكثر التزاماً بالنواحي الدينية فإننا نجد ان كبر السن يصاحبه ارتفاع في المكانة ويعامل المسن بالتبجيل والاحترام والتوقير.. قال صلى الله عليه وسلم «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا» رواه الترمذي .
ومن ناحية اخرى يؤدي الانقطاع عن العمل في عصرنا الراهن الى زيادة النظر للشيخوخة بوصفها مشكلة نفسية واجتماعية حيث ان التوقف عن العمل يتضمن انقطاع ادوار اجتماعية هامة، وتقلصاً في الداخل وتقليلاً في فرص الاتصالات الاجتماعية، وزيادة في الوحدة والفراغ وهذا ما توصل اليه العلماء عموماً بأن التقاعد هو أمر سلبي.
أهم مشكلات المعمرين
لايتعرض كل مسن لمشكلات، والمشكلات نفسها متنوعة ومنها البسيط العابر او الطارئ الذي يزول بالعلاج، وعدد كبير من المسنين عرضة لمشكلات مزمنة ولا بد لهم من معايشتها بصبر وهدوء للتخفيف من اضرارها. قال صلى الله عليه وسلم للأعراب عندما سألوه فقالوا يا رسول الله أنتداوى؟.. فقال صلى الله عليه وسلم «نعم يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد» قالوا ما هو؟ قال «الهرم» اخرجه الترمذي واحمد في مسنده .
والمشكلات يمكن ان تكون انفعالية وجدانية كالشعور بالفشل او الاحباط مما يؤدي الى ان تغلب على هؤلاء روح التشاؤم، وقد يصل ببعضهم الى الشك بأقرب المقربين اليهم، ويكون سلوكهم متسماً بالشك والحذر والحساسية والثأر الانفعالي «قد يتزوج المسن ممن هي في سن بناته ويتصابى وعند عجزه يتهمها ويشك بها وبهذا لا يوقر نفسه» قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي «يا ابن آدم الشيب نور من نوري وإني استحي ان اعذب نوري بناري فاستحي مني».
وهناك مشكلات ذهنية فكرية وذلك نتيجة لضعف الحواس وضعف الانتباه وعدم القدرة على التركيز، مما يضعف المدركات بالاضافة الى ضيق الاهتمام والى ضعف الذاكرة وتشتتها وسرعة النسيان مما يجعل الفرد يتمركز بشكل محوري في تفكيره حول شيء مما يبدو شبيهاً بالوسوسة او الهلوسة، قال تعالى {يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج}(الحج 5).
وأما المشكلات الصحية فإن امراض الشيخوخة تعتبر اكثر خطورة لضعف مقاومة الجسم لدى المسن وشدة ثأره وضعفه مما يقلل فرص اجراء جراحات ضرورية لصحته. كما ان ضعف الجسم عموماً يظهر لديه امراضاً ومشكلات جسدية مثل امراض القلب والشرايين وهشاشة العظام والكسور والامراض الجلدية والحسية، وغيرها وقد يظهر لدى المريض توهم بالامراض وتركيز زائد على الصحة حيث ينظر للعرض البسيط بأنه خطير قال تعالى {قال رب اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً} (مريم 4).
وهناك مشكلات اقتصادية يعاني منها المسنون لنقص مواردهم المالية، ولضعف الاداء لديهم، او للتقاعد، او لترك العمل، وهذا في حد ذاته مشكلة نفسية واجتماعية وصحية واقتصادية بأبعادها المؤثرة والمتأثرة.
واما المشكلات الاجتماعية فإن ازدياد العمر يقلل من الاصدقاء بسبب تفرقهم إما بالبعد او بالوفاة او بالسفر، وكذلك الاولاد لانهماكهم بشؤون الحياة. واما شريك الحياة الزوجية فقد يتوفى وبالتالي يظل المسن يعاني من الوحدة وآثارها النفسية، وكذلك فان عدداً غير قليل من المسنين يعاني من الصلابة الاجتماعية لصعوبة تكيفه وتبنيه لأنماط جديدة في السلوك والتفكير.
الوقاية من مشكلات الشيخوخة وعلاجها
لقد سبق الاسلام بوضع الاجراءات الوقائية من مشكلات الشيخوخة واولاها اهتمامه. قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اغتنم خمساً قبل خمس حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك».
كما اوجب الاسلام على الاولاد بر الوالدين والاحسان اليهم ورسخه في نفوس الامة. والتركيز على ذلك يساعد في الوقاية من بعض المشاكل النفسية للمعمر قال تعالى {وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين إحسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف و لا تنهرهما وقل لهما قولا كريما <23> واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} ( الإسراء 23 ـ 24).
كما اوجب الاسلام احترام وتوقير كبار السن وحث عليه قال صلى الله عليه وسلم «ما اكرم شاب شيخاً من اجل سنه إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه» رواه الترمذي ، وقال صلى الله عليه وسلم «انه من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم» رواه ابو داوود والبيهقي وقال صلى الله عليه وسلم «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر» رواه الترمذي .
كما اوجب الاسلام الرعاية الصحية بالفحص الطبي والدوري للكشف عن اي مشكلات صحية في بدايتها، وقبل استفحالها، والوقاية من العدوى، والاهتمام الصحي الجيد والوقاية من المرض بشكل اكبر عند المسن وذلك لنقص وضعف مقاومته. قال صلى الله عليه وسلم «يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء».
ويجب رعاية المسن والاهتمام به اولاً بأول في حل المشكلات او اشباع الحاجات، ولابد من عمل برنامج نشاط حركي جسمي وذهني عقلي له لمساعدته على روح التفاؤل ليعيش شيخوخته بأوسع وأكمل شيء ممكن، ولابد من الاهتمام بالعمر العقلي ومراعاته وكذلك العمر التحصيلي والمستوى الفسيولوجي والانفعالي والاجتماعي والجنسي فالشيخوخة لاتعد بالعمر الزمني فقط.
ويجب تشجيع المسن على البحث والاطلاع حتى نبقي ذاكرته متنبهة، ونشجعه على تحديد اهداف للمستقبل يسعى لتحقيقها، ونحثه على السعي لذلك، قال صلى الله عليه وسلم «خيركم من طال عمره وحسن عمله». وقال صلى الله عليه وسلم «اذا قامت قيامة احدكم وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها».
ويجب الاهتمام بالتوافق الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بين المتكافئين سناً وثقافة، حتى يشتركوا في الاتجاهات والاهتمامات، مع التركيز على الهوايات المفيدة والرياضة الخفيفة «مثل المشي» والاهتمام بالهندام العام، وكذلك تنمية العلاقات بافراد الاجيال الاخرى لضرورة امتزاج الاجيال، ولأهمية النماذج الصالحة في نقل الثقافات والحضارات عبر المسن. فمن المفاهيم الاسلامية التي تساعد المسن على حياته بر الابناء وبر ابناء الاصحاب ورعاية الاطفال، التي سبق وحث عليها الاسلام، حيث جاء في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال «إنّ من ابر البر صلة الرجل ود ابيه بعد ان يولي» رواه مسلم .
ويحتاج المسن الى ضمان مالي، وصحي، وهو من الوفاء للافراد الذين قدموا لوطنهم الكثير، ولحفظ كرامتهم وودهم، قال صلى الله عليه وسلم «ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم» رواه ابو داود والبيهقي .
والمسن في مرحلة عمرية قريبة من الآخرة، ولابد له من التعامل بواقعية وان يكون نموذجاً يحتذى، وان يبعد عن السلوكيات السيئة، وعليه ان يتعظ من شيبته ويجعلها مذكراً له، ففي الاثر «كفى بالشيب واعظاً ياعمر» وعن انس بن مالك مرفوعاً قال «المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل حسنة كتب لوالده او لوالديه، وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه، فاذا بلغ الحنث جرى عليه القلم، وأمر الملكان اللذان معه ان يحفظا وان يشددا، فاذا بلغ اربعين سنة في الاسلام امنه الله من البلايا الثلاث الجنون والجذام والبرص، فاذا بلغ الخمسين خفف الله من حسابه، فاذا بلغ الستين رزقه الله الانابة اليه بما يجب، فاذا بلغ السبعين احبه اهل السماء فاذا بلغ الثمانين كتب الله له حسناته وتجاوز عن سيئاته، فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفعه في اهل بيته، وكان اسير الله في ارضه، فاذا بلغ ارذل العمر كي لا يعلم بعد علم شيئاً كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير فاذا عمل سيئة لم تكتب عليه» رواه ابو يعلي في مسنده وفي الحديث الذي سبق وان اوردناه ان رجلاً قال يا رسول الله اي الناس خير؟ قال «من طال عمره وحسن عمله» قال فأي الناس شر؟ قال «من طال عمره وساء عمله».
ويشمل علاج مشكلات الشيخوخة العلاج الطبي والعلاج النفسي ويهدف هذا الاخير الى تحقيق الامن النفسي والانفعالي، واشباع الحاجات، وتحقيق عزة النفس، وشعوره بالحب وانه مطلوب من اهله، واقناعه بالتعايش بما تبقى له من قوى لإسعاد نفسه، في الحدود الجديدة التي يستطيع ان يعيشها، ويفيد في ذلك العلاج بالعمل وهذا يتطلب ارشاد المسن مهنياً واسرياً مع الاهتمام لملء وقت الفراغ واهميته، وتوجيهه الى مؤسسات تساعد على رعاية المسنين، كما ان من المهم العلاج البيئي وذلك بتنمية اهتماماته و ميوله، وذلك بوسائل التسلية وبدفعه للمشاركة الاجتماعية بتأهيله نفسياً واجتماعياً مما يساعده بتحقيق التوافق النفسي، ويفيد في ذلك الورش والنوادي التي تعد خصيصاً للتغلب على مشكلة التقاعد التي اصبحت في عصرنا الراهن تشكل تعطيلاً ل 14% من سكان العالم.
والنظام الاجتماعي في حياة المسلم كفل حل مثل هذه المشكلة، لأنه كفل الحياة الكريمة للمعمر، من الناحية الاقتصادية عن طريق الاوقاف، والاجتماعية ببناء العلاقات، والصحبة بالمداواة والمداراة، والنفسية بحفظ كرامته وشعوره بأهميته في هذه الحياة، حيث ان المسن باق بشكل محترم ومكرم بين اهله وذويه ويكون نموذجاً يحتذى في السلوك للاجيال داخل هذه الاسر، ويكون ناقلاً للقيم والثقافة بين الاجيال، بحيث يعيش حياته متوافقاً مع ظروفه الصحية، ومتعايشاً معها، ومستفيداً من طاقاته النفسية والعقلية، وآمناً من الناحية الاجتماعية، ومنتجاً ومنمياً لعلاقات جديدة بناءة، ومفيداً في حكمته وخبرته للمجتمع بجميع شرائحه. وفي الثقافة الاسلامية اعطى الاسلام نماذج لرعاية المسنين ولم يربط الامر بسن معينة فلقد اشار القرآن الكريم الى انبياء تقدمت بهم السن كابراهيم عليه السلام وزكريا ونوح عليهم السلام.
واشار التاريخ لعدد من الصحابة الذين ظلوا في حالة عطاء حتى آخر لحظة امثال انس بن مالك واسماء بنت ابي بكر وغيرهم. وهناك امثلة لعدة اوقاف اجتماعية اسلامية لخدمة المسنين ولحفظ كرامتهم وللاستفادة منهم وللوفاء لهم.

* استشاري ورئيس قسم الصحة النفسية في مستشفى الامل بجدة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved