* كتب سامي اليوسف:
انتقد الحكم الدولي الخبير قرارات حكم مباراة النصر والقادسية «0/1» الدولي ممدوح المرداس مستنداً في ذلك على خبرته التحكيمية العريضة.. ومستعيناً بمواد قانون كرة القدم في شرح ملاحظاته وانتقاداته على أداء الحكم.. كما طال في انتقاده الحكم الرابع للمباراة الدولي معجب الدوسري.. فيما أشاد بأداء المساعدين الدولي فهد الملحم وابراهيم الدباسي «درجة أولى» وضبطهما للعديد من حالات التسلل التي جاء أبرزها للأخير في ابطاله لهدف نصراوي سجله صالح الداوود برأسه في الشوط الثاني..
ووضع الحكم الدولي الخبير - تحتفظ الجزيرة باسمه - نقاط عدة رئيسية في مسألة تقييمه لأداء المرداس أبرزها قربه من موقع الكرة، مبدأ اتاحة الفرصة، لياقته البدنية، استخدامه للكروت الصفراء، تعاونه مع المساعدين، محافظته على سلامة اللاعبين ومتعة اللعب، زاوية الرؤية، التداخل في اللعب، واحتسابه للوقت بدل الضائع واتخاذه القرار الصحيح.
بلنتي غير صحيح
* قال الدولي الخبير: إن أبرز الملاحظات على أداء الحكم ممدوح المرداس كانت في شوط المباراة الأول عندما احتسب في آخره ركلة جزاء لمصلحة النصر.. في الواقع لم تكن صحيحة على الاطلاق كما ان قراره لم يكن مقنعاً من الناحية التحكيمية البحتة.. وأسهم هذا القرار الخاطئ المبني على سوء التقدير لعدم وضوح زاوية الرؤية لديه لموقعه غير السليم في انقاص درجة تقييمه.. فمن الناحية القانونية والنظرة التحكيمية نقول بأن المدافع القدساوي لم يرتكب أية خطأ من الأخطاء العشرة التي تستوجب احتساب ركلة الجزاء فالدفع غير موجود اطلاقا والتحام اللاعبين «المدافع والمهاجم» كان طبيعيا وعاديا جداً. بل ان المدافع كان رافعا لكلتا يديه في تدليل على أنه لم يقصد الاضرار أو دفع المهاجم النصراوي الذي جاء سقوطه لاختلال توازنه ومثل هذه اللعبة تحدث وتتكرر دوماً أثناء المباريات.. والأهم من ذلك ان الحكم لم يكن مقنعا في اتخاذه لمثل هذا القرار المهم الذي يؤثر على نتيجة المباراة ويغيرها.. فهو لم يتخذ الموقع السليم الذي يخوله باتخاذ القرار الصحيح «100%».. لأن زاوية الرؤية لم تكن واضحة تماما للحكم فهو لم يكن في موقع يكشف له حركة اللاعبين معا بل كان في موقف لا يبين له سوى اللاعب النصراوي كما أنه لم يشاهد اللاعبين قبل حالة السقوط على الأرض فقط.. فكيف يسمح لنفسه باتخاذ مثل هذا القرار.. الذي اعتبره «اختراعا» جديداً في مسألة احتساب ركلات الجزاء..!!
راية الدباسي سليمة
** أشاد حكمنا الدولي الخبير بقرار المساعد الثاني ابراهيم الدباس في ضبطه لحالة التسلل التي سجل منها مدافع النصر صالح الداود هدفاً بالرأس في الشوط الثاني..قائلاً:«الداود كان متقدما عن آخر مدافع قدساوي أثناء تنفيذ الخطأ النصراوي وموقع الدباس كان سليما للغاية واللعبة كانت أقرب للتسلل بشكل كبير.. وكان اللاعبان على خط واحد قبل التنفيذ.. وقرار المرداس باحتساب التسلل يحسب له حيث يعكس مدى نجاحه في مسألة تعاونه مع مساعديه الأمر الذي كان واضحا بشكل كبير على مدار الشوطين وفي حالات متعددة.
** وانتقل الدولي الخبير بالحديث عن مطالبة النصراويين والقدساويين على حد سواء بركلتي جزاء للاعب خوليو سيزار وللقدساوي أديلتون في الشوط الثاني أيضا.. حيث قال:«اطلاقا هذه المطالبة غير مشروعة ولم تستحق اللعبتان قرارا باحتساب ركلة جزاء.. فالمدافع القدساوي لعب على الكرة واستخلصها ببراعة تحسب له من أقدام سيزار.. وفي حالة الهجمة القدساوية لم يكن هناك شد أو دفع من المدافع النصراوي للمهاجم القدساوي فالدخول واستخلاص الكرة في الحالتين كان مشروعا».
طرد الداوود
** ثم عرّج الدولي الخبير بالحديث عن استخدام الحكم المرداس للبطاقات الصفراء في المباراة قائلا: لقد منح الحكم جملة من الكروت الصفراء للاعبي الفريقين البعض منها كان في محله والآخر ولم يكن لها داعٍ.. وسأذكر ثلاث حالات.. الأولى للكارت الذي منحه في الشوط الأول لمدافع القادسية البرازيلي عقب احتسابه لركلة الجزاء وكان غير مستحق البتة وقد شرحت ذلك في معرض حديثي عن صحة ركلة الجزاء النصراوية.. والثانية كانت لكابتن فريق القادسية أحمد الرويعي ولم تكن هي الأخرى مستحقة لأن «الفاول» كان ن جراء خطأ عادي في منتصف الملعب ولم يكن نتيجة سوء سلوك أو تعمد خشونة أو تعمد الاضرار بالخصم أو قطع هجمة ناجحة.
والملاحظة الأهم في هذا السياق.. الكارت الأصفر الذي ناله باستحقاق مدافع النصر صالح الداوود نتيجة تعمده شد المهاجم القدساوي ومنع هجمة ناجحة فالقرار بالفاول والانذار كان سليما من لدن الحكم ولكن الداوود اتبع خطأه بالحديث مع الحكم ثم تلفظ عليه وكان ذلك واضحاً عبر شاشة التلفاز بجلاء وقد كرر الداوود هذه الفعلة كما حدث الموسم الماضي في مباراة الاتحاد وكان يجدر هنا بالمرداس منح اللاعب البطاقة الحمراء على الفور نتيجة سوء سلوكه..!
الوقت بدل الضائع
** وأشاد الدولي الخبير في مسألة عدم تداخل الحكم المرداسي في اللعب واعطائه المساحة الجيدة للاعبين أثناء سير المباراة.. كما أشار الى انه نجح أيضا في مسألة تطبيقه لمبدأ اتاحة الفرصة مرة واحدة فقط في كرة المهاجم النصراوي بندر تميم لكنه أخفق في ذلك عندما أوقف اللعب أثناء الهجمة النصراوية والكرة مع المهاجم عبدالرحمن البيشي في الشوط الثاني.. كما ذكر بأن الكرة التي تقدم بها لاعب الوسط القدساوي عبده حكمي في شوط المباراة الثاني وسددها بقوة في القائم الأيمن للحارس النصراوي كانت في الأساس خطأ لمصلحة النصر على القادسية لكن الحكم أخطأ في تقديره وأتاح الفرصة للاعب القدساوي بالاستفادة من خطأ زميله..!
كما أنه حرم القادسية من مشروعية بناء هجمة ناجحة بحجة اصابة لاعب كانت بسيطة وعندما استأنف اللعب باسقاط الكرة تحولت الهجمة لمصلحة النصر.. وهنا يلزم علينا التنبيه بأن ايقاف الكرة أثناء اللعب بداعي اصابة لاعب لا يكون إلا في حالة تأكد الحكم من خطورة الاصابة أما إذا كانت الاصابة بسيطة من جراء احتكاك عادي فمواصلة اللعب هي الأولى.. لأن الايقاف غير الضروري للكرة يضيع متعة اللعبة أو كرة القدم.
في جانب أخر.. قال الحكم الدولي الخبير ان الوقت بدل الضائع المحتسب «5 دقائق» في الشوط الثاني كان سليما بسبب توقف اللعب على الأقل ثلاث مرات لعلاج الحارس القدساوي ودخول سيارة الاسعاف وكذلك التغييرات.. لكن الحكم بالغ في تمديد اللعب بعد الدقائق الخمس التي احتسبها كوقت بدل ضائع دون اعتبار قانوني لهذا التمديد غير المستحب.. ولعل اطلاقه لصافرة النهاية كان خلال ثواني الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع.. فهذا التمديد لم يكن له ما يبرره لاسيما وأنه أطلق صافرته قبل تنفيذ الفريق النصراوي لضربة الزاوية وهذا أمر غير جيد ويؤثر على درجة تقييم الحكم..
كما قال الحكم الدولي الخبير.. بأن فات على المرداس بعض القرارات التي أرجعها لقلة تركيزه في المباراة.. على سبيل المثال ما حدث في الدقيقة «47» من الشوط الثاني في الكرة المشتركة في منطقة الجزاء القدساوية والتي احتسب فيها خطأ لمصلحة الحارس القدساوي بعد احتكاك مع المهاجم النصراوي البيشي.. حيث سبق هذا الخطأ.. تعمد المهاجم النصراوي الاتكاء على المدافع القدساوي وكان الحكم قريبا من اللعبة وزاوية الرؤية لديه واضحة تماما ومع ذلك لم يتخذ القرار السليم.. وهنا نشير الى أهمية التركيز أثناء المباراة أولاً.
تدخين مدرب النصر
** ذكر الحكم الدولي الخبير ملاحظة غاية في الأهمية قد تغفل على بعض المتابعين تتعلق بدور أو مهمة الحكم الرابع في المباراة الحكم الدولي معجب الدوسري بقوله:«في أحد اللقطات التلفزيونية شاهدت مدرب النصر واقفاً بجانب خط التماس في منطقته التي سمح بها القانوني يوجه لاعبيه وثمة دخان يخرج من فمه.. وهذا لا يعكس حالة الطقس الباردة بالطبع لأننا نعيش أجواءاً صيفية لكنه يدلل بما لا يدع مجالا للشك فيه.. ان المدرب النصراوي كان يدخن وهو على كرسيه في الاحتياط وهنالك قرار واضح وصريح بمنع كافة الاداريين والمدربين من التدخين في مقاعد الاحتياط أثناء سير المباراة.. فأين كان الحكم الرابع من هذه الملاحظة المهمة»!!.
نقاط سريعة
** أشاد الحكم الدولي الخبير بحرص الحكم المرداس على سلامة اللاعبين بدليل ايقافه اللعب غير مرة.
** رشح الحكم علي المطلق لادارة مباراة الأهلي والقادسية المقبلة كاختيار أول واضعاً الدولي معجب الدوسري كخيار ثان.. مستبعداً في الوقت ذاته تكليف أية حكم أو مساعد من المنطقة الشرقية لهذه المباراة.. قائلاً: «أرشح الدوليين عبدالرحمن الزيد أو عمر المهنا للمباراة النهائية» وفي حال تأهل القادسية سيبقى الترشيح الأقوى للزيد.
* أيّد المرداس في اصراره على تنفيذ التسلل من موقعه قائلاً:«حالة التسلل تستلزم لعب الكرة من مكانها الصحيح الذي أشار اليه المساعد».
** منح المرداس درجة تقييم تتراوح من سبعة ونصف الى ثمان درجات.. مؤكداً ان قراره الخاطئ في احتساب ركلة الجزاء للنصر أفقده درجة كاملة في التقييم..
** أشار الى ان عدم اعتماد الفريقين على مصيدة التسلل أراح المساعدين كثيراً وخاصة الدولي فهد الملحم..!.
|