* كتب - سامي اليوسف:
نجح مدرب القادسية أحمد العجلاني برسم خطته واستراتيجية واضحة المعالم ومحددة الأهداف للقضاء على خطورة الفريق النصراوي في الرياض وبين جماهيره.. بحكم خبرته ومتابعته واجادته قراءة خصومه ومعرفته الأكيدة بقدرات لاعبيه فرداً.. فرداً.. وكذلك لإدراكه مكامن القوة والضعف في خطوط الفريق الأصفر.
فقد عمد منذ البداية الى فرض أسلوب لعبه على طابع المباراة واستطاع لاعبوه فرض شخصية فريقهم على خصمهم من خلال فرض الرقابة اللصيقة على مفاتيح اللعب النصراوي وأعني الثنائي الأجنبي «روك بوسكاب وكارلوس تورينيو» اللذين غابا تماما تحت مظلة زكريا الهداف أحد نجوم المباراة وزميله المدافع أليكس.. وفور نزول خوليو سيزار في الشوط الثاني أشرك المدرب القدساوي الشاب سلمان العميري لمراقبته.. كما أمر لاعبيه بالضغط على حامل الكرة النصراوي وعدم اتاحة الفرصة للاعب النصراوي للتحكم بالكرة والتحرك في مساحات واسعة بل تضييق الخناق على النصراويين حتى في ملعبهم الأمر الذي اضطر معه بعض مدافعي النصر كالحارثي والداود الى ارسال الكرات الطولية العالية للهجوم في وقت مبكر من المباراة.
طبق القدساويون طريقة «5/3/2» بوجود اللاعب أوالمدافع القشاش وتنظيف المنطقة أولاً بأول.. واللعب في وسط الميدان وفي الأمام بالكرة من لمسة أو لمستين للمحافظة على الرتم أو الايقاع السريع للعب استغلالاً لبطء الدفاع النصراوي خصوصاً متوسطي الدفاع وكذلك الاعتماد على الأطراف على عكس الهجوم النصراوي الذي كان يرتكز على الاختراق من العمق.
أيضا أوعز العجلاني للاعبيه بضرورة التسديد المباشر على المرمى النصراوي من زوايا متعددة ولاحظنا تسديدات حكمي والودعاني وكريري بكثرة على مدار الشوطين.
وكان يهدف من وراء هذه الاستراتيجية الى خطف هدف مبكر أو على الأقل ان يكون فريقه المبادر في التسجيل وانهاء الشوط الأول لمصلحته لأن ذلك يعد أمر معنوياً ونفسيا مهما للاعبين على عكس لو ان النصراويين هم الذين بادروا بالتسجيل.
الهجوم القدساوي المبكر والأفضلية منحا اللاعبين القدساويين زخماً كبيراً ومهماً من الثقة بالنفس خصوصاً في ألعاب الوسط بالذات من اللاعبين الثلاثة: كريري وحكمي والودعاني.
وفي الحالة الدفاعية لجأ العجلاني الى تطبيق طريقة «5/4/1» بالابقاء على السرحاني وحيدا في المقدمة.. لكنه كان يثق بقدرات هذا اللاعب سواء من حيث مهارته واختراقاته وكذلك سرعته التي يرهق بها الحارثي والداوود البطيئين..
ولعل الهدف القدساوي الوحيد في المباراة عكس مدى الثقة والسرعة في الحركة ونقل الكرة من الجانب القدساوي.
أبرز ملاحظاتي على الأداء القدساوي.. ميل الحارس العويّض الى تعمد اضاعة الوقت في وقت مبكر من المباراة الأمر الذي قد يعرضه للطرد من المباراة وان كان الهدف من هذا ابطاء رتم اللعب لمصلحة القادسية وتقليل الاندفاع والحماسة والضغط النصراوي على المرمى القدساوي.
الأمر الثاني.. تعمد لاعبو القادسية الرجوع الى ملعبهم في الشوط الثاني كثيرا ولعب رباعي خط الظهر في منطقة الست ياردات الأمر الذي يجعل الخطأ في تخليص الكرة أو التمرير خطأ قاتلاً في هذه المنطقة.
والأمر الثالث.. ضعف لياقة بعض اللاعبين كالودعاني والبطء المبالغ فيه بعض الأحيان لدى حكمي.
أما الأمر الرابع والأخير.. فقد كنت أتمنى مشاهدة المهاجم ياسر القحطاني بديلا للسرحاني في المقدمة بدلا من القنبر لسرعة الأول ومهاراته وجاهزيته التي قد يستغل فيها اندفاع النصراويين بحثا عن التعادل وبطء متوسطي الدفاع والفراغات الكبيرة في جدار الدفاع النصراوي.. مع العلم ان تعديلات العجلاني كانت موفقة وفي محلها تماما بالنسبة لأديلتون والعميري.
كل لاعبو القادسية كانوا نجوما في مباراة النصر.. وفي مقدمتهم الرباعي المتميز هاني العويض.. زكريا الهداف.. أحمد الرويعي.. عبده حكمي.. ولا أنسى صاحب الهدف الحاسم صالح السرحاني..
القادسية ظهر فريقا منظما.. متجانساً.. يلعب الكرة الجماعية باقتدار.
|