Saturday 17th may,2003 11188العدد السبت 16 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بين الحرب النفسية والسطوة الإعلامية بين الحرب النفسية والسطوة الإعلامية

سعادة رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في العدد 11157 خط لنا الاخ المهندس/ عبدالعزيز السحيباني، تحت عنوان «ما اشبه اليوم بالبارحة.. يا بغداد!!» خواطر بين فيها وجه الشبه بين اجتياح بغداد في شهر الله المحرم من قبل التتار واسقاطها.. وبين الاجتياح «الأمريكي/ البريطاني» في نفس الشهر.
لم يكن من قبيل الصدفة ان يتم هذا التوافق، فعدو الامة المعاصر درس التاريخ الإسلامي، وقرأ جيدا ما بين سطوره وذلك لرسم استراتيجيات الحرب النفسية وآلية الصراع قبيل الحرب العسكرية، لانه ادرك عبر التجارب ان لا نصر له مالم تتوغل الهزيمة النفسية داخل افراد الامة الاسلامية، فها هو قد قلب الحقائق وشوش الافكار وزعزع الانتماءات بحقن الجرعات النفسية والاعلامية والاقتصادية التي تسمح بمرور الضربات العسكرية لتحقيق اهدافه العليا.
ومما يؤسف له ان امة الاسلام لازالت تغط في سبات عميق جعل العدو يتجاوز تحقيق اطماعه الاساسية الى ترف الاطماع، فهو يتلذذ بمضغها كلقمة سائغة مباح له بلعها او مجها.
ان الحرب النفسية والسطوة الاعلامية تولدان الاستعمار والهزيمة النفسية التي تفوق بكثير في آثارها ونتائجها الهزيمة في الحروب العادية، فقد تتحول تلك الاخيرة الى نصر يوم ان تنطلق الارادة معتمدة على خالقها لمواجهة التحدي، لكن الهزيمة النفسية تظل تقيد ارادة الانسان وتعطل قدراته على المقاومة، بل ربما يرحب بالعدو لاحتلال ارضه بعد ان تمكن من احتلال عقله وقلبه!.. فلم يكن للعدو طريق على المسلمين لولا الخونة امثال «العلقمي» في زمان التتار، فالغدر والخيانة جواز مرور للاحتلال في كل عصر، انها سنة سنها قتلة الانبياء عليهم من الله ما يستحقون، ابتداء بنقضهم العهد الذي ابرموه مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في غزوة الاحزاب ضد العدو المشرك الذي جيش جيوشه لدخول المدينة املا في قتل سيد البشر عليه افضل الصلاة والسلام، ولكن حال دون تحقيق مخططاتهم ومآربهم الصدق مع الله والتعرف اليه في الرخاء والشدة.
ان احوج ما تحتاجه الامة الاسلامية لاستعادة هيبتها وكشف الغمة عنها ان تعود الى خالقها معتصمة بحبله المتين، وكما قال الامام مالك رحمه الله «لن يصلح آخر هذه الامة الا ما صلح به اولها»..
فالمسلمون حينما هزموا التتار شر هزيمة لم يكن بمقدورهم ذلك لولا الله ثم انبعاث تلك الروح الايمانية التي بثها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في نفوس المسلمين لدحر الكفار وقطع دابر شرهم، ومن غير الممكن للمسلمين القضاء على الصليبيين لولا الراية الاسلامية التي انعقد تحت لوائها جيش الاسلام بقيادة القائد المظفر صلاح الدين رحمه الله..
ولقد حرص عمر بن الخطاب رضي الله عنه على تأكيد ذلك بقوله البليغ «نحن قوم اعزنا الله بالاسلام، فان ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله».. والله المستعان.والسلام عليكم

عبدالله العمر/الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved