لن يفيد الإرهاب أن يتستر بأثواب الدين لكي يحظى بالتعاطف؛ فسرعان ما يسفر عن وجهه القبيح بارتكاب الجرائم التي يروح ضحيتها الأبرياء كما رأينا في تفجيرات الرياض، ومن ضمن القتلى الـ34 أطفال ونساء ورجال، مسلمون ومن ديانات أخرى. ولا شيء يبرر قتل كل هؤلاء.
إن الاستغلال السيىء للدين واعتماده كوسيلة للوصول إلى هذه الغايات البشعة يكشف الوجه الحقيقي للإرهاب ويزيل كل قناعة إيجابية لدى أيٍّ من كان حول مرامي وأهداف هؤلاء.
وبينما يحذر ديننا الحنيف من قتل النفس بغير حق، فإننا لا نستطيع تبين أي قدر من الحق في قتل هؤلاء الـ34 وإصابة الـ194 بجراح وعاهات مستديمة وتعطيل لمختلف الأعضاء البدنية فضلاً عن الأثر النفسي العميق في نفوس كل هؤلاء الضحايا والجرحى والملايين من أبناء هذه البلاد الذين آلمهم أن يخرج من بينهم نفر لتنفيذ مثل هذه الجرائم.
إن إدانة هذا المسلك أمر ضروري لبيان فداحة الجرم ورفضه، ومع ذلك فإن المسألة تتطلب ما هو أكثر من الإدانة حيث الحاجة ماسة لتصحيح الأفكار الخاطئة التي تقود مثل هؤلاء المفجرين إلى الإقدام على هذه الجريمة البشعة.
ومن الواضح أن هناك تشويهاً كبيراً يلحق بهذا الدين القويم الذي ينبذ العنف وقتل النفس بغير حق ويدعو إلى المعاملة الحسنة ومباشرة الأمور بالروية وبالتي هي أحسن وبالحجة والإقناع.
مثل هذه الأعمال الإجرامية ينتظرها بفارغ الصبر الذين يصطادون في الماء العكر ويتحينون الانقضاض على الإسلام والمسلمين ورمي المسلمين بكل جريرة وتحميلهم جرائم غيرهم ووصمهم بنعوت ليست من طبيعة الإسلام والمسلمين.
وهكذا فإنه يتعين دفع ثمن باهظ في كل مرة يرتكب فيها نفر باسم الإسلام وباسم هذه البلاد عملاً إجرامياً لا هو من طبيعة الإسلام ولا من طبيعة الدولة المسلمة.
ومع فداحة الأضرار إلا أن التحرك السريع مطلوب اليوم قبل الغد لوقف هذه التجاوزات والأفكار الخاطئة، وفقاً لآليات حصيفة تقضي على هذه الأفكار بالفكر والدعوة والكلمة الحسنة والتربية المخطط لها على المدى القصير والمدى الطويل، واستراتيجية تتوخى الوصول إلى الجميع وبأيسر السبل من خلال استغلال الإمكانات المتوافرة. هذا فضلاً عن التعاون الدولي الذي يعتمد الوسائل الكفيلة بالوصول إلى النتائج المرجوة من خلال إعطاء الاعتبار للمبادئ والمعتقدات القائمة في كل مجتمع وهي كفيلة بإنجاز الكثير في هذا المجال.
|