Saturday 17th may,2003 11188العدد السبت 16 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
«كتب ومؤلفون»..! «7»
عبدالفتاح أبومدين

* في ص «19»، من مقدمة الدكتور شكري فيصل، عبر الحديث عن مقدمة الأستاذ العميد، عن: آثار مصطفى عبدالرازق ، يقول الدكتور شكري: «إن الفصل الخاص، يعني المقدمات التي كتبها العميد: والحق أن هذا الفصل من أمتع الفصول التي كتبها الدكتور طه.. منطقية هذا التقرير العميق للشيخ مصطفى عبدالرازق، وهو تقرير، حال بينه وبين الإسراف في الحديث عن ذاته هو.. ودفعه في طريق آخر، هو الحديث عن شخصية مصطفى عبدالرازق واستيعاب مميزاته».
* إذاً فإن توجه الأستاذ العميد هذا يعني الاهتمام بالمؤلف، بكسر اللام ، وليس بالمؤلف بفتحها.! ولعلنا واجدون سبباً لتوجه الدكتور طه.. ويشير الدكتور شكري، إلى أن: «أمرين اثنين طبعا هذه المقدمة.. أولهما أنها كتبت بعد وفاة الشيخ مصطفى تقديراً لهذا الكتاب الذي جمع مقالاته.. والآخر أن عبدالرازق فيما يبدو لي ظل يعيش في ذهن الدكتور طه في أفق آخر هو فوق الأفق الذي كان يلف الدكتور طه».!
* ولن أستبق الزمن، فأقفز إلى ما جاء في هذه المقدمة أو المقدمات الأخرى، ولكني بإذن الله سأصل إليها، حين أفرغ من وقفاتي مع مقدمة الدكتور شكري فيصل إلى المقدمات التي كتبها الأستاذ العميد، للكتب التي أشرت إليها في الكلمة الأولى من هذه الوقفات المتتابعة.. وهناك سيكون التعقب الذي سيطال الدكتور شكري نفسه، لأني لم أر له تعليقات على أمور جاءت في مقدمات الأستاذ العميد، وكان ينبغي أن يكون ذلك، ان بعض المؤلفات التي قدَّم لها الدكتور طه، عليها ملحوظات، لا ينبغي أن يغفل عنها إنسان واعٍ مثل الدكتور شكري فيصل، فتمر دون أن ينالها شيء من تعقب وتصحيح.!
* إن الدكتور شكري، تحدث من بعيد، في إنكاره لما ذهب إليه طه حسين، الذي رأيناه في إلغائه للبيان العربي المبين، الذي لم يجنح إلى اليونانية، ولا إلى غير اليونانية من الأمم السابقة للإسلام الدين الخاتم.. وعندي أن إغفال الدكتور شكري لما أشير إليه، يحسب عليه، وهو رجل مسلم، قد عاش بيننا في دار الهجرة مدرساً .!
أقول: لا وألف لا؛ لما أعلنه طه حسين، فبيان المسلمين في كتابهم وأحاديث رسولهم صلى الله عليه وسلم.. وقبل ذلك، كان الشعر العربي الجاهلي، وهو شعر عزيز، حوى نماذج من البيان العربي الناصع المميز.! هؤلاء لم يعرفوا أرسطو ولا اليونانية، وإنما بيانهم عربي مبين.! كنت أتوقع من كاتب مقدمة: كتب ومؤلفون، أن أجد تعليقاً واعترافاً وإنكاراً.! إن الحق يعلن في مطلع سورة الرحمن، أنه سبحانه: {علم القران <2> خلق الانسان<3>علمه البيان} .! إذاً فإن البيان أصلاً من العلي القدير.. وبيان كتابنا، وبيان رسولنا صلى الله عليه وسلم يغني عن بيان اليونان وغيرهم من الأمم.!
والدكتور شكري في فرية طه حسين، اكتفى بالقول في ص «21»، وإنما الذي يعنيني ما انتهى إليه الدكتور طه من أن «المسلمين قد أنشأوا فلسفتهم الأولى من عند أنفسهم»، لأن الذين ألفوا قراءة طه والنفاذ إلى ما وراء الأسلوب، يدركون كيف كان حريصاً دائماً على أن يرد أكثر مظاهر الثقافة والحضارة الإسلامية إلى اليونان.. بل إنه في مقاله الطويل الذي قدَّم به نقد النثر «البيان العربي من الجاحظ إلى عبدالقاهر» ذهب في ذلك إلى بعيد بعيد، حين قرر آخر المطاف أن نشأة البيان العربي كانت يونانية: فقال: «كان البيان العربي في جميع أطواره وثيق الصلة بالفلسفة اليونانية أولاً وبالبيان اليوناني أخيراً، وإذاً لا يكون أرسطو المعلم الأول للمسلمين في الفلسفة وحدها، ولكنه إلى جانب ذلك معلمهم الأول في علم البيان».
وقد افترى طه حسين فيما قال، ذلك أن بياننا عربي، وليس أعجمياً، وقرآننا في بيانه وبلاغته وأسلوبه عربي، كما يعلن الحق فيه.. قال الله تعالى: {ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ااعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد} وطه حسين من هؤلاء.!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved