Saturday 17th may,2003 11188العدد السبت 16 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محمد بن عبد الله بن محمد البليهد محمد بن عبد الله بن محمد البليهد

  محمد ابني كان لي نعم الابن ونعم الصديق ونعم المعين فهو الذي يتحمل أعبائي الخاصة ويقوم بها عن طيب خاطر، ويقصد بذلك عدم اشغالي واعطائي الوفير من الوقت في عملي الرسمي. فقد كان رحمه الله لا يألو جهدا بتلبية رغباتي والاشراف على شؤون العائلة حتى صرت اقضي أغلب وقتي لانجاز أعمالي الرسمية.
ولقد كان مرافقا لي بالسفر في ايام سفري سواء ما كان منها لقضاء اجازة او للاستشفاء وكان نعم الرفيق الذي لا يألو جهدا في سبيل راحتي وجعل سفري مثمرا.
ولقد كان محبا للخير ساعيا له ويرغب في تحقيقه فهو محب للناس ويسعى لانهاء حوائجهم بقدر ما يستطيع لا سيما المحتاجون منهم والذين لا يجدون معينا لهم.
وكم طلب مني مساعدة الغير حينما يتحقق من الحاجة الملحة لهم وكم ساعد وطلب مساعدة الفقير المحتاج فهو نعم من يلبي حاجتهم ونعم النصير والمحب لذوي الحاجات.. ولقد كان يخرج من طريقه لمساعدة مظلوم او الوقوف بجانب مكلوم. وقد يبذل الغالي والنفيس من نفسه وماله لتحقيق خدمة للآخرين.
وقد كسب هذه المكارم والأخلاق الفاضلة من جده والدنا محمد بن عبد الله بن بليهد الذي عرف عنه في الحجاز ونجد وجميع أنحاء المملكة قضاء حوائج الناس ومساعدتهم على الرغم من قلة امكانياته في ذلك الوقت.
وقد كانت هذه أخلاقه وسجاياه مما جعلني فخورا به ومرتاحا اليه فهو بهذه الاخلاق والمكارم يجعلني اشعر أنه امتداد مني. وكانت نباهته وفطنته الثاقبة قد ساعدته كثيرا لمعرفة أمور الناس وسير حوائجهم.
ومع هذا ومع قلة ما لديه فهو معتز بوالديه ويدلهم على طرق الخير السليمة والتي له الفضل فيها فهو دائما ينبهنا بلباقة وحسن أخلاق حتى انني أحيانا لأخجل من نفسي لعدم معرفة ذلك النبل او تلك الحاجة لأنه دائما سباق ومدرك لها.
هذا ما يحضرني وغيره الكثير فقد كان فقده علي أمرا كبيرا سيبقى معي فترة طويلة وستبقى ذكراه معنا أبد الدهر فهو ملء العين والبصر ولا اشك ان الذين سيفقدونه كثيرون من محبيه وأصحابه وأولئك الذين أسدى لهم خدمة أو معروفا في حياته وأذكر قول الشاعر العربي في هذه المناسبة وعلى الرغم من صغر سن الفقيد إلا أنه ينطبق عليه:


لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا جمل يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر
يموت بموته خلق كثير

فرحمك الله يا محمد وهذا قضاءالله وقدره الذي عجل بوفاتك وانا ان شاء الله لمؤمنون ومثواك ان شاءالله جنات الخلد واعدك من كل قلبي انني سأكون الراعي الامين لابنتينا لين وليان أصلحهما الله وبارك فيهما.
بقلم والده: عبد الله البليهد

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved