* جدة خالد الفاضلي:
حذر الكاتب والوجيه عبدالمقصود خوجة من استمرار قيام أصحاب المآرب المشبوهة باستغلال الشراذم الضالة لزعزعة أمن البلاد والعباد، مشيراً إلى أنهم سيحترقون بذات النار. وصف خوجة، في حديثه ل«الجزيرة» القابعين في كواليس جرائم تفجيرات الرياض أو المتحمسين لها بأنهم أصحاب نظرة ضيقة تغامر بأمن الوطن والمواطن، وانتكاس لموازين القيم الاجتماعية وغلو في النظرة الأحادية، وأشار إلى أن التاريخ سجل في طياته أن ضياع الأمن يؤدي إلى هدم حضارات الأمم.
وأن الصائدين في الماء العكر يقعون في أحابيل توجهاتهم الشيطانية، وقال: من الثابت تاريخياً ان الدول تتقدم، والحضارات تزدهر، والعلوم تتطور، والفنون تزدهي، وكل نبض في الحياة يعلو شأنه تأسيساً على رسوخ الأمن والأمان والاطمئنان، وقد عشنا بحمد الله في واحة أمان حياة سعيدة مطمئنة هانئة، مما شهدت به الأعداء، وكان نتيجة ذلك تسارع في وتيرة النمو الحضري والتطور العمراني والصناعي. ونُشاهد في كثير من الدول أنها أنجزت نهضة علمية وصناعية عملاقة، لكنها خسرت الكثير نتيجة الإفرازات التي خلفها عدم الأمن.. وتضافر ذلك مع غياب الوازع الديني، والحس الوطني السليم، مما جعل تقدمهم نقمة من حيث تعرض أوطانهم ومواطنيهم لموجات من الأعمال الإرهابية، وانتكاساً لموازين القيم الاجتماعية، وغلواً في النظرة الأحادية التي مزقت كل رقي وتقدم، وحولته إلى بؤر من العنف وسفك الدماء بغير حق. وقال آسفاً: ما حدث مؤخرا من أعمال تخريب وإرهاب في بلدنا الآمن المطمئن قد يكون ناجماً عن نظرة خاطئة.
واستغلالاً خطيراً لبعض إفرازات التقدم المدني والعمراني، وهي أحابيل يلجأ إليها ذوو التوجهات الشيطانية للصيد في الماء العكر، لتحقيق مآربهم المشبوهة عبر شرذمة ضالة.. معتقدين أن زعزعة الاستقرار سوف تحقق لهم مطامعهم الفاسدة ومآربهم الحقيرة.. ناسين ومتناسين أن التلاعب بتلك النار سوف تحرقهم قبل غيرهم.
ومما لا شك فيه أن هذه الطغمة الحاقدة التي هيأت لها نظرتها الضيقة أن تغامر بأمن الوطن وسلامته، ما هي إلا قلة مارقة، وهي وإن كانت نبتاً شيطانياً. إلا أن اجتثاثها يحتاج إلى تكثيف العمل والدراسات المتأنية من مختصين في كل شؤون الحياة اقتصادياً، وإدارياً، واجتماعياً، وسياسياً للتمكن من تفكيك هذه الخلايا المريضة وإعادة تدويرها في المجتمع بمثابرة وصبر وأناة، وتفريغها من الشحنات السالبة التي ملأتها عبر سنوات من التجاهل والتقزيم.. ومهما استنكرنا وشجبنا ركب الموتورين والحاقدين، إلا أنهم سوف يظلون كتلة صامتة بيننا.
قد تكون خالية من الوعي والضمير والتفكير المنفتح نحو الآخر، فتنمو وتتكاثر تحت رعاية فكر ظلامي أخرق، وتتحول إلى وقود لكل حركات الإرهاب الاجتماعي والسياسي الآثم الذي لا يتورع من أن يتخذ منهم عبوات ناسفة بين حين وآخر.
|